عودة إيران إلى سوق النفط العالمية تثير الجدل والتكهنات في أوساط الخبراء والسياسيين. طهران قررت رفع إنتاجها بخمسمائة ألف برميل يوميا في انتظار العودة إلى قدرتها الإنتاجية لسنوات ما قبل العقوبات والتي بلغت في فترة مَا ثلاثة ملايين ونصف المليون برميل يوميا. إلا أن هناك من الخبراء والسياسيين مَن يُشكك في قدرتها على ضخ نصف مليون برميل يوميا خلال العام الجاري. أمير حسين زماني نيا نائب وزير النفط الإيراني برد على المشكِّكين بالقول: قدرة إنتاج الشركة الوطنية الإيرانية للنفط كفيلة بإضافة خمسمائة ألف برميل يوميا إلى صادراتها النفطية، مما يرفع الصادرات إلى أكثر من مليون برميل يوميا خلال الأشهر القليلة المقبلة. بيجان نَمْدار زنقانِه وزير النفط الإيراني يوضح من جهته أن لا مشكلة لطهران في زيادة إنتاجها بالقيمة التي أعلنتها مشددا على أن المخزونات النفطية العائمة في البحر في السفن والمقدَّرة بقرابة خمسين مليون برميل ستسمح بهذه الزيادة. الوزير قال: العودة الكاملة لإيران إلى أسواق النفط ستتحقق خلال الأشهر القليلة المقبلة، وقد ظهرت آثار هذه العودة منذ الآن على الأسعار. لكننا، في إيران، لن ننشغل بمسألة الأسعار. البلدان التي أفرطت في الإنتاج واستفادت كثيرا من غياب إيران في السوق هي التي ستنشغل. أسعار النفط تراجعت خلال الأيام الأخيرة إلى أقل من سبعة وعشرين دولارا للبرميل مثيرةً ارتدادات اقتصادية معقَّدة ومخاوف اقتصادية في العديد من البلدان المنتجة والمصدرة وحتى لدى مستهلكين. ويُخشى من انهيار جديد للأسعار بعودة طهران إلى سوق النفط والدخول في حرب أسعار مع الرياض. علي باكْزاد الصحفي الإيراني المتخصص في الاقتصاد يُشدد بدوره على أن الاحتياطات ستكون الأداة الأولية لعودة إيرانية قوية إلى السوق في انتظار نتائج الاستثمارات في المدى البعيد. ويقول: الآن، ما يتعين علينا تقديمه من أجل زيادة الإنتاج والعودة إلى الأسواق يمكن أن يكون استخدام الاحتياطات. الأولويات بالنسبة لإيران تكمن في زيادة الإنتاج والاستثمار في قطاع النفط من أجل تعويض الخسائر التي تكبَّدْناها خلال الأعوام الماضية. هذا ما يمكن أن يكون أولوية جيدة للاستثمارات الأجنبية التي تُعتبَر في حد ذاتها مسألة مرتبطة بالمدى الطويل. إيران تتحرك بسرعة للعودة إلى وضعية ما قبل العقوبات نفطيا وتجاريا بعقد الصفقات مع شركائها الأوروبيين والأمريكيين، من بينها صفقة بعشرة مليارات دولار مع شركة أيرباص الفرنسية لشراء مائة وأربع عشرة طائرة جديدة. وهو ما يثير قلق منافسيها الإقليميين. وتتفاوض طهران مع مدريد من أجل إنشاء مصفاة نفط عند مضيق جبل طارق. مراسل يورونيوز من طهران جواد منتظري يقول من جهته: بعد رفع العقوبات، السوق الإيرانية أصبحت مكانا جاذبا للاستثمارات الأجنبية. الآن، العقوبات لم تعد مشكلة. مشاكل إيران الداخلية ستكون العقبة الرئيسية على درب التعاون البَنَّاء مع الشركات الأجنبية والمؤسسات، وهو التعاون الكفيل بالمساعدة في تحقيق ازدهار إيران.