×
محافظة المدينة المنورة

اللواء المقبل: حوادث المرور تقتل 7 آلاف شخص سنوياً و35 ألف مصاب.. 50% منهم «إعاقة مستديمة»

صورة الخبر

عندما يحفر أحدهم بئراً في الصحراء، فإنّ من حقه أن يتقاضى أجرا على من ينهل منه، ولكنه لن يغتفر له إذا حال بين رجل يوشك أن يموت من الظمأ وبين الماء، ولا يستطيع أن يدفع له أجره، وهذا الكلام أسوقه بمناسبة حادثة حدثت في أحد المستشفيات الخاصة وتداولتها الصحف وتناولها الكتاب ومنهم خالد السليمان وسعيد السريحي، وتتلخص الحادثة في أنّ الإسعاف نقل فتاة إلى أحد المستشفيات الخاصة مصابة بكسر في عمودها الفقري، وظلت مهملة في غرفة الطوارئ أربع ساعات بانتظار أحد من أسرتها كي يدفع قيمة الكشف عليها قبل أن يتخذ المستشفى أيّ خطوة لفحصها أو علاجها، وقد وجه الجميع اللوم للهلال الأحمر وللمستشفى، ولهم بعض الحق في ذلك، وقد ذكر السريحي أنه عولج من أزمة ألمت به، وذهبت به ابنته إلى مستشفى في باريس، ولم يكن معه نقود ولا يحمل جواز سفر أو بطاقة ائتمان، فعالجوه ثمّ أخذوا عنوان ابنته، وأرسلوا لها الفاتورة فيما بعد، واعتبر ذلك عملا إنسانيا، وأقول له بحكم معيشتي في باريس إنّ هذا شيء عادي، وأنا أتردد على المستشفيات هنا وترسل لي الفاتورة إلى منزلي، مع أنه ليس لدي تأمين صحي، وحدث مؤخرا أن ذهبت إلى صيدلية ونسيت المحفظة، ولكنّ الصيدلي أعطاني الدواء بعد أن أخذ عنواني وتلقيت الفاتورة فيما بعد، وهذا لا يحدث لأنّ أخلاق الناس هنا أفضل من أخلاقنا، ولكن لأنّ القانون صارم والأحكام تنفذ فور النطق بها، وهذا ما نفتقر إليه ولهذا صدر نظام قضاة التنفيذ، وقد قرأت أخيرا أنهم ردّوا بالقوة الجبرية لبعض المستحقين أموالا تزيد على مليار ريال، ولكنّ عددهم قليل، ولهذا لن يسعهم أن ينظروا في القضايا القديمة كما قرأت في إحدى الصحف، وإلى أن يزداد العدد، ونقضي على ظاهرة البطء في نظر القضايا والبتّ فيها في المحاكم، أرجوكم ألاّ تضعوا كلّ اللوم على المستشفيات الخاصة، ثمّ إنّ الدولة مسؤولة لعجزها عن تأمين سرير لكلّ مواطن وخاصة في أقسام الطوارئ والعناية المركزية.