يتجلى الهدف الرئيسي من وراء إطلاق الجائزة العالمية للمدارس الثانوية، ضمن جائزة زايد لطاقة المستقبل في إلهام أجيال المستقبل حول العالم، وذلك من خلال غرس روح الاستدامة لديهم منذ سن مبكرة، بما في ذلك تقدير القضايا الخاصة بالطاقة والاستدامة على نطاق واسع. وانطلاقاً من ذلك، فلن يتركز اهتمام الجائزة العالمية للمدارس الثانوية على النشاطات السابقة للمدرسة، وإنما ستقدم كل مدرسة اقتراحها المفصل حول مشروع خاص، لتكون الجائزة منحة تمكنها من إنجاز هذا المشروع. وفيما يتلخص الهدف الرئيسي للجائزة بتعزيز الاستدامة في المدارس، ينبغي التركيز بشكل خاص على أن يعكس المشروع المقترح مبادرات محددة قابلة للقياس لتعزيز مشاريع الطاقة المتجددة والاستدامة، وقد يتضمن ذلك تحسينات في كفاءة استهلاك الطاقة أو المياه، أو الحد من إنتاج النفايات. ويتم تخصيص منحة مالية لمدرسة واحدة في كل من المناطق الخمس: الأمريكيتين وأوروبا وإفريقيا وأوقيانوسيا وآسيا. وتحصل كل مدرسة إقليمية فائزة بجائزة مالية قدرها 100 ألف دولار أمريكي، بينما يتم تحديد المبالغ النهائية للجائزة استناداً للمعلومات المالية المقدمة في المشروع المقترح. وكان عام 2015 الأكثر أهمية بالنسبة للجائزة ضمن أعوامها الثمانية، إذ سجلت هذا العام رقماً قياسياً في عدد طلبات المشاركة التي بلغت 1437 طلباً من 97 دولة، وهذا يعكس المكانة العالمية التي وصلت إليها الجائزة. وسيجري تسليم الجوائز على هامش فعاليات معرض قمة طاقة المستقبل التي ستعقد في أبوظبي في الفترة 1821 من شهر يناير/كانون الثاني 2016. يقول جوناثان ستار، مدير مدرسة أبارسو للعلوم والتكنولوجيا في الصومال المشاركة عن فئة الجائزة العالمية للمدارس الثانوية: لا يوجد في الصومال محطة كبيرة وعالية الكفاءة لإنتاج الطاقة، لذلك تعد مولدات الديزل ذات الأسلاك المتدلية الخيار الوحيد تقريباً لتوليد الطاقة في البلاد بأكملها. وهذا ينتج عنه تكاليف باهظة على السكان، ناهيك عن أن مولدات الديزل لا تضمن إمدادات آمنة وعالية الكفاءة من الطاقة. أضف إلى ذلك أن معظم سكان الصومال يفتقرون إلى التعليم ولم تتسن لهم سابقاً فرصة السفر خارج البلاد، لذلك تجد أن الكثير منهم لا يعرفون بوجود طرق أفضل وأكثر استدامة للوصول إلى الطاقة. وعن تأثير الفوز بالجائزة على الطلاب والمدرسة والمجتمع ككل، قال: تعد مدرسة أبارسو من المدارس الأكثر شهرة واحتراماً في الصومال، وتساهم في إعداد قادة المستقبل في البلاد، كما أنها رائدة في مجال الابتكار. وخير مثال على جهودنا الرامية إلى نشر الممارسات المبتكرة في إنتاج الطاقة المتجددة، هو سخانات المياه العاملة بالطاقة الشمسية، والتي جرى تركيبها في جميع أنحاء المدرسة باستخدام المنحة المالية التي حصلنا عليها لدى فوزنا بمركز الوصيف في إحدى الدورات السابقة من جائزة زايد لطاقة المستقبل. مثال رائع وأضاف: شكلت هذه الخطوة مصدر إلهام لأكبر فندق في الصومال، حيث بادر إلى استبدال سخانات المياه الكهربائية بأخرى تعمل بالطاقة الشمسية، ومن المرجح أن يشجع ذلك المزيد من الفنادق لاتخاذ خطوات مماثلة. ولا نبالغ إذ نقول إن مدرسة أبارسو وجائزة زايد لطاقة المستقبل سيكون لهما الفضل في انتشار أنظمة تسخين المياه بالطاقة الشمسية على نطاق واسع في جميع أنحاء الصومال، وفي حال فازت أبارسو بالجائزة هذا العام، فهذا سيمكننا من المضي قدماً نحو المزيد من الابتكارات المستدامة التي نأمل أن تشكل حافزاً لتحركات إيجابية مماثلة من المجتمع. وعن تأثير ريادة الإمارات في قطاع الاستدامة