يعيش المستهلكون في أبوظبي كل خميس أسبوعياً في حيرة من أمرهم، بسبب العروض الترويجية لأسعار المئات من السلع، التي تعلن عنها منافذ البيع الكبرى لمدة ثلاثة أيام أو أسبوع، يأتي ذلك وسط تحذير المستهلك من العروض المبالغ فيها سواء من حيث السعر أو الجودة والصلاحية. وتشهد منافذ بيع جمعيات أبوظبي التعاونية ومتاجر كارفور واللولو ماركت وإسبنس وشويترام وكي إم مساء الخميس والجمعة من كل أسبوع، إقبالاً منقطع النظير من المستهلكين لشراء احتياجاتهم من السلع الأساسية والاستهلاكية، للفوز بالعروض الترويجية لأسعار السلع، التي تتراوح نسب التخفيض في غالبيتها بين 20% و30% بينما تصل في بعضها إلى 50% ببيع سلعتين متشابهتين بسعر واحدة فقط. ورصد البيان الاقتصادي تفاوتاً في أسعار سلع العروض الترويجية بين غالبية منافذ البيع، ووصل الفرق بين سعر السلعة الواحدة للشركة المنتجة نفسها أو الموزعة ما بين 3 إلى 15 درهماً. وعلى سبيل المثال عرض كارفور سعراً خاصاً لبرغر شركة ساديا بسعر 19.90 درهماً بينما عرضت جمعية أبوظبي التعاونية المنتج نفسه بعرض ترويجي بلغ 22.90 درهماً بفارق 3 دراهم، كما عرض متجر كي إم بسكويت بلفيتا السعودي بسعر 16.90 درهماً لعبوتين.. بينما عرض كارفور السعر 22.90 درهماً وجمعية أبوظبي التعاونية 22.60 درهماً وشويترام 24 درهماً، كما عرض منفذ بيع كافور جبنة المراعي قشطة بسعر 25 درهماً لعبوتين عرضاً خاصاً وعرضته جمعية أبوظبي التعاونية بسعر 27.80 فلساً وإسبنس بسعر 29 درهماً ومتجر كي إم بسعر 22.90 فلساً. وتزيد الفوارق في أسعار الأرز والزيت والسكر، حيث عرض متجر سعر زيت عافية (عبوتين 1.8 لتر للعبوة) بسعر 46.900 درهماً ومنفذ آخر بسعر 41 درهماً ومنفذ ثالث بسعر 49 درهماً وجميعها عروض ترويجية، كما عرض متجر كارفور أرز الأهرام المصري عبوة 5 كيلو إضافة إلي 2 كيلو مجاناً بسعر 25 درهماً .. بينما عرض اللولو ماركت سعر العبوة 5 كيلو فقط بسعر 31 درهماً، وتتفاوت الفروق بشكل كبير بين أنواع الأرز البسمتي الهندي والباكستاني ليصل في العبوات الكبيرة إلي نحو 30 درهماً وذلك لعبوة 20 كيلو جراماً. سبب التفاوت ويرجع إبراهيم عبد الله البحر الرئيس التنفيذي لجمعية أبوظبي التعاونية التفاوت في أسعار سلع العروض الترويجية إلى سياسات الشركات المنتجة أو منافذ البيع، مشيراً إلى أن الشركة المنتجة لمنتج ما قد يكون لديها رغبة لبيع أكبر نسبة من منتجها في السوق، وتحدد له عرضاً ترويجياً بأسعار مختلفة.. وليس سعراً واحداً وفقاً لرؤيتها، وأحياناً يقوم منفذ البيع ذاته بعمل تخفيض على سلعة يراها مناسبة له وتحقق له مبيعات أعلى، وينبغي أن يوجه المستهلك سلوكه في عروض التخفيضات إلى السلع الرئيسة مثل الأرز والزيت والسكر والطحين والدجاج واللحم وليس البسكويت. ويؤكد البحر أن شكاوى المستهلكين لن تتوقف سواء ضد الجمعية أو غيرها، مشيراً إلى أن خبرته في قطاع تجارة التجزئة، التي تمتد لأكثر من 16 عاما تؤكد له أن منفذ البيع لو باع كيلو السكر مجاناً فإن المستهلك سيظل يشكو ولا بد أن تتغير ثقافة المستهلك، ويتأكد أنه لا يوجد منفذ بيع محترم يتلاعب به، وليس من مصلحة أي جهة أن تحرق الأسعار. ويضيف، السوق في أبوظبي صعب وقاس جداً ولا يرحم، والمنافسة على أشدها ليل نهار والمنافذ تنفق مبالغ كبيرة