كشفت دراسة أميركية حديثة بأن النشاط البدني في الصغر يجعل أدمغة الأشخاص بحالة أفضل، كما أنه يحسن عملية الهضم في الأمعاء. وأوضح الباحثون بجامعة كولورادو الأميركية أن ممارسة الرياضة تزيد أعداد بكتيريا الأمعاء النافعة، مما يمهد الطريق لتحسين صحة الدماغ وعملية الهضم. وأضاف الباحثون الذين نشروا نتائج دراستهم في دورية "علم المناعة"، أن بكتيريا الأمعاء النافعة تستوطن أمعاء الإنسان بعد الولادة بأشهر قليلة وتلازمه طوال حياته، وهناك أكثر من ألف فصيلة منها، ويبلغ عددها عشرة أضعاف خلايا الجسم البشري، بينما يصل وزنها قرابة كيلوغرامين. وأوضحوا أن بكتيريا الأمعاء النافعة تلعب دورًا أساسيًا في هضم محتويات الطعام والحفاظ على التوازن البيولوجي بين فصائل البكتيريا المختلفة التي تستقر في الأمعاء، وهذا له أثر كبير في التخلص من مخلفات الطعام والمساعدة على امتصاص بعض المعادن والفيتامينات. كما أشاروا إلى أنها تنتج مادة تحاكي في عملها عمل المضادات الحيوية، وهدفها محاربة البكتيريا الضارة. ووجد الباحثون أن الفئران النشطة بدنيا في الصغر استوطنت البكتيريا النافعة في بطونها بشكل أفضل واستقرت لديها عملية الهضم عند الكبر، مقارنة مع الفئران التي لم تمارس نشاطا بدنيا بشكل منتظم. وقال الباحثون إن ممارسة الرياضة في سن مبكرة تضاعف أعداد بكتيريا الأمعاء النافعة، مما ينتج عنه تحسين صحة الدماغ وعملية الهضم. وتنصح منظمة الصحة العالمية الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاما بممارسة الرياضة لمدة ساعة على الأقل يوميا، إضافة إلى تخصيص الجزء الأكبر من النشاط البدني اليومي للألعاب التي تمارس في الهواء الطلق.