خمسة وخمسون قتيلا على الأقل وأكثر من مائة وعشرين جريحا في هجوم انتحاري بشاحنة مفخخة استهدف مركزا لتدريب الشرطة في زليتن بغرب ليبيا، في أحد الهجمات الأكثر دموية في البلاد الغارقة في الفوضى. مصادر أمنية أكدت أنّ انتحاريا فجر شاحنة صهريج مفخخة تستخدم لنقل المياه بمركز الشرطة حيث كان خفر السواحل يقومون بعمليات تدريب. حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع لوجود اصابات خطيرة في صفوف الجرحى المصالح الصحية أطلقت دعوات للتبرع بالدم في المدينة بعد وقوع الاعتداء في منطقة سوق الثلاثاء بوسط المدينة الذي كان مكتظا عند وقوع الانفجار. ليبيا تشهد منذ عام ونصف العام نزاعا مسلحا على الحكم بين سلطتين، حكومة وبرلمان يعترف بهما المجتمع الدولي في شرق البلاد، وحكومة وبرلمان موازيين يديران العاصمة طرابلس بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى فجر ليبيا. وقد انتهز تنظيم الدولة الاسلامية فرصة انتشار الفوضى في ليبيا بعيد سقوط معمر القذافي في ألفين واحد عشر ليتمركز في البلاد. وقد تبنى اعتداءات دامية عدة كان آخرها في ايلول-سبتمبر على قاعدة معيتيقة الجوية في طرابلس والذي اوقع ثلاثة قتلى. وجرت مواجهات الاثنين والثلاثاء بين تنظيم الدولة الاسلامية وحرس منشآت نفطية قرب المرافىء الرئيسية في شمال البلاد. وتقع مرافىء السدرة وراس لانوف والبريقة في منطقة الهلال النفطي على الساحل، وهي الاهم في البلاد وأساسية لتصدير النفط الليبي. وأوقعت المواجهات عددا من القتلى فيما اشتعلت النيران في أربع خزانات نفط. عديد عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا يبلغ ثلاثة آلاف، حسب مصادر امنية، ويخشى الغربيون أن يتمكن التنظيم من السيطرة على هذه المناطق ومن اقتناء مزيد من الموارد النفطية وبالتالي زعزعة الاستقرار في افريقيا جنوب الصحراء، واستخدام المنطقة لنقل الجهاديين إلى أوربا، عبر سلوك طريق المهاجرين في المتوسط.