×
محافظة المنطقة الشرقية

شرطة مكة توضح حقيقة العثور على مجوهرات في الشفا

صورة الخبر

مع بداية العام الجديد، عام 2016 أصبح بإمكان أي ناشر في العالم طبع كتاب عنوانه "معركتي". أما مؤلفه فهو أدولف هتلر الذي استطاع تنفيذ جزء من الأفكار والأطروحات التي ضمنها كتابه هذا والذي صاغ مادة الكتاب وهو في السجن عامي 1924 و1925. وملخص مضمون الكتاب أن الجنس الآري هو سيد الأجناس الأخرى وأن من واجب هذا الشعب إخضاع العالم إلى سيطرته عبر منظومة الحكم النازي. وكان من حق مقاطعة بافيير الألمانية منع أي ناشر من إعادة نشر الكتاب بدون الحصول على إذن لأنها كانت مسؤولة عن إدارة حقوق الملكية الفكرية الخاصة بهذا الكتاب. أما اليوم فإن الكتاب دخل حيز الملكية العامة أي أنه من حق أي كان إعادة نشره دون الحصول على إذن من أحد ودون دفع أي رسم من رسوم حقوق الملكية الفكرية الخاصة. أطراف معترضة أو متحفظة وبدخول كتاب "معركتي" الذي ألفه هتلر الحيز العام انطلاقا من 1 يناير عام 2016، أصبحت اطراف كثيرة لاسيما في أوروبا الغربية تعترض على مبدأ إعادة هذا الكتاب أو تتحفظ على هذا المسعى لعدة أسباب. ومن بين هذه الأطراف مجالس الجاليات اليهودية في دول أوروبا الغربية وعدد من منظمات حقوق الإنسان. ومن الحجج التي تبرر من خلالها هذه الأطراف اعتراضها على إعادة نشر الكتاب أو تحفظها على المسعى أن الهالة السحرية التي يحظى بها أدولف هتلر لدى كثير من الحركات والتيارات النازية الجديدة أو التيارات المنتمية إلى اليمين المتطرف في دول الاتحاد الأوروبي ستكون إعادة طبع الكتاب بحق نافذة للترويج من جديد لأطروحات هتلر العنصرية وأداة جديدة من أدوات الحقد والكراهية تجاه اليهود والغجر والمسلمين بشكل خاص في الظروف الحالية التي ساءت فيها كثيرا صورة الإسلام والمسلمين في الغرب بسبب الأعمال الإرهابية التي يقوم بها تنظيما " القاعدة " و"داعش" والتنظيمات الأخرى التي تنشط في فلكهما. هذا مثلا ما أعرب عنه روجيه كوكرمان رئيس مجلس المؤسسات اليهودية الفرنسية الذي وصف مشروعات إعادة نشر كتاب هتلر هذا ب" الحدث الكارثي" والذي قال إنه متخوف من أن يصبح الكتاب بسرعة أحد الكتب المرجعية الهامة التي سيقبل كثير من الفرنسيين وغير الفرنسيين على قراءتها في وقت يتم البحث فيه في دول أوروبا عن كبش فداء لتحميله مسؤولية المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإيديولوجية التي تعيشها دول الاتحاد الأوروبي اليوم. أطراف مؤيدة أما الأطراف الداعية اليوم لإعادة طبع كتاب "معركتي" الذي نشر لأول مرة في 11 ديسمبر عام 1926 فهي ترى أنه من الضروري القيام بذلك وإرفاق العملية بشروح تذكر بأن مادة الكتاب فيها استثمار في الحقد والكراهية وبأن هتلر كان فعلا شخصا مريضا. وتذكر هذه الأطراف بأن كتاب هتلر هذا لم تكن إعادة نشره ممنوعة في كثير من دول الاتحاد الأوروبي أو في دول أخرى منها الولايات المتحدة والبرازيل والهند وتركيا والدول العربية. وتضيف أن عشرات النسخ من الكتاب وضعت بلغات كثيرة موجودة اليوم على الإنترنت شأنه في ذلك شأن كتب أخرى وضعها هتلر أو نسبت إليه ومنها كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون". وفي هذا الكتاب يدعي هتلر أن اليهودية والماركسية ستقودان العالم إلى الهاوية. كما تذكر الأطراف الداعية لإعادة نشر كتاب "معركتي" بأن في غالبية الكهوف القديمة في ألمانيا نسخا من هذا الكتاب باعتباره كان يهدى لكل عروس وعروسة وكل جندي وكل ناد من نوادي الشبيبة الهتلرية بعد وصول هتلر إلى السلطة عام 1933. وقد قدرت مبيعاته في هذا البلد منذ صدروه إلى عام 1945 بنسخ تتراوح أعدادها بين 12مليونا و14 مليون نسخة. ويرى عدد من الناشرين الألمان والفرنسيين أن إتاحة الفرصة اليوم أمام المؤرخين للتحقيق في هذا الكتاب وإطلاع الأجيال الجديدة والمقبلة على فظاعات هتلر وافكاره وأطروحاته واجب سياسي وتربوي للتصدي للحركات النازية الجديدة والحركات اليمينية المتطرفة التي ترغب في تضليل هذه الأجيال. وهذا ما يدعو له مثلا معهد التاريخ المعاصر في ألمانيا والذي يتخذ من مدينة ميونخ مقرا له. فقد طلب هذا المعهد من مجموعة من المؤرخين عام 2009 فحص الكتاب والتعليق عليه في محاولة للرد على أسئلة كثيرة منها الأسئلة التالية : كيف ولدت أفكار هتلر العنصرية التي وردت في الكتاب؟ ماهي الدواعي الحقيقية التي تكمن وراء الترويج لهذه الأفكار؟ كيف يمكن للمؤرخين إنارة الناس بشأن المزاعم والأكاذيب الواردة في الكتاب من خلال حجج مقنعة؟ وتجدر الملاحظة إلى أن رئيس هذا المعهد المؤرخ أندرياس ويرشينع هو الذي يقود هذه الدراسة التي تقرر نشرها في كتاب جديد يوم 8 يناير 2016 يتضمن أيضا النص الذي كتبه هتلر عامي 1924 و1925. وتستعد دار "فايار" الفرنسية إلى نشر طبعة فرنسية من الكتاب الجديد بجزأيه أي نص هتلر ونص المؤرخين. بل إن وزيرة التربية الألمانية أعربت عن أملها في أن يدرج هذا الكتاب في برامج التدريس في ألمانيا وبلدان أوروبية أخرى حتى يستعين به الأساتذة والمربون لإطلاع الأجيال الجديدة والمقبلة على حقبة مظلمة في تاريخ البشرية هي حقبة النازية.