والطاقة المتجددة على تعليم وتثقيف الشباب، قال: تعد جائزة زايد لطاقة المستقبل مثالاً رائعاً عن المساعي الرائدة التي تبذلها دولة الإمارات للوصول إلى الشباب في جميع أنحاء العالم. واستناداً إلى النمو الكبير في عدد طلبات المشاركة في الجائزة، نستطيع القول إن الإمارات تعد مساهماً رئيسياً في تشجيع المزيد من طلاب المدارس الثانوية في العالم على التفكير واتباع ممارسات مستدامة في مجتمعاتهم. تحديات كبيرة من جهته، استعرض سامويل مينساه، مساعد مدير مدرسة (الأكاديمية) مفانتيسبيم في (غانا) المشارك عن فئة الجائزة العالمية للمدارس الثانوية، التحديات التي جرت مواجهتها فيما يتعلق باستخدام الطاقة المتجددة في المنطقة التي يوجدون بها. وقال: منذ استقلالنا في عام 1957، شكل النمو السكاني الهائل تحدياً كبيراً بالنسبة لتلبية احتياجات الطاقة في غانا. ومن التحديات الكبرى التي نواجهها في هذا الصدد، هي عدم وجود سياسة عامة قوية تضمن تلبية احتياجات الطاقة في المديين القريب والبعيد وتحدد آليات التعامل مع القضايا ذات الصلة بالاستدامة. وأضاف: لقد خرجت مدرسة مفانتيسبيم بعضاً من أهم القادة في المجالات السياسية والدبلوماسية والأكاديمية. ونعتقد بأن الفوز بجائزة زايد لطاقة المستقبل سيعزز الاهتمام بالاستدامة بين الطلبة والخريجين وأبناء المجتمع ككل. ويتمثل التأثير المباشر في تثقيف الطلاب حول الاستدامة، وخصوصاً حول أهمية وضرورة تغيير سلوكهم لتنفيذ تدابير كفاءة الطاقة. وعلى المدى البعيد، فإن الفوز بالجائزة سيمكن الطلاب من نقل المعرفة التي اكتسبوها إلى مجتمعاتهم ككل، وهذا سيؤدي بالنتيجة إلى تغيير سلوك أفراد المجتمع وسياسات الحكومة فيما يخص الاستدامة. وأكد أن الحضور العالمي للجائزة ورؤيتها الاستراتيجية يساعدان على تنشئة جيل جديد من الشباب المدرك لأهمية ممارسات الاستدامة كجزء أساسي في عملية التنمية. وأن المشاركة الفاعلة لدولة الإمارات وهي من كبار منتجي الوقود الأحفوري، يعد مؤشراً للشباب على أن ممارسات الاستدامة هي الطريق الأمثل لبناء مستقبل أكثر إنتاجية. وقد بدأت المدارس بتحديث مناهجها التعليمية بما يضمن انتشار التفكير النقدي حول موضوع الاستدامة بين الطالب، وهذا بدوره سيساهم في بناء جيل واعٍ وأكثر إدراكاً للتحديات العالمية مستقبلاً. جهود دؤوبة ويقول هيونوو يونج، رئيس فريق الأبحاث في الأكاديمية الكورية للعلوم بالمعهد الكوري للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة المشارك عن فئة الجائزة العالمية للمدارس الثانوية: بفضل الجهود الدؤوبة التي تبذلها دولة الإمارات وجائزة زايد لطاقة المستقبل، أصبح الشباب في جميع أنحاء العالم أكثر وعياً ويبدون اهتماماً أكبر إزاء الاستدامة، وأن الأكاديمية الكورية للعلوم هي معهد العلوم الأول في كوريا الجنوبية وتتبع للمعهد الكوري للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة، الجامعة البحثية العامة. وأضاف: يقترح طلبة الأكاديمية تنفيذ مشروع الحرم الجامعي الأخضر الذي يشتمل على إنتاج 40 كيلوواط من الطاقة المتجددة موزعة بين طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وأيضاً تنفيذ السقف الأخضر في مسعى إلى الحد من استهلاك الطاقة عبر نظام التبريد المستخدم في الأكاديمية. ويشار إلى أن الأكاديمية تستهلك 2511322 كيلوواط ساعي سنوياً من الشبكة الوطنية، ويهدف هذا المشروع لخفض حجم الاستهلاك بنسبة 15%. الموارد المتجددة وذكر أن حصة الموارد المتجددة من إجمالي الطاقة الكهربائية المولدة في كوريا لا تتخطى 