تثير الأزمة السياسية بين إيران والسعودية والتي وصلت إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين المتنافسين،جدلا واسعا في الأوساط الدولية، ويرى محللون ومراقبون أنها قد تأخذ طابعا اقتصاديا أيضا، وأنها تحمل أخبار سيئة وقاتمة بالنسبة للاقتصاد الإيراني على وجه الخصوص. في هذا الإطار نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز مقالا للكاتب مارك دوبوفيتز،أشار فيه إلى أن التوتر في العلاقات بين طهران والرياض قد يتطور ليؤدي إلى "حرب اقتصادية" بين الجانبين، بحيثتميل دفتها لصالح السعودية. وأشار الكاتب -الذي يشغل منصب المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، والخبير في برامج العقوبات والمشاريع المالية- إلى أنالسعودية وإيرانبينهما خلافات جذريةفي كل من سوريا والعراق، إضافة إلى الحرب في اليمن. وبينما تحدث الكاتب بشأن تفاصيل الأحداث الأخيرة والأزمة الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وأضاف أن لدى السعودية مزايا اقتصادية كبيرة يمكنها توظيفها ضد الاقتصاد الإيراني. 4413624481001 5ff7a52d-b885-4420-96df-7712c2491470 f818cc13-7cb3-44aa-b9bd-beca143e41c1 video عقوبات وأوضح الكاتب أن الكونغرس الأميركي سبق أن استهدف الصادرات النفطية بالعقوبات في الفترة من 2011 إلى 2013، وأن السعودية اتخذت خطوة حاسمة تمثلت في زيادتها من إنتاجها النفطي. وأن المبيعات النفطية الإيرانية انخفضت من 2.5 مليون برميل إلى حوالي مليون برميل فقط بحلول نهاية 2013. وأضاف أن الإنتاج النفطي الإيراني اليوميانخفض من 3.7 ملايين برميل في 2011 إلى 2.8 مليون برميل في نوفمبر/تشرن الثاني 2013. وأن أسعار النفط انخفضت بشكل حاد، مما يعني أن العقوبات ضربت الاقتصاد الإيراني بشكل قاس. وأشار الكاتب إلى أن المسؤولين الإيرانيين يعولون كثيرا على الانفكاك من العقوبات الدولية في أعقاب الاتفاق بين بلادهم والقوى الكبرى بشأن البرنامج النووي الإيراني، وذلك من أجل العودة إلى أسواق النفط والاستثمارات الأجنبية الضخمة في مجال الطاقة، والتي من شأنها إنقاذ الاقتصاد الإيراني المتداعي وتهدئة الإيرانيين المحبطين. وأضاف أن زيادة الولايات المتحدة من إنتاج النفط الصخري ورفع السعودية الأخير من إنتاجها اليومي من النفط من 9.6 ملايين برميل في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 إلى 10.2 ملايين برميل في السنة اللاحقة يؤكد أن إيران ستعود إلى سوق نفطية دولية تبعث علىالإحباط. وأشار إلى أنه ينبغي لطهران أن تبيع ما معدله 3.7 ملايين برميل بشكل يومي، وذلك إذا أرادت الحصول على نفس العائدات التي كانت تجنيها قبل فرض العقوبات، لكن هذا الأمر أصبح غير ممكن بشكل كبير بالنسبة لها، وذلك بحسبتوقعات وكالة الطاقة الدولية للأشهر الستة الأولى بعد رفع العقوبات الدولية. أدوات سعودية وقال إنه إذا ما بقيت أسعار النفطفي حالة انخفاض، فإن إيران لن تحصل إلا على ما يقرب من نصف السعر الذي قدرته وربطته بميزانيتها للعام الماضي. وأضاف أنه يمكن للسعودية استخدام سلاح اقتصادي آخر ضد إيران، وذلك من خلال مئات المليارات التي تحتفظ بها الرياض فيالخارج. وأشار إلى أنلدى السعوديين نفوذا ماليا مهما في البنوكالأجنبية ومع المستثمرين الأجانب، وأن الرياض يمكنها التهديد بسحب الأموال منالجهات التي تتعامل مع إيران. وقالإن إيران ربما وجدت وسيلة لتحرير نفسها من العقوبات الأميركية والأوروبية، ولكن لدى السعوديين أدواتهم الخاصة بما يتعلق بالحرب الاقتصادية، وإنأي تداعيات للأزمة بين الرياض وطهران من شأنها أن تجعل الصورة المالية الإيرانية قاتمة.