لم يكن اللاعب سعد الحارثي الوحيد، ولا الأول، ولن يكون الأخير الذي يختار العمل الخيري والدعوي بعد تركه كرة القدم!!، وليس الأول ولا الوحيد، وأتمنى أن يكون الأخير الذي يهجره الإعلام الرياضي وينساه تماما؛ لأنه التزم دينيا واستغل طاقاته وشبابه للدعوة إلى الله والمساهمة في الأعمال الخيرية!!. هذا الهجران متوقع من الإعلام الرياضي المكتوب؛ لأن تاريخه أثبت سطحيته وتعصبه وتدني اهتماماته وانشغاله بتلبية ما يطلبه منه رئيس نادٍ أو يفرضه ميول، لكنه أمر مستغرب من الإعلام المرئي الذي أثبت أنه الأكثر مهنية وشمولا ومتابعة، حتى أنه دخل بيوت اللاعبين المعتزلين ووجه الأنظار إلى أحوال اللاعبين القدامى وتحرى مصير لاعبين بلغوا السبعين والثمانين. ما بال ذلك الإعلام المرئي (المهني) يتجاهل توجيه أنظار النشء إلى اختيار النجم المشهور سعد الحارثي لطريق الدعوة والعمل الخيري بعد تركه لكرة القدم؟!، ولا يعرض ولو صورة واحدة أو مقطع (فيديو) لسعد وهو يمارس تلقين الشهادة لعشرات الأخوة الذين اعتنقوا الإسلام حديثا، أو وهو يحمل طفلا سوريا أو يسلم المنازل الجاهزة (15 كارفان) التي تبرع بها نادي النصر لإخواننا اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري بالأردن في خطوة أتمنى أن تكون قدوة للجميع. أعلم جيدا أن الإعلام الرياضي المكتوب والمرئي القديم تجاهل لاعبين سبقوا سعد الحارثي في العمل الدعوي أمثال عادل عبدالرحيم وإبراهيم الحلوة وخالد الدايل... وآخرين لا يتسع المجال لذكرهم، لكن هؤلاء يختلفون عن سعد الحارثي لسببين: الأول أنهم انتهجوا العمل الدعوي في زمن سيطر فيه الإعلام المكتوب الذي وصفته بالسطحية والاهتمام بمن يداعب الكرة فقط، وقبل انتشار برامج الإعلام المرئي العديدة والدعم الفوري من (تويتر) و(الفيسبوك) ومقاطع (اليوتيوب)، أما السبب الثاني فلأن انتماءهم كان فرديا أي لعبوا لنادٍ كهواة وتركوه، أما سعد الحارثي فلم يترك عذرا لأحد، فقد لعب لناديين إعلاميين وقطبين هما النصر والهلال، ثم ترك الكرة فجأة في زمن ملايين الاحتراف وغاب شهرا أو يزيد وظهر في (اليوتيوب)، وقد اختار العمل الخيري الدعوي، ومع ذلك فلم يركز الإعلام ببرامجه المتعددة على هذه الخطوة. في نظري أن هذا التحول من ملايين الريالات إلى ملايين الحسنات من لاعب جمع بين القطبين النصر والهلال يجعل منه أسطورة مشتركة تستدعي لفت النشء إلى سلوكه، لكن الإعلام تجاهله بشكل غير مبرر!!. محمد بن سليمان الأحيدب المصدر/ صحيفة عكاظ