2%، في حين تساهم الطاقة النووية السلمية بنحو 30% من إمدادات الطاقة في البلاد، وغالباً ما يعترض السكان المحليون على وجود محطات نووية في كوريا بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة. وعلى ضوء ذلك، أعلنت الحكومة مؤخراً عن عزمها إغلاق المفاعل النووي الأقدم، والذي يقع قرب بوسان، ثاني أكبر مدينة في كوريا التي تحتضن مبنى الأكاديمية، إلى الأبد بسبب المخاوف بشأن السلامة والأمان. في الواقع، فإن عامة الشعب لا يدركون تماماً حقيقة أن كوريا تعتمد بشدة على موارد الطاقة غير المتجددة، وهذا النقص في الوعي يعد من أكبر التحديات التي تواجهنا. وأوضح أن الأكاديمية الكورية للعلوم هي المدرسة الثانوية الوحيدة في كوريا المخصصة للطلاب المتفوقين في العلوم، أو ما نسميه مدرسة المواهب العلمية. وتسعى المدرسة لأن تصبح مركزاً لتعليم العلوم وقد أسست بالفعل شبكة عالمية واسعة مع مدارس ثانوية عالمية رائدة. وبمساعدة جائزة زايد لطاقة المستقبل، ستتمكن المدرسة من تسليط الضوء والتأكيد على أهمية التعليم الموجه لموارد الطاقة المستدامة من خلال شبكتها العالمية. تطوير البرامج التعليمية وقال: إن الفوز بالجائزة سيساعد المدرسة على تطوير برامج تعليمية متنوعة تركز على الطاقة المستدامة، وسنتمكن من تركيب توربينات هوائية صغيرة النطاق، والمزيد من ألواح الطاقة الشمسية، ومواصلة جهودنا لاستبدال المصابيح الكهربائية بمصابيح LED الموفرة في الطاقة. ويمكننا أيضاً إنشاء حرم جامعي موفر في الطاقة يتضمن حدائق على الأسطح. وسوف تشجع الأكاديمية الطلاب أيضاً على تقليل استهلاك الطاقة الاحتياطية. وإضافة إلى ما سبق، سيساعدنا الفوز بالجائزة على تنظيم مسابقات متخصصة في الطاقة المتجددة والمستدامة خلال المهرجان الأكاديمي للعلوم الذي تنظمه الأكاديمية. وأكد أن الإمارات تعد من أكبر عشر دول منتجة للنفط في العالم، إلا أن رؤيتها تمتد إلى أبعد من قطاع النفط، فقد كانت من أوائل الدول المنتجة للنفط التي تصادق على بروتوكول كيوتو بشأن تغير المناخ. كما أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان حريصاً على استثمار عائدات النفط في النهوض بقطاعات الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية، وهذا شكل الأساس الذي تستند إليه جائزة زايد لطاقة المستقبل وفئة الجائزة العالمية للمدارس الثانوية. وبفضل جهود الدولة والجائزة، أصبح الشباب في جميع أنحاء العالم أكثر وعياً بمختلف قضايا وتحديات الاستدامة، معرباً عن اعتقاده بأن ريادة الإمارات في تقنيات الطاقة المستدامة ستحقق منافع كبرى للعالم أجمع. فرصة تعليمية مهمة بدوره، يقال جايدين راي، الطالب في كلية ماهيندرا العالمية المتحدة بالهند، المشاركة عن فئة الجائزة العالمية للمدارس الثانوية، بمنطقة آسيا: توفر جائزة زايد لطاقة المستقبل فرصة تعليمية مهمة وقيمة للطلاب، حيث تساعدهم على تكوين صورة واضحة عن مدى تأثيرهم وتأثير مدرستهم على البيئة، تزامناً مع النظر في الحلول المحتملة. وأضاف: تسعى كلية ماهيندرا العالمية المتحدة في الهند لأن تكون مؤسسة رائدة في إنتاج الطاقة المتجددة في مجتمعها المحلي. والمدرسة تولي اهتماماً كبيراً بالطاقة، حيث قامت بالفعل بتنفيذ مشاريع مثل سخانات المياه العاملة بالطاقة الشمسية ومشروع الغاز الحيوي، كما قام طلاب المدرسة بتشكيل فريق نشط من المهتمين بالحلول والممارسات المستدامة. ويقوم المشروع المقترح للمدرسة على تأمين 9% من احتياجات الطاقة في المدرسة عبر إنتاج 50 كيلوواط من الطاقة النظيفة عبر