ترتفع درجات الحرارة نهارا خلال 72 ساعة القادمة، مقتربةً من 25 درجة مئوية في معظم مناطق المملكة وتكون أعلى من معدلاتها التقديرية، المقاسة إحصائيا لنفس الفترة من أعوام سابقة، وتسجل بداية الثلاثينات عند الظهيرة في مدينة مكة المكرمة ومحافظة جدة. في حين تستمر درجات الحرارة عند 12 و14 درجة ليلا في مدن المنطقة الشرقية وبداية العشرينات في العظمى، الذي يعني أن الطقس سوف يكون دافئا حتى يوم الاثنين المقبل، ثم يشهد تراجعا ملموسا، حيث يتحول الطقس إلى البرودة الفعلية بمعايير شتائية، خاصة في المساء والليل. وتكون السماء صافية اليوم الخميس في جميع الأرجاء، والأجواء مستقرة مع هبوب الرياح في اتجاهات متقلبة، إلى جنوبية غربية خفيفة إلى معتدلة السرعة أحيانا، في اليومين القادمين إن شاء الله، وتظهر الغيوم في المرتفعات الجنوبية الغربية من المملكة، مع احتمال هطول أمطار رعدية بمشيئة الله، تشمل مرتفعات عسير والباحة وجنوب الطائف وجازان، تكون مصحوبة بالبرق في بعض الأحيان، والرياح جنوبية غربية خفيفة إلى معتدلة السرعة تنشط نهارا. ويأتي ذلك بسبب اندفاع تيارات هوائية دافئة نسبيا منذ يومين، كانت محملة بكميات جيدة من الرطوبة في طبقات الجو المتوسطة والعالية، مؤديا إلى تكاثر السحب في تلك المرتفعات، وتتراجع هذه الحالة تدريجيا بعد نهاية الأسبوع، حيث ينتقل الطقس إلى استقرار بوجه عام وغالباً صافي في هذه المناطق. من جهتهم، يشير المتخصصون في الطقس إلى توافر أسباب التهيئة الجوية، التي تساعد على تساقط الأمطار الخفيفة بشمال الخليج العربي، تشمل حفرالباطن وما جاورها، وتأتِي بعد الأجواء المستقرة التي شهدتها الشرقية طيلة أيام هذا الأسبوع، حيث تتكاثر السحب على ارتفاعات متعددة، متوقعا بداية الهطولات عصر ومساء غدٍ الجمعة بمشيئة الله، وتُسبق بنشاط الرياح السطحية التي تتحول إلى شمالية غربية، متبوعة بانخفاض درجات الحرارة. وبحسب مراكز الأرصاد الإقليمية والعالمية، متوقع اندفاع سلسلة منخفضات عميقة على شرق المتوسط، تكون مصحوبة برياح قطبية وثلوج خلال هذه الفترة، تستمر حتى فبراير المقبل إن شاء الله، فيما تمتد اليوم كتلة هوائية باردة ورطبة نحو مساحات واسعة من بلاد الشام وتركيا والعراق، تزيد من فرص تساقط الأمطار مع البرودة القطبية في هذه المناطق خلال يومين. وفي بعض المؤثرات النسبية لهذه المنخفضات، يكون الامتداد إلى المملكة متوقعا عند منتصف شهر يناير الجاري، وذلك بتدفق كتل الهواء البارد،في حين تتهيأ الأجواء بمشيئة الله لموسم ممطر تباعا، الذي لا يبدو قريبا حتى نهاية الشهر القادم وفق التقديرات العامة، وذلك باعتبار موسمها الأقرب في جميع التنبؤات، يكون في نهايات سبتمبر متزامنا مع دخول فصل الربيع. وفي سياق متصل يوضح الباحث العلمي، عبدالعزيز الشمري، أن تقلبات الطقس الحالية وخصوصا في تذبذب مستوى درجات الحرارة، تعني أن التقديرات في الحسابات الفلكية، غير منسجمة مع الواقع في جميع المواسم. واستشهد بأن المرور بالفترة الأخيرة من المربعانية، يفترض البرودة على أشد ما تكون، فيما اختلفت على نحوٍ ملموس، كذلك فإنه لا يعني عدم توقع بقية الفصل بالإيقاعات الشتائية، وإن بتفاوت نسبي في الدرجات، حتى الدخول إلى طالع (النعايم) بموسم الشبط منتصف يناير بإذن الله، وقد يستبق موعده أيضا بعدة أيام، وفيه تكون الأجواء شديدة البرد عادةً. وتستقر درجات الحرارة في مستويات منخفضة، وخصوصا في ساعات الليل، مع نسبة رطوبة أقل مقارنة بالأيام الماضية، مع استمرار تدفق الكتل الهوائية الباردة، نظرا لمفعول اقوى للمرتفع السيبيري الجاثم حاليا ومسيطرا على الأجواء، ودون توقع تأثير معاكس للمنخفضات المتوسطية، وبالتالي تعاود درجات الحرارة التلميح بالصفر المئوي قبل نهاية هذا الموسم إن شاء الله. ويضيف الفلكي الشمري: إن الفترة المقبلة حتى نهاية فبراير، لا تبدو ممطرة غالبا، ثم تتهيأ الظروف بمشيئة الله تعالى، خلال بداية فصل الربيع في 21 مارس، وتمتد بموسمها إلى حوالي شهرين ونصف الشهر، وهي توقعات مبدأية على كل حال، لأن الأمطار لها أسبابها ومواعيدها بأمر الله في كل زمان ومكان وتصعب التنبؤات على المدى المستقبلي.