أرجو أن تكون التصريحات التي أدلى بها الفريق عثمان المحرج مدير الأمن العام ونشرتها جريدة “الرياض” أمس عن واقعنا المروري بشارة للتحرك العاجل من أجل إيقاف هذا النزيف المستمر في الأرواح والانتهاك المستمر لأبسط قواعد المرور. تحدث مدير الأمن العام خلال تصريحه عن التوعية وهذا أمر مهم لكنه لا يكفي؛ فلا أحد في الأغلب يجهل أنظمة وقواعد المرور، لكن قلة الدوريات والكاميرات التي ترصد التجاوزات تجعل البعض يستخف بالنظام ويتجاوزه. لا يمكن النظر إلى من يقفز الرصيف الفاصل بين مسار محلي ومسار رئيسي كما هو الحال في طريق الملك فهد مثلا بأنه ناتج عن جهل وقلة وعي؛ بل هو إصرار على المخالفة. إن الواقع المروري، الذي كان محور اجتماع القيادات المرورية في المملكة يتطلب أن تكون التوعية متوازية مع الحزم المروري. من المفهوم أنك لا تستطيع أن تضع دورية في كل مكان، لكن من المهم تفعيل الكاميرات المرورية التي سبق أن أعلن المرور عن تعميمها في مختلف الشوارع والاستفادة من معلوماتها من أجل رصد المخالفات والتجاوزات والرعونة في القيادة يمينا ويسارا في تحد سافر لكل أنظمة المرور واستخفاف بأرواح البشر. كما أنه من الضروري إشراك المواطن في رصد المخالفات، وقد أصبحت التطبيقات الإلكترونية متاحة لتحقيق ذلك مع وضع ضمانات وضوابط تحقق المصداقية المطلوبة لإنجاز مثل هذا الأمر. إنني متفائل أن يتحقق على أرض الواقع ما تحدث عنه اللواء عثمان في تصريحاته بشأن معالجة ما يخص المرور وتجاوزات أنظمة المرور، وحل مسألة التأخر في مباشرة الحوادث. وتعزيز مسألة السلامة المرورية. أعجبني قول اللواء عثمان “إنه ليس عيبا أن ننتقد أنفسنا من أجل أن نتطور ونعالج السلبيات” وقوله “من خلال رصدنا لم نلحظ أي تغير في الشق المروري في الميدان بالنسبة لأنظمة المرور واحترامها، والقضاء على بعض الظواهر المزعجة لنا جميعا” هذا الاعتراف يمثل النقطة الأولى التي يمكن من خلالها البدء في التعامل مع المشكلة بمنتهى الواقعية والسعي إلى معالجتها. بوركت الجهود.