الألواح الشمسية، وبالتالي منع انبعاث 65 طناً من غازات الكربون سنوياً، وزيادة قدرة الإنتاج الحالية للغاز الحيوي، وخفض النفايات الغذائية إلى الصفر، وخفض استخدام غاز البترول المسال بمقدار 130 كغ شهرياً. التطبيق العملي وحول تأثير الفوز بالجائزة على الكلية وطلبتها، أجاب راي: سيوفر الفوز بالجائزة للطلاب الموارد اللازمة لتطبيق ما تعملوه عملياً من خلال المشاركة في مشاريع الطاقة النظيفة على نطاق أوسع، كما ستوفر الجائزة فرصة جديدة لإشراك المجتمع المحلي في إحدى القرى المجاورة. ومن خلال الجائزة، سوف تحصل المدرسة على مصدر موثوق وآمن للطاقة عبر الألواح الشمسية، وستحصل أيضاً على غاز الطهي من خلال مولد الغاز الحيوي. وأكد راي أن الموقع الجغرافي للإمارات وثقافتها الغنية ونهجها الحديث في معالجة التحديات البيئية باستخدام حلول تكنولوجية رائدة قد مكنها من بلورة نظرة فريدة إزاء البيئة بشكل عام. وبالتالي تركت دولة الإمارات أثراً كبيراً على الشباب في مختلف أرجاء العالم من خلال تعرفهم إلى الأساليب والإجراءات المبتكرة التي يجري تطبيقها في البلاد. وذكر أن تأكيد جائزة زايد لطاقة المستقبل على الإبداع والابتكار، وتركيزها على الأوضاع الاجتماعية والجغرافية للمتقدمين يوفر مساحة مهمة لاستكشاف مفاهيم جديدة. تحفيز المؤسسات التعليمية من جهتها، ذكرت مدرسة رويال كوليدج من (سريلانكا) المرشحة عن فئة الجائزة العالمية للمدارس الثانوية، منطقة آسيا: تسهم مبادرات التكريم الرائدة، مثل جائزة زايد لطاقة المستقبل في تحفيز المؤسسات التعليمية على تعزيز الأنشطة والبرامج التعليمية الخاصة بالطاقة النظيفة. وقد تأسست رويال كوليدج عام 1835، وتعتبر أقدم مدرسة عامة في سريلانكا. ويتميز المشروع الذي تقدمه بالبساطة والتركيز، حيث قامت ببناء أول مدرسة عامة صديقة للبيئة في البلاد، وتعمل في الوقت الراهن على تزويدها بنظام للطاقة الشمسية بقدرة 70 كيلوواط. وسيساعد المشروع على خفض استهلاك الكهرباء والتقليل من الانبعاثات الكربونية في المدرسة، حيث يمثل نموذجاً يحتذى به في المجتمع المحلي للاستفادة من نظام القياس الصافي. وأخيراً، يمكن للبرنامج تثقيف الطلاب حول كيفية تطبيق حلول الطاقة المتجددة في حياتهم اليومية بطريقة فعالة من حيث التكلفة. وقالت المدرسة إن الفوز بجائزة زايد لطاقة المستقبل سيمكنها من تنفيذ مشروع محطة الطاقة الشمسية المقترح باستطاعة 70 كيلوواط وباستخدام 280 لوحاً كهروضوئياً. وتعتبر هذه خطوة مهمة بالنسبة للمدرسة، إذ تجعلنا أقرب لتحقيق هدفنا الأساسي في أن يكون استهلاكنا بالكامل من الطاقة المتجددة. وسيسهم ذلك في تشجيع المدارس الأخرى والمجتمع ككل على الاهتمام بالمستقبل المستدام من خلال الدعاية المؤثرة التي ترافق الفائزين بهذه الجائزة المرموقة. فرصة للتطوير أما سايمون أودونيل، مدرّس ومنسق مشاريع في كلية بلفيدير المرشحة عن الجائزة العالمية للمدارس الثانوية، القارة الأوروبية، فقال: إن مجرد المشاركة في جائزة زايد لطاقة المستقبل أتاح أمام طلابنا ومدرسينا فرصة مذهلة لتطوير مبادئ استدامة أوسع نطاقاً واستخدامها ضمن إطار خطة محددة، الأمر الذي أثمر بنهاية المطاف عن بلورة فهم واضح ضمن مجتمع المدرسة حول كيفية المساهمة في مواجهة أحد تحديات الاستدامة العالمية. واستعرض أودونيل التحديات التي تواجههم بالقول: يتمثل التحدي الأول في غياب المرافق اللازمة لتزويد طلابنا بالخبرة العملية حول التقنيات والابتكارات التي قد تؤثر في عملية التغيير. وتعد مستويات الوعي بقضايا الاستدامة مرتفعة