نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية، عن مصدر وصفته بالمطلع أمس الاثنين، أن طهران أزالت قلب مفاعل أراك النووي الذي يعمل بالماء الثقيل وملأته بالإسمنت. وقالت إن هذا الإجراء يأتي في إطار التزام إيران الكامل باتفاقها النووي مع القوى العالمية "التي يتعين عليها الآن الشروع في رفع كافة العقوبات المفروضة على إيران". وأكد المصدر -الذي لم تكشف الوكالة عن هويته- أن "العملية تمت اليوم (أمس الاثنين) وجرى حشو القلب بالإسمنت". وطبقا للمصدر نفسه، فإن من المقرر أن تُصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الأيام القليلة المقبلة تقريرا نهائيا بامتثال طهران الكامل بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية في فيينا في يوليو/تموز من العام المنصرم. وأوردت الوكالة على لسان المصدر أنه ما إن تصادق الوكالة الدولية على هذه الخطوة، فسيصدر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ومنسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، بيانا مشتركا يُعلن فيه أن طهران "أوفت بالتزاماتها" المنصوص عنها في الاتفاق "ومن ثم يأتي دور القوى العالمية الست للوفاء بتعهداتها ورفع العقوبات". وبموجب الاتفاق النووي الذي وقعت عليه إيران والقوى الست، فقد قبلت طهران بتقليص عدد أجهزة طردها المركزي العاملة إلى نحو ستة آلاف جهاز، وإرسال جزء كبير منها إلى الخارج، والتخلص من 98% من مخزونها من اليورانيوم المخصب، بالإضافة إلى عدم تخصيبها لليورانيوم بنسبة تزيد على 3.67% لمدة 15 عاما. من جانبها، أشارت موغريني إلى أن العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على إيران بسبب البرنامج النووي قد ترفع قريبا. وقالت منسقة السياسة الخارجية، خلال زيارة إلى العاصمة التشيكية براغ "يمكنني أن أقول لكم إن توقعي هو أن هذا اليوم قد يأتي قريبا. تنفيذ الاتفاقات يمضي بشكل جيد". وكان مصير المفاعل الواقع وسط إيران من أصعب النقاط الشائكة بالمفاوضات النووية الطويلة التي انتهت بالتوصل إلى اتفاق بين طهران والقوى الست، ويعرف الاتفاق باسم خطة العمل المشترك الشاملة. ووافقت إيران بموجب الاتفاق على إعادة برمجة مفاعل أراك للماء الثقيل حتى لا يمكنه إنتاج البلوتونيوم الانشطاري الذي يمكن استخدامه في صنع قنبلة نووية.