×
محافظة حائل

حائل تستقبل زوارها بدروع وهدايا تراثية

صورة الخبر

خطت مايا عبدالكريم مدني خطواتها الأولى في مدينة سلطان للخدمات الإنسانية وهي في سن الثامنة، بعد تأهيل دام ثلاث سنوات لفترات دخول متقطعة، إلى أن تمكنت من الوقوف على قدميها، ولكن الأمل بالشفاء وتخطي الإعاقة لم يسرق منها ابتسامتها بل خلق الجو الإيجابي والدعم النفسي في المحيط الأسري والطبي سرع من تحسن حالتها الصحية. وعن رحلة الدعم والبحث عن فرص التأهيل الطبي، قالت والدتها هناء التركي، قدمنا من مدينة جدة بعد تنسيق مع المدينة لاستقبال حالة ابنتي "والحمد لله" تمت الموافقة وأدرجت ضمن المستفيدين من خدماتها التأهيلية والطبية. وتابعت التركي اخترت مدينة سلطان لأنها أولى المراكز التأهيلية الشاملة، من مرجع طبي للإعاقة مدمجة مع خطة تدريبية جماعية وذاتية وتأهيل نفسي للأطفال وغيرها من الامتيازات، كما أن تداول قصص النجاح في تخطي الإعاقة لجميع الفئات العمرية بين أوساط الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة فتح باب الأمل لابنتي وقريناتها ممن تأثروا بالولادة المبكرة وهي السبب الأول في ملازمة مايا الكرسي المتحرك. مضيفة لا يقتصر دعم المدينة على فترات التنويم، بل يلحق به متابعة طبية بعد عودتي إلى جدة مقر إقامتنا، باتباع علاج غذائي "مكملات غذائية" وتطبيق البرنامج التأهيلي المخصص لحالاتها في المنزل، والاهم توعية أشقائها عن حالاتها الصحية والطرق البديلة للعب معها وفهم احتياجاتها لصعوبة حركتها. أما ريناد حمد "في سن الثامنة" والتي تعاني من ضمور في المخ وشلل بسبب نقص الأكسجين، ولكنها كانت أفضل من قريناتها، فوالدها لم يكتف بعلاجها الطبي رغم ندرة المراكز المتخصصة في جيزان، وأخذ على عاتقه البحث والتقصي عن مراكز لها خبرة في حالات الإعاقة، أثمرت عن تحسن حالات مشابهة "لريناد"، وبعد مخاطبات ومفاهمة مع لجان المدينة، وجدت ريناد فرصة علاجية لم تتاح لغيرها ممن عانوا من الإعاقة بسبب نقص الأكسجين. وبسبب فقد ريناد حاسة السمع والنطق كان تأهيلها يعتمد مسار أطول وأصعب من حالة مايا التي كانت تجتهد في محادثة من حولها وتستجيب بشكل أفضل. ومن جانبها قالت والدة ريناد، التحسن في حالة ريناد ملحوظ والحمد لله، استطاعت التحرك في الرابعة من عمرها، كما نجحت في الوقوف لفترة أطول في العام الماضي وأتقنت بعض المهارات من الرسم والاعتماد على النفس في الأكل والشرب وما شابه. ومن حالات الإعاقة بسبب نقص الأكسجين أثير الرويلي، إلا أن أعاقتها تستلزم تدخلاً جراحياً، فتقرر لها إجراء عملية كسر عظم وتطويل أوتار بسبب تشوهات في القدم، ومن ثم بدأت في الانخراط في برامج التأهيل، وقالت والدتها: أثير تتحسن ببطء، ولكن التقارير الطبية مطمئنة، والاستجابة لبرامج التأهيل والمشاركة في الأنشطة الجماعية انعكس إيجابياً على الأسرة بأكملها. وكان فارس طلال عسيري أفضل الحالات السابقة، فبعد سنوات من العلاج الطبيعي والتأهيل في المدينة استطاع المشي والوقوف دون مساعدة. وعقبت والدة فارس تعلق ابني كثيرا بالمدربات وأخصائي العلاج الطبيعي، فالتشجيع والنجاح في تجاوز الإعاقة جعل من مدينة سلطان مدينة الأحلام للأطفال أمثال فارس، وزادت يعبر طلال عن كل احتياجاته بالإشارة فهو لا يستطيع الكلام، ولكن يسمع ويستجيب للمؤثرات من حوله بإيجابية. وأخيراً أشعلت مدينة سلطان للخدمات الإنسانية شموعاً للأسر، وأخذت بيد أطفال شوهت الإعاقة معنى الحياة في ذاكرتهم، لكن الأمل في الشفاء والإصرار في البحث عن مخارج طبية وتأهيلية، جعل من المدينة المحطة الأهم لمستقبلهم المشرق.