نسبياً بين طلاب المدرسة بفضل قدرتنا على تحقيق التكامل بين المناهج والحصص الدراسية، ولكن الطلبة محرومون من فرصة استكشاف الحلول العملية للقضايا التي يدرسونها. أما التحدي الثاني، فهو يتعلق بقدرة التوجهات المستدامة على مواكبة التقنيات الجديدة التي قد تكون معرفة المدرسين بها محدودة بالمقارنة مع طلابهم. ويحول عدم وجود الوسيط العملي المناسب دون وصول الطلاب إلى المعارف المتعلقة بالتطور التكنولوجي وآليات توظيفه في خدمة قضايا الاستدامة. وذكر أن المكانة الرائدة لدولة الإمارات بمجال الاستدامة تتيح الفرصة أمام الطلاب الشباب للعب دور فاعل في معالجة التحديات التي تعترض مسيرة الاستدامة. وتهدف جائزة زايد لطاقة المستقبل إلى تمكين الشباب من المشاركة في حل قضايا الاستدامة وإيصال صوتهم إلى نطاق عالمي أوسع. واختتم بالقول: إن مجرد المشاركة في مسابقة جائزة زايد لطاقة المستقبل تنطوي بحد ذاتها على قيمة مجزية بغض النظر عن النتيجة النهائية. تحقيق المستحيل ويشارك مركز الأبحاث العلمية الطلابية عن فئة الجائزة العالمية للمدارس الثانوية أوروبا الذي أوضح: أن جائزة زايد لطاقة المستقبل توفر فرصة ثمينة لإبداع أفكار جديدة واختبار ما كان يبدو مستحيلاً، وهذا يصب بطبيعة الحال في مصلحة الطلاب وفي مصلحة موضوع مهم وجيل جديد بأكمله. ويعد مركز الأبحاث العلمية الطلابية أقدم وأكبر مؤسسة من نوعها في ألمانيا، وهو ليس مدرسة ثانوية اعتيادية، إذ يتيح ل 500 طالب وطالبة في المركز استغلال أوقات فراغهم في إجراء بحوث في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. ويقوم المشروع المقترح للمركز على إنشاء شبكة نموذجية للكهرباء تتكون من محطات للطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح ومنشأة تخزين لتحويل الطاقة إلى الغاز لأغراض البحث. ومن شأن هذا المشروع الطموح والمبتكر أن يوفر فرصاً تعليمية ممتازة. وذكر المركز أن الطاقة المتجددة تعد مسألة بالغة الأهمية بالنسبة له كمؤسسة تعليمية، وخاصة في ضوء سعي ألمانيا إلى تلبية كامل احتياجاتها من الطاقة بالاعتماد على مصادر متجددة. وبطبيعة الحال، لا يمتلك الطلاب الفرصة لتطوير أفكارهم وحلولهم الخاصة متى شاؤوا ذلك عبر مختلف أنماط محطات توليد الطاقة. وقال: لكننا نسعى من خلال مشروعنا الجديد إلى تغيير هذا الحال عبر توفير منصة فريدة غير تقليدية. ولا يقتصر التوجه الأصيل لهذه المنصة على بث روح الحماس بين أوساط الطلبة فحسب، وإنما يتعداه إلى تكوين فهم أعمق للتحديات، وتشجيع الشباب والأفكار الإبداعية، وربما يساعد أيضاً على تطوير حلول مميزة لسوق الطاقة مستقبلاً. نقطة انطلاق وحول تأثير الفوز بالجائزة على المركز، قال القائمون عليه: إن الفوز بالجائزة سيكون بالنسبة لنا نقطة انطلاق لسلسلة جديدة من المشاريع الطلابية المتميزة، حيث يتيح مشروعنا الفرصة أمام جيل كامل من الباحثين الشباب في جنوب ألمانيا لترجمة أفكارهم إلى مشاريع ملموسة، سواء كانت هذه المشاريع عبارة عن محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية، أو توربين هوائي، أو محطة لتخزين الطاقة، أو حتى عبارة عن تصور عام لمشروع طاقة. وعلى نحو مماثل، سنوضح للطلاب أننا معاً، ومن خلال الذكاء التكنولوجي، يمكننا أن نواجه التحديات التي تعيق مسيرة تطور قطاع الطاقة. وحول تأثير مكانة الإمارات في مجال الاستدامة على تعليم الشباب حول العالم، قال القائمون على المركز: ندرك تماماً أن لعب أدوار ريادية يتطلب التحلي بالمسؤولية أولاً، والشباب يدركون ويثمنون عالياً