أعلنت السلطات الألمانية أمس أن المشتبه في تورطهم في أعمال العنف في كولونيا ليلة رأس السنة جميعهم تقريبا من المهاجرين، لكنها حذرت في الوقت نفسه من أي تمييز بحق أجانب بعد أن تعرض بعضهم لهجمات في المدينة. وتم تقديم أكثر من 500 شكوى، 40 في المائة منها بتهم اعتداءات جنسية منذ الأول من يناير (كانون الثاني) الحالي، حتى فاقت قدرة الشرطة على احتوائها وجعلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وسياسة الانفتاح التي تنتهجها في موقف دقيق. وصرح وزير داخلية الحكومة المحلية في رينانيا الشمالية - فستفاليا رالف ياغر بأن «منفذي هذه الجرائم جميعهم تقريبا من المهاجرين»، مشيرا إلى أشخاص من «شمال أفريقيا ومن العالم العربي»، وتابع ياغر: «في المرحلة الحالية من التحقيق هناك بين المشتبه بهم لاجئون أتوا إلى بلادنا العام الماضي»، وكانت ألمانيا سجلت 1,1 مليون طلب لجوء في عام 2015. وأضاف ياغر أن «14 من أصل 19 مشتبها بهم تم تحديد هوياتهم حتى الآن من المغرب والجزائر»، مشيرا إلى أن «أربعة منهم وضعوا قيد التوقيف الاحترازي في إطار التحقيق في أحداث رأس السنة». ومن جهتها دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني المسؤولين السياسيين إلى عدم استغلال حوادث ليلة رأس السنة لإطلاق تصريحات معادية للمهاجرين. وقالت في نقاش حول مستقبل أوروبا في براغ: «آمل في ألا يستغل أي عضو أو شخص في موقع مسؤولية ما حدث في قضايا أخرى»، وتابعت: «أنها حوادث جدية... لكن اسمحوا لي بأن أقول إن هناك أشخاصا صالحين وأشرارا، بغض النظر عن جنسيتهم أو أصلهم». ودفعت الحوادث التي وقعت في ألمانيا إلى تقديم أكثر من 600 شكوى جنائية مع اشتباه الشرطة بشكل رئيسي في طالبي اللجوء. ويضع هذا ضغوطا على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وسياسة الباب المفتوح التي تتبعها مع المهاجرين. وقالت موغيريني خلال مناقشة عامة دارت في العاصمة التشيكية: «إنه أمر خطير وصادم للغاية، ومن المؤكد أنه يجب على الجميع احترام القوانين، خصوصا القوانين التي تحمي حقوق المرأة وحقوق الإنسان.. لا أعذار».