تخيلوا فقط... كم من الوقت سيحتاج سمو الأمير الوزير، خالد الفيصل، ليقرأ كل ما كتب إليه في يومين فقط؟ كم هي مئات المقالات وآلاف المقترحات وعشرات الآلاف من "الجمل" الإلكترونية التي ذهبت إليه. أجزم بأن هذه "الزفة" الهائلة من الأدبيات المكتوبة لم تحصل من قبل في تاريخ وزير، أو قرار توزير. هل السبب يكمن في أن خالد الفيصل، بتاريخه واسمه، كان ضمن القصة، أم يكمن السبب في أن الشعب والمجتمع في قلق على مخرجات التعليم ومستقبل أبنائه وأجياله؟ هل هو تحالف السببين... وهنا سأقول بكل صراحة ووضوح: على رسلكم، فأنا أرى أن من الصعوبة بمكان أن يكون... حتى... خالد الفيصل هو المنقذ. قصة التعليم تحتاج إلى ثورة استثنائية في عوالم "التغيير"، ولهذه الثورة مفاتيح لا يمثلها خالد الفيصل وحده. كي يستطيع خالد الفيصل أن يجعل من المدرسة بيئة جذب للطالب والمعلم، لا بد له من أن يتخذ قرارات جوهرية في تركيبة المواد والحصص والمنهج. كي ينقذ سمو الوزير نفسية المعلم حين يذهب لمدرسته، لا بد له من إلغاء نصف نصابه الحالي، ومثل هذا القرار، يحتاج إلى إلغاء مواد، ودمج مواد أخرى، وحذف مئات الصفحات من ورق الحشو المنهجي التي يركلها طلابنا أمام مدارسهم بعيد كل امتحان، ونهاية كل عام، ونحن لا نتنبه لهذه الظاهرة؛ الطلاب هم أول من يدرك أنهم يحملون في حقائبهم مئات الأوراق المنهجية التي لا تنتمي إلى العصر، ولا تأخذهم إلى مستقبل. ابني الأوسط ـ مثالا ـ يدرك تماما أن زميله الماليزي يدرس في الثانية المتوسط سبع مواد، والتركي اختصرها إلى ست، بينما "هو" يحمل تسع عشرة مادة في جدوله الأسبوعي. يدرس "الابن" ذاته في فصل من 35 طالبا، بينما هو يعلم أن فصل المدرسة إلى مدرستين بالإمكانات ذاتها، وأعداد المدرسين نفسها، ستأخذه إلى تعليم أفضل لو أنهم تركوا لحقيبته المدرسية فقط ما يحتاجه من المواد والمناهج للغد والمستقبل. يدرس ـ للمثال ـ تطبيقات الحاسب من نسخة 2007، بينما يعود إلى المنزل مهووسا بنسخة 2014. أبناؤكم جميعا يدخلون امتحان "قياس" المصمم على ملكة التفكير والإبداع لتقييم عقل نشأ على الحفظ والتلقين والحشو؛ على كراهية المدرسة والحصة والحقيبة. نحن وضعنا على طاولة خالد الفيصل عشرات الملفات، وآلاف القضايا والاقتراحات، ولكم أقول: أنا أعرف خالد الفيصل جيدا؛ هو لا يعمل بهذه الطريقة، هو يريد من الإجابة عن السؤال: ماذا تريد لابنك في المدرسة، وللمستقبل، وهل ستقف معه عندما يتخذ له القرار؟