الدور الرائد لدولة الإمارات التي يتخذونها مثلاً يحتذى به في ابتكاراتهم الخاصة لبناء مجتمع مسؤول مستقبلاً. نهج ملهم من جهته، يقول الدكتور ليث كوبر، مدرس علوم وفيزياء من مدرسة كشمير الثانوية المرشحة عن فئة الجائزة العالمية للمدارس الثانوية أوقيانوسيا: تتبنى الجائزة نهجاً ملهماً بكل معنى الكلمة، فهي لا تكرم فقط أفكار الرواد الحاليين لقطاع الاستدامة، وإنما تساعد أيضاً على حفز وتشجيع قادة المستقبل المتمثلين بمدارسنا وطلابنا. وأضاف: تعتبر مدرسة كشمير الثانوية ثاني أكبر مدرسة في مدينة كريستشرتش بنيوزيلاندا، وكانت من بين المرشحين النهائيين لنيل جائزة زايد لطاقة المستقبل 2015، وهي تسعى لتصبح إحدى المدارس الرائدة بمجال الاستدامة في البلاد. وتحتضن المدرسة مجلس استدامة فاعل يقوده عدد من طلبتها الذين يحرصون على الاجتماع أسبوعياً لبحث تنفيذ مشاريع تركز على الطاقة، والمياه، وإعادة التدوير، والترويج للاستدامة. وتابع: تسعى المدرسة هذا العام إلى تركيب نظام طاقة شمسية باستطاعة 25 كيلو واط، وتوربين هوائي باستطاعة 2 كيلوواط، واستخدام بلاط أرضيات كهرو إجهادي يولد الطاقة الكهربائية عند مشي وقفز الطلاب عليه. وسيترافق كل هذا مع حملة ضخمة لتشجيع الطاقة المستدامة، إضافة إلى تحقيق موارد مالية تتيح للمدرسة الاستثمار في مشروع الغرفة الصفية الصديقة للبيئة التي شكلت أساس مقترح المشروع الذي تقدمت به المدرسة العام الماضي لنيل الجائزة. وأكد أن الفوز بالجائزة سيتيح فرصة شراء التقنيات اللازمة لتوليد الطاقة المستدامة التي تشكل بطبيعة الحال عبئاً مالياً ضخماً لا نستطيع تحمله دون الاعتماد على هذه التقنيات. كما سيوفر التمويل اللازم لتنظيم حملة عالية الجودة والتأثير ومتعددة الوسائل الإعلامية لتشجيع تبني أفضل ممارسات الطاقة المستدامة، بحيث تستفيد منها جميع مدارس ومجتمعات البلاد. مساهمون عالميون قال القائمون على مركز لوم الريفي للتدريب (فانواتو) المشارك عن فئة الجائزة العالمية للمدارس الثانوية، بمنطقة أوقيانوسيا: اختيارنا ضمن المرشحين النهائيين لجائزة زايد لطاقة المستقبل ساعد طلابنا على إدراك دورهم كمساهمين عالميين مهمين في مستقبل الطاقة المتجددة على كوكبنا. ومركز لوم الريفي للتدريب هو مركز للتدريب المهني يقع في جزيرة تانا بجمهورية فانواتو في جنوب المحيط الهادئ. ويقوم المركز بتدريب أكثر من 500 طالب وطالبة تتراوح أعمارهم ما بين 1318 في مجالات البناء، وتغير المناخ، والضيافة، وحقوق الإنسان. ويستند المشروع المقترح للمركز على إنشاء مركز زايد المجتمعي للتكيف، حيث سيوفر المركز برنامجاً شاملاً للتأقلم مع تأثيرات تغير المناخ تحت اسم تيك تانا (TEK Tanna). وسيتم بناء المركز باستخدام قضبان الخيزران التي يمكن تبديلها بسرعة، وسيتم إمداده بالطاقة عبر مصادر متجددة ومن المتوقع أن يحقق المركز فائدة كبيرة للطلاب والمجتمع المحلي ككل. وعن تأثير الفوز بالجائزة على الطلاب والمدرسة والمجتمع ككل، ردوا بالقول: لقد أثبت طلابنا التزامهم بالاستدامة من خلال مساهماتهم في تطوير المشروع تيك تانا. إلا أننا نتطلع إلى وضع برامج تدعم تدريبهم المهني في مجال الاستدامة. وعليه فإن الفوز بجائزة زايد لطاقة المستقبل سيغير هذا الواقع إلى الأبد، حيث سنتمكن من إنشاء مركز دائم للتدريب هنا. مزيد من فرص التعليم قال القائمون على مدرسة هونفيل الثانوية المرشحة عن الجائزة العالمية للمدارس الثانوية، قارة أوقيانوسيا: يستطيع الفائزون بالجائزة توظيف قيمتها لابتكار مزيد من فرص التعليم التي تركز