نحتاج أن نعيد النظر في منهجية تعاملنا مع كثير من القضايا التي تمر بنا في حياتنا، ومن ذلك مرض السكري الذي خصصت له صحيفتنا ملفها الثري هذا الشهر في خطوة مميزة تستحق التقدير. أعتقد أن أولى خطوات التعامل الصحيح مع مرض السكري، التخلص من كثير من القواعد التي نرددها حتى ظنناها حقاً، ومن ذلك: لا أريد استعمال علاج السكري! لكي لا أتعود عليه! هذه القاعدة لها أنصارها ومريدوها، ولعل أصدق رد عليها ما قاله أحد الكبار لشخص من معتنقيها عندما سمعه يرددها: وهل إذا لم تستعمل علاج السكر ستُشفى منه؟! لو كان ترك العلاج سبباً في الشفاء لكان قائل هذه العبارة مصيباً، ولكن كونه يترك العلاج ليزداد المرض استفحالاً فهذا يوقع في المصائب! لا أحلل عن السكر! أريد أن أعيش حياتي بشكل طبيعي. هذه قاعدة ثانية يهرب من خلالها الكثير عن التحليل ومتابعة حالته الصحية، متناسياً أن التجاهل يجعل صاحبه يعيش حياته في خوف دائم، ثم بعد ذلك تأتي سنوات المضاعفات العجاف التي تنسي سنوات العيش الطبيعي المزعوم، والتي كان يمكن التخلص منها لو تم التعامل المبكر مع المرض. يوجد طبيب في الهند يعالج السكري! هذه هي القاعدة الثالثة، وتنتشر معها شهادات من أشخاص يقولون إنهم عولجوا عند الطبيب الهندي وكتب الله لهم الشفاء، الغريب أن هؤلاء الأشخاص الذين شُفوا لا يمكن أن تجد لهم اسماً صريحاً بل كلها أسماء مستعارة، وصاحب الاسم الصريح لو تواصلت معه فترة لوجدت كلاماً غير الكلام الذي قاله عند زيارته للدكتور! باختصار: في قضايا العلاج إذا أردت أن تعرف أين العلاج الحقيقي فانظر أين يتوجه الأغنياء، ولم أر قادراً إلا ويبحث عن أفضل المستشفيات في حال مرضه، ولو كانت علاجات عيادات بومباي نافعة لتسابقت عليها كبرى مراكز الأبحاث والمستشفيات العالمية. عزيزي مريض السكر! تعامل مع مرضك الذي وقاك المولى مما هو أكبر منه، بالانتظام في العلاج وممارسة الرياضة والحمية، فهذا ما يقوله الأطباء والعقلاء! وأختم بقاعدة أحد الناصحين التي لا يوجد لها حل وهي تعكس الكثير من التشويه: قبل الخمسين لا تحرم نفسك من شيء، فالشباب يحرق كل شيء، وبعد الخمسين لا تحرم نفسك من شيء فالموت ما باق عليه شيء!