×
محافظة المنطقة الشرقية

صحيفة تركية: سفير إسرائيل يعود إلى أنقرة قريبا

صورة الخبر

بين يديه تنطق الحجارة وبأكثر من لغة وتبث أجمل المعاني، فتستوقـف الرائي وتأخذه الدهشة للتأمل والانبهار بهذا الفن فن النحت دخل مع الحجارة في حوار، وكأنه يفهم لغتها، ليشعر بحالة من الصمت المتكلم، فهو فنان بالفطرة خارج من أعماق قرى الدوادمي الغنية بحجارتها ذات المميزات الكثيرة، النحـات علي الطخيس، الفنـان المشدود إلى أصوله وبيئته، جسد مشاعره نحتاً يرسم من خلالها خلجات نفسه، لنلمس في منحوتاته جوهرية علاقة الإنسان بأرضه وطبيعتها، وتراثه الذي نراه منقوشاً على حجارته الصماء، الهامشية المرميـة على أرضه، نفض عنها الغبار، تأملها وانبهر بجمالها وألوانها، عرف جميع أسرارها، لينشئ حواراته الفنية معها، تاركاً لذاكرته وأنامله وأدواته الحادة المصنوعة خصيصاً لهذا المجال التعبير عما يختلج في روحه، واختزن وحفر في ذاكرته، تجاه أرضه وتراثه، فاخرج لنا روحه التي شكلها على الصلد، ليرى ذلك التراث في قطعة حجر بين راحة يديه، فيحفر تلك الذاكرة وينقشها على حجارته الصلبة، لينحت معالمها، ويحـذف عنها الأشياء غير المرغوب بها، فيشكلها، لتخرج من مرسمه كائناً جمالياً جديداً، يجعلها تنبض بالحب والفرح وعبق الماضي، بأسلوب يجمع بين الواقعي والتجريدي الذي يأخذ منحى شبه هندسي طوع حجارته إلى شكل يتوافق مع أفكاره التي يريد طرحها، لتنطق حجارته الصامتة بإبداعه وهـي تتحول بين يديه إلى مفردة تراثية تتميز بها منطقته ليجسد هويته وأصالته، تلك الحجارة تحرك في دواخلنا فرحاً بدائياً يربطنا بذلك الماضي الذي شكله الطخيس ليحفر على حجارته، كتلة حجرية تمثل أحد الأبواب التراثية العتيقة، التي تتميز بخطوطها البسيطـة (الأفقية والعمودية) لتكتمل سمات البساطة في خطوطه والصلابة في خامته، فيندهش المتلقي بقوة خطوطه وقد بدت بارزة عن حجارته التي غدت سهلة التشكيل بين يديه بالرغم من صلابتها وكأن حجارته تتحول إلى قطعة خشبية ينشئ من خلالها ذلك الباب العتيق، الذي نحته بوجهين مختلفين فيقنص بعضاً من تفاصيله في حلقته الدائرية وخطوطه الأفقية المتوازية المتوازنة التي تبدو وكأنها مثبتة بقطع حديدية (مسامير) محاكياً بذلك ذكرياته ومشاهداته التي مازالت مخيلته تحتفظ بها، ليترك تلك الكتلة الحجرية ذكرى باقية لا ترحل، نحت ذلك الباب، الذي جعله يرى بزاوية، ليبدو وكأنه مفتوح. تبدو كتلته الحجرية ذات ملامس سطحية خشنة (في أحد أوجهه)، تحمل التجاعيد البريـة في أرض الدوادمي، وفي المقابل في الوجه الآخر يحمل ملامس ناعمة، ولا نغفل لون خامته المنحوتة الذي يحاكي من خلاله لون المفردة التراثية الواقعية، علي الطخيس، الفنان الذي كشف لنا عن إمكانياته في مصارعته لتلك الكتل الضخمة من الحجارة، التي نطقت من بين يديه وأعلنت بأنه كان الرابح في هذه الحلبة، فتشهد لنا بنجاحه وإصراره على تشكيل شعوره عليها، المرتبط بأرضه، فأخرج لنا خلجات روحه، وشكلـه لنا بأسلوب بسيط يجمع بين الواقعي والتجريدي، ليجعلنا نعيش معه ارتباطه العميق بذلك الماضي، الذي حول تفاصيله إلى معطى جمالي تراثي، مخبأ في كتلة حجارته الصماء لاستنباط الماضي في الحاضر، ليكون الحاضر أجمل والقادم في عمر الإنسانية أبهى. .. وعمل آخر لعلي