على الاستدامة وبما يعود بالفائدة على جيل الشباب والمجتمع برمته. ويهدف المشروع المقترح من جانب المدرسة إلى إرساء منهج دراسي متكامل يراعي مفاهيم الطاقة المتجددة، إضافة إلى تطوير مركز تدريب في الحرم المدرسي من خلال إعادة تجهيز كوخ ليصبح مركزاً لعرض النماذج المختلفة للطاقة المتجددة مثل دراجات توليد الطاقة، ومعدات تصنيع حبيبات الكتلة الحيوية، وبطاريات التخزين، فضلاً عن تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة، وتوفير العدادات الذكية، ومصفوفات الطاقة الشمسية الكهروضوئية. وقالت أليسون غرانت، مديرة مدرسة: هونفيل الثانوية: تتمحور رؤيتنا طويلة الأمد حول ترسيخ الممارسات المستدامة في جميع البرامج التعليمية، وضمن سلوك الموظفين والطلاب في المدرسة. وسيتم تطوير برنامجنا ليكون خطة عمل للمدارس الأخرى وإلهام مختلف شرائح المجتمع عموماً. كما ستركز المبادرات، التي يتم تمويلها في إطار هذا البرنامج، على دعم برامج أخرى لعلوم الطاقة المتجددة والعديد من المبادرات العملية التي تشكل الاستمرارية والتمويل الذاتي عنوانها الأبرز. تحسين جودة المعيشة قال خوسيه لويس فالديراما من مؤسسة غابرييل بلازاس التعليمية، كولومبيا المرشحة عن فئة الجائزة العالمية للمدارس الثانوية، الأمريكيتين: إن الفوز بجائزة زايد لطاقة المستقبل سيكون له تأثير إيجابي على المجتمع برمته. وأضاف أن الفوز سيحفز الطلاب الحاليين والمستقبليين على توسيع معارفهم بمجال الاستدامة وتحسين جودة المعيشة في المنطقة. كما أن اعتماد تصميم مستدام لتلطيف الهواء في كافتيريا المدرسة يساعد على تحسين أجواء المدرسة، وتمكين الطلاب من تناول المأكولات والمشروبات ضمن وجهة صديقة للبيئة بامتياز. وأكد أن ريادة الإمارات بمجال الاستدامة تنعكس على جميع الجهود المبذولة لتحقيق أهداف الدولة المحددة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وسيكون من الملهم جداً الاستفادة من مقدرات الشباب في إبداع أفكار مبتكرة لتطوير مصادر الطاقة المتجددة. تأمين الطاقة تشارك مدرسة مانويل بيكاسوتي الثانوية عن فئة الجائزة العالمية للمدارس الثانوية، منطقة الأمريكيتين. وتقع مدرسة مانويل بيكاسوتي الثانوية في مجتمع ريفي ناء شرقي بوليفيا. وفي ظل عدم إمكانية الوصول إلى شبكة الكهرباء الوطنية، تعتمد المدرسة على مولدات الديزل لتلبية احتياجاتها من الطاقة، بينما يستخدم المجتمع المحلي الخشب والشمع لأغراض التدفئة والإضاءة. ومن خلال تقديم دورة يتعلم الطلاب فيها كيفية تركيب ألواح شمسية بقدرة 55 كليوواط وربطها ببطارية لتخزين الطاقة، تسعى المدرسة لتأكيد فعالية الطاقة الشمسية كوسيلة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، كما تأمل المدرسة في مساعدة المجتمع ككل على تأمين احتياجاته من الطاقة بالكامل عبر أنظمة الطاقة الكهروضوئية. استفادة كبيرة للطلاب حول تأثير فوزهم بالجائزة عليهم وعلى الطلاب والمدرسة والمجتمع ككل، قال مسؤولون بالمدرسة: الفوز بالجائزة سيمكننا من مشاركة ما لدينا من معلومات وخبرات مع مجتمعات فقيرة أخرى قد تحذو حذونا. فهذا المشروع سيوفر الكهرباء بالطاقة الشمسية لمدينة تاريخية، وسيحد من قطع أشجار الغابات بغية توليد الطاقة، وبالتالي سنحافظ على غاباتنا (الحد، بل وإلغاء الحاجة إلى الفحم). من ناحية أخرى، سيحقق الفوز بالجائزة فائدة كبرى بالنسبة للطلاب الذين سيتاح لهم الدراسة لساعات أطول (ليس فقط عند توفر الضوء)، كما سيصبح متاحاً تشغيل التلفزيون والإذاعة والإنترنت. باختصار، سنصبح متصلين بالعالم