رغم تأهل المنتخب السعودي لكرة اليد إلى نهائيات كأس العالم في فرنسا 2017 بعد أن ضمن صعوده للدور نصف النهائي للبطولة الآسيوية الـ17 لكرة اليد حاليا في المنامة، إلا أن الأحداث المؤسفة التي صاحبت نزال النجمة والقارة 23 /23 أمس الأول في دوري الدرجة الأولى على الصالة الرياضية المغطاة في عنيزة، شوهت تلك الأفراح وأخرجت المنافسة عن إطارها. وجاء تأهل المنتخب السعودي قبل مواجهته الأخيرة أمام البحريني بعد خسارة الإماراتي من نظيره الإيراني 34 ـ 32، في الجولة الأخيرة ليتجمد رصيد الإمارات عند خمس نقاط، مقابل سبع للأخضر. وكانت المباراة بين النجمة والقارة تمضي إلى بر الأمان، والنجمة متقدم 22/23، ولكن قبل نهاية المباراة بـ 20 ثانية أدرك القارة التعادل، وما أن أعلن قاضي الجولة صافرة النهاية حتى افنرجت الأحداث وانفرط عقد النظام والتنظيم، حيث اشتبك لاعبو الفريقين قبل أن تنزل الجماهير إلى أرض الملعب ليختلط الحابل بالنابل. وتعرض عدد من لاعبي القارة لإصابات متفرقة بين شج في الرأس وكدمات باليدين قبل أن يستطيع رجال الأمن فض الاشتباك وفرض النظام مرة أخرى، ونقل المصابين إلى أحد المستشفيات ومن ثم استكملت الشرطة إجراءاتها. من جهته، رفض تركي الخليوي رئيس الاتحادين العربي والسعودي للعبة التعليق وقال: "لا أستطيع التحدث قبل اكتمال التقارير، الأمني ومراقب وحكم المباراة، حيث اتصلت لطلب التقرير الأول، وسيعقد الاتحاد اجتماعه في البحرين للنظر في الأحداث وإصدار القرارات المناسبة". في المقابل، استغرب سلام العلي رئيس نادي القارة ما حدث، وقال: "المباراة كانت تسير بشكل طبيعي، إلا أنه في آخر دقيقة سجلنا التعادل، ويبدو أن الأمر لم يعجب لاعبي النجمة، ما جعلهم يزدادون توترا وبعد نهاية المباراة حدث ما حدث من اعتداء على لاعبينا من قبلهم بمعاونة جماهيرهم، ما حدث ليس المرة الأولى، وهناك فرق أخرى تضررت منه، وهو سلوك عدواني". وأشار إلى أنهم بصدد رفع شكوى للأمير عبد الله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب، ولاتحاد كرة اليد وسيرفق بها الأدلة والتقارير التي تؤكد أن لاعبي فريقه قد ضربوا بآلات حادة من جماهير المنافس، مرفقة بتقارير المستشفى. وكان القارة قد أصدر بيانا جاء فيه "بعد نهاية المباراة مباشرة اعتدى لاعبو الأخير على لاعبينا، وكذلك جمهورهم الذي نزل إلى أرض الملعب، وأبرحوهم ضربا وتجريحا بكل الوسائل، حتى أصيب بعض لاعبينا بحالات إغماء، وداسوا على حارسنا بالأقدام، قبل أن يتدخل الأمن وفض الاشتباك وأخرج الجمهور". وأضاف: "في هذه الأثناء انزوى لاعبونا في غرفة جانبية صغيرة، وحينها كانت الصالة فارغة، ومجرد تجمعهم فيها لأخذ أغراضهم تمهيدا للمغادرة فوجئوا بعودة جمهور النجمة من جديد وانقضوا عليهم بشكل همجي وضربوهم بالأخشاب وقطع الحديد، ما أسفر عن إصابة أحدهم إصابة خطيرة في الرأس، بينما تفاوتت بقية الإصابات بين كدمات في الوجه، والرقبة والأطراف، وكل هذا تحت أنظار ومرأى من الأمين العام لنادي النجمة ومدرب الفريق". وأشار إلى أن الصالة لم تغلق بشكل كامل عقب الأحداث الأولى، ما سمح بعودة الجمهور مرة أخرى وبأيديهم أدوات حادة، مستغربا أن يطالب الأمين العام للنجمة بالقبض على محمد علي لاعب القارة، وهو ينزف من رأسه واتهمه كذبا أنه شتمه، هذا بدل أن يبادر شخصيا في المساعدة بنقله للمستشفى، وبهذا التلفيق تم نقله بحالته الراهنة إلى مركز الشرطة ورأسه مفتوح. واستغرب البيان الغدر بالضيف، وقال: "حري أن يكون ما حدث من عربي في أخلاقه ومبادئه، فلم يعهد عن العرب الأصيلين أن يغدروا بالضيف وينتهكوا كرامته وسط دارهم، وأن القارة سيرفع شكوى إلى الرئيس العام لرعاية الشباب واتحاد اللعبة لإنهاء مثل هذه التجاوزات التي لا تحترم إنسانا ولا قانونا ولا خلقا".