على الدعاية لمنتجاتها ولدينا أكثر من 450 سلعة نعلن عن خصومات عليها شهرياً تتراوح بين 25% و30%.. وأؤكد أن العروض المبالغ فيها أي بنسبة 70% أو 90% يكون سببها رغبة منفذ البيع في التخلص من السلعة بسبب رداءة تخزينها أو قرب موعد انتهاء صلاحيتها أو عدم إقبال المستهلكين عليها، ونحن في الجمعية نرفض بشدة الإعلان عن سعر ترويجي لسلعة قارب موعد انتهاء صلاحيتها، ووضعنا سقفاً زمنياً لا يقل عن ثلاثة أشهر قبل موعد انتهاء صلاحيتها. ويجزم البحر بأن أسعار جمعية أبوظبي التعاونية هي الأقل على مستوى جميع منافذ البيع في الدولة. وخلال أيام سنعلن عن عروض ترويجية جديدة وبطاقة ولاء تطبقها الجمعية لأول مرة خلال مارس المقبل، وتتضمن خصومات كبيرة لجميع المستهلكين وسحوبات على 43 سيارة، وهذا العدد هو الأكبر في تاريخ سحوبات الجمعية. أهمية العروض ويؤكد أبو بكر تي بي المدير الإقليمي لمجموعة اللولو العالمية مسؤول عمليات أبوظبي، أهمية العروض الترويجية في جذب المستهلكين، لافتاً إلى أن جميع فروع اللولو ماركت في أبوظبي تمتلئ عن آخرها أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع بمئات الآلاف من المستهلكين الراعبين في الاستفادة من العروض الترويجية. وأشار إلى أن عروض اللولو تعد الأفضل والأكبر من نوعها في أبوظبي.. حيث تتراوح بين 30% و40%، ويبلغ عدد سلع العروض الترويجية أسبوعياً أكثر من 150 سلعة وتتراوح نسب التخفيضات بين 25% إلى 40%.. وتتعمد المجموعة التأكد من صلاحية سلع العروض الترويجية لمدة أطول، فضلاً عن أن ضخامة المجموعة وعلاقتها مع كبار الشركات المنتجة والموردين تتيح لها الحصول على أسعار خاصة، علماً بأن المجموعة تنتج سلعاً كثيرة باسم اللولو وتطرح هذه السلع بعروض كبيرة بنسبة تخفيض تصل أحياناً إلى 50%. تحذير أما جمعية الإمارات لحماية المستهلك فتحذر المستهلكين على لسان رئيسها خالد الحوسني من العروض الترويجية، مشيراً إلى أن أغلب هذه العروض خاصة المبالغ في أسعارها تكون لبضائع اقترب موعد نهاية صلاحيتها أو لا يقبل عليها المستهلكون ولا بد أن توضع لها ضوابط صارمة للحفاظ على صحة المستهلكين. ويشير إلى أنه من الصعب توحيد أسعار السلع في منافذ البيع سواء بوجود عروض أو من دونها، مؤكداً أنه من المعقول والمنطقي أن تكون أسعار البيع بالجمعيات التعاونية أقل كثيراً من جميع منافذ البيع الأخرى، ولكن العكس نراه حيث إن الأسعار في الجمعيات حتى في العروض الترويجية أعلى، كما أن الأرباح السنوية للجمعية خيالية من حساب المستهلكين والمفروض أن تبيع الجمعيات التعاونية السلع بأسعار أرخص أو أسعار التكلفة لأن الحكومات المحلية تخصص لها الأراضي بالمجان.. كما تعفيها من فواتير الكهرباء ورسوم الاستيراد والجمارك ومزايا أخرى كثيرة، ويؤكد الواقع أن هذه الجمعيات ربحية وليست تعاونية على الإطلاق، كما أنها تتسبب في رفع الأسعار، حيث تطلب من التجار الموردين شروطاً ورسوماً لا حصر لها لتوريد منتجاته إليها وبالتالي يحمل المورد قيمة هذه الرسوم وغيرها على المستهلك، والمفروض أن يتم مراقبة هذه الجمعيات بدقة، ويتم تقليل هامش ربحها. ويرى الحوسني ضرورة تصنيف منافذ البيع في أبوظبي أسوة بالفنادق، مشيراً إلى أن ضرورة أن يكون هذا التصنيف بدرجات ويخدم مصلحة المستهلكين أولاً وأخيراً.