الخارجي. وسوف يتولى طلاب المدرسة مهمة تركيب الألواح الشمسية في المنازل والمدارس وغيرها من الأماكن، ما من شأنه أن يغير الوضع الحالي في مجتمعنا إلى الأبد. وذكروا أن أن مدرسة مانويل بيكاسوتي ستغدو مصدر الطاقة الشمسية في مجتمعنا المحلي. فإلى جانب توفير الإنارة، فهي ستساهم في رفع مستوى التعليم والوعي في المجتمع. وأكدوا أن ريادة دولة الإمارات تحفز الناس، وخاصة الشباب على التركيز على مشكلة محددة وتسليط الضوء على أفكار مختلفة من جميع أنحاء العالم لحل تلك المشكلة. ونأمل أن يساهم ذلك أيضاً في تحفيز اهتمام الشباب لاستكشاف المزيد من الحلول التي تتخطى حدود الطاقة المتجددة. توليد الكهرباء تشارك بالجائزة أيضاً مدرسة خوانا كاتالان المهنية التقنية الثانوية (كوناليب 131) التي تبعد مسافة 500 متر عن نهر ريو سانتياغو الأكثر تلوثاً في المكسيك. وهي تحظى بموقع نموذجي لتركيب نظام لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية، حيث تخطط من خلال مقترح مشروعها لنيل الجائزة للتقليل من اعتمادها على شبكة الكهرباء الوطنية عبر تركيب نظام طاقة كهروضوئية باستطاعة 36 كيلو واط لتلبية 83% من احتياجاتها الكهربائية. ويهدف مشروعها إلى تعزيز سوية الاستدامة في المدرسة عبر تزويد نصف أنظمة إنارتها بمصابيح عاملة بتقنية الديودات الباعثة للضوء (LED)، وتحويل إحدى حافلات المدرسة لتعمل على الغاز بدلاً من الوقود العادي. وتكمن الغاية الأساسية للمشروع في تعزيز الاستدامة بكامل المنطقة عبر خفض الانبعاثات الكربونية وتشجيع الطلاب وعامة الناس على تبني ممارسات مستدامة. الوقود الأحفوري يقول القائمون على المدرسة: يتم إنتاج الطاقة في ولاية خاليسكو باستخدام الوقود الأحفوري، وتعتبر تكاليف الطاقة التي تستهلكها الأسر والصناعات هناك أعلى بنسبة 50% مما هي عليه في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا. ولذلك فإن التحدي الأكبر الذي تواجهه منطقتنا يكمن في ضمان تطوير مصدر متنوع ومستدام للطاقة المتجددة بما يمكننا على المدى الطويل من تقليل التلوث الناتج عن الانبعاثات الكربونية وخفض تكاليف إنتاج الطاقة. أما التحدي الآخر، فهو يكمن في نظامنا التعليمي الذي لم يقتنع تماماً حتى الآن بضرورة تعزيز مفهوم الاستدامة تدريباً وتعليماً خصوصاً أن التعليم والتدريب المتعلقين بممارسات الاستدامة مكلفين جداً بما يجعلهما غير متاحين لجميع الطلاب. نموذج يحتذى أكد القائمون على المدرسة أن الفوز بالجائزة سيجعل من مدرستنا نموذجاً يحتذى به في المكسيك، ومصدر إلهام للطلاب والمدارس الأخرى والأجيال القادمة التي ستدرك بلا شك ألاّ شيء مستحيل، وتشجعهم على التصرف كمواطنين عالميين، لا أن يحصروا أفق تفكيرهم في مجتمعاتهم ومدنهم فقط. وتتطلع مدرستنا إلى ترك بصمة واضحة كمؤسسة تعليمية لم تكتف بتسليط الضوء على قضية التلوث، وإنما سارعت إلى تولي زمام المبادرة وتبني نهج استباقي مستدام. كما سنوظف هذه الجائزة المرموقة لتسليط الضوء على ضرورة إنقاذ نهر ريو سانتياغو شديد التلوث، مما يتيح فرصة ثمينة أمام الحكومة والشركات الخاصة والمجتمعات المدنية للتعاون مع الطلبة والمجتمع عموماً لإعادة منطقتنا إلى طبيعتها الأصلية النقية. وشدد القائمون على المدرسة على أن جائزة زايد لطاقة المستقبل تشكل دليلاً ملموساً على التزام دولة الإمارات باعتماد مصادر الطاقة المتجددة والتقنيات المرتبطة بها. وللأسف فإن معظم الشباب حول العالم لم يسمعوا بعد بمفهوم الطاقة المستدامة أو ما تقوم به دولة الإمارات في هذا الشأن.