×
محافظة المنطقة الشرقية

تكريم الموظفين الفائزين والمرشحين لجائزة حمدان بن محمد للحكومة الذكية

صورة الخبر

تواصل هياء الدكان: نظمت مؤسسة وقف إثراء المعرفة ملتقى مبتعثة الأول السبت الماضي، في مسرح جامعة دار العلوم بالرياض، وذلك بهدف مناقشة هوية المبتعثة وثقافتها ومحلها، تخلله العديد من الفقرات الشيقة التي بدأت في تمام الساعة الرابعة عصراً وحتى الساعة التاسعة مساءً وسط توافد كبير من الحاضرات. بدأ الملتقى بعرض فِلم قصير عن المؤسسة والبرامج التابعة لها، أعقبها كلمة الدكتورة نوال بنت عبدالعزيز العيد، رحبت خلالها بالحضور وعرفت بالمؤسسة وهدفها وهدف الملتقى، ثم تناولت التحديات التي تواجه 100 مبتعثة في شتى مدن العالم، وأبرزها: التحديات الدينية ومنها الحجاب، البيئات المختلطة، وقت الصلوات، أما التحديات الحضارية جاءت بعض الإجابات أنها نتيجة ضعف اللغة، والتحديات الثقافية وترتكز على لغتك وهويتك، أما التحديات العامة مثل فهم الأنظمة وغيرها. كما تناولت في نقاشها العديد التحديات الدينية والثقافية التي ترتكز على الاستبانة، وتطرقت إلى التطبيقات والشبهات الفلسفية التي تثار حول المرأة السعودية، واستعرضت شبهة أن بلادك تحارب الحريات الدينية ولا تحترمها فلماذا لا توجد لديك كنائس؟ وأكدت أن الحجة عندما تكون ضعيفة فالسكوت أولى من قولها. وكانت الإجابة في كيفية الحصول على الجواب من خلال سؤال أحدهم، وهذا غير معقول ومناقض لمناهج البحث العلمي، وأما الجواب فهو: أول مَن كفل الديانات بدون أن يسوق لنفسه هو الإسلام؛ لأنه يرى أن هذا منطق العدل فحمى الرهبان في كنائسهم والأطفال والنساء، وألا يحق في العالم كله أن يحافظ يحمي منطقة صغيرة تمثل مركزه وهي ما تُعرَف الآن بالمملكة ولا يجتمع في جزيرة العرب دينان مقابل كل المناطق الإسلامية، فهل يعقل أن يفتح كنائس في مركزه يُسبُّ فيها دينُه ونبيّه وينال منه، ثم إن المملكة العربية السعودية دولة نظامها الشريعة ودستورها القرآن والسنة، ومما يتماشى مع الدستور من الناحية الإدارية القانونية والسياسية أن تظل هذه المنطقة إسلامية كما ينص عليه الدستور. وتناولت العيد شبهة لماذا ترث المرأة على النصف من الرجل ؟ فبينت أن مَن قال إن المرأة ترث على النصف من الرجل دائماً؟ في حالتين فقط ترث المرأة من النصف على الرجل في مقابل 44 حالة، فأحياناً ترث مثل الرجل وأحياناً أكثر، وهذا ظلم أخذ جزئية وترك الشمولية، ونظام الإسلام السياسي في الشريعة أن الرجل ينفق على المرأة ومالها للادخار ولهذا جعل الله له القوامة. وأكدت أن العالم لا ينظر لك اليوم على أنك فرد بل ينظر إليك على أنك المرأة السعودية وتعني أربع كلمات: المرأة التي جاءت من منبع الإسلام والمرأة التي جاءت من المركز المؤثر على المسمين أجمع والتي جاءت من السلفية المحافظة والمرأة التي جاءت وهي تحمل ثقافة عالية لابد أن تبرزها. وعرجت الدكتورة نوال العيد على السؤال الذي دوماً يردد لماذا يقتل المرتد ؟ وفيه ثلاثة أمور النص الشرعي (فلن يقبل منه )، (من بدل دينه فاقتلوه) وبينت لكل مجتمع دستور ونظام والشريعة الإسلامية دستورها القرآن والسنة، والمرتد يعلن محاربته للدستور وهدفه الضوضاء وقتله ليس لشخصه بل حفاظاً على المجتمع بأسره، والحدّ لا يقام على كل أحد وليس لكل أحد إقامته بل للإمام وفيه تحقيق وتمحيص. ثم انتقلت إلى سُبل مواجهة التحديات أنت من أنت ؟ الهوية عندما نتحدث عنها فنتحدث عن (صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً) حافظي على الهوية من خلال حديث عائشة عندما سئلت عن النبي صلى الله عليه وسلم (كان قرآناً يمشي بين الناس)، لا تشعري بالدونية فإنما العزة لله جميعاً وترجين من الله مالا يرجون، فاعتزي بذاتك وانقلي الدين من خلال ما يفهمه الآخرون عن طريق الإنسانيات العامة مثل العدل، تفوقوا على أقرانكم، واجعلوا القرآن يعيش في قلوبكم. بعد ذلك بدأت الجلسة الحوارية بإدارتها الأستاذة منال القصبي كان أول سؤال عن الحجاب وحكم كشف الوجه وكيف نثبت عليه؟ فكان الجواب: أولاً الاتفاق بين العلماء كلهم على أن المرأة يجب عليها تغطية جميع جسدها واختلفوا في الوجه والكفين وحكم تغطية الوجه، الذي تراه الدكتورة وتدين الله به هو وجوب تغطية المرأة وجهها، بل هو محل اعتزاز ومَن يناقشك يناقشك أفكارَك وليس وجهك، بل وتأثرنا بمن لم نرَه من خلال كتاباته، وللشيخ ابن عثيمين رسالةٌ في وجوب تغطية الوجه، ومن ترى بعد البحث بناء على دليل وليس عن هوى وليس لأذية الناس فهناك خلاف قائم. ثم كان سؤال آخر عن مسألة الخلوة والاختلاط، فأجابت بأن الخلوة هي ما جاءت في حديث النبي وهي التي عرفها العلماءُ بأنها الخلوة التي تشبه خلوة الرجل بامرأته في معزل، وبالنسبة لاختلاط المرأة مع الرجال فهناك قواعد خمسة: قوله تعالى (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ) إياك أن تتخلي عن حجابك، وقوله تعالى (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا) القول المعروف وعدم الخضوع بالقول، واحذري المماسّات الجسدية، والتعامل مع الرجل يحد بحده، وكوني على حذر دائماً. كما قدم الدكتور عبدالله الشهري ورقة بعنوان (كيف تواجه المبتعثة قضايا الإلحاد) أكد أننا لم نصل حقيقةً للتخوف لهذا البعبع الفكري كما أطلق عليه، وأضاف: لا تقلقي من مواجهة الشبهات، إن لم تستطيعي الإجابة عليها فعجزك عن الإجابة لا يمثل الإسلام، فلا نخلط بين عجز فرد عن ما يمثل منظومة كاملة هي منظومة الإسلام، فهو أوسع من أن يختزل في شخص. وأكمل: الإلحاد ليس إلا رؤية للعالم، وليس كما يروجه الملاحدة في الإعلام أنه الخيار العقلاني الرشيد الوحيد للعاقل، وبما أنه رؤية كغيره من الرؤى التي يحملها أي إنسان في أي بقعة، وهذا يعني أنه مبني على فرضيات تحتاج للدراسة والمناقشة فالسبيل الوحيد لمواجهة الإلحاد هو العلم. وزاد: من الخطأ أن يضع بعض الملاحدة الإسلام مع الأديان لأخرى وهذا لا يمكن أبداً فالعقيدة الإسلامية تقوم على صفاء ومنطقية وعلانية وأما النصرانية دين كامل مبني على التناقض وأما اليهودية يقوم على العنصرية وليس دين شامل. ثم بدأ لقاء الدكتورة هيفاء الرشيد بعنوان (قواعد موجزة في التعامل مع الكفار) بدأت بأهمية العقيدة وأنها أهم ما يملكه الإنسان فإذا اختل التوحيد لم يعد ينفع الإنسان ما يفعله من ممارسات ثم يأتي بعدها مسائل الفقه والفروع. بعدها بينت تسمية الكفار ومن يطلق عليه وأن كل من اليهود والنصارى والمشركين يطلق عليهم كفار وهذا الأصل وهي التسمية الشرعية بل يرى العلماء حرجاً من إطلاق لفظ (غير المسلمين والآخرين) عليهم، وذلك لأن هذه اللفظة الآخر وغير المسلم تحتمل ولها معان ومدلول ثقافي قد لا يعيه المتحدثُ بأن يعني أن الإسلام يعد طريقاً والكفر طريقاً، وهذا مقبول وهذا مقبول. وبلا شك أننا نتلطف ولا نطلقه في وجهه يا كافر، ولكن بما أننا بيّنا أهلنا فلا حرج بل وهو الواجب أن نتحدث بالمصطلحات الشرعية وترك المصطلحات المشكلة المبهمة. ثم كانت تجربة أجيال للدكتورة سارة العبدالكريم ذكرت فيها تجربتها كأُم عندما سافرت مع زوجها وهي أم وأصبحت طالبةً وربة بيت ولكنها لم تعد تجربتها مع أطفالها بل كانت تدرسهم المناهج السعودية يومياً ولا تذاكر إلا بعد أن ينام الجميعُ، مع ذلك ساهموا في فتح مدرسة إسلامية في مسجد المدينة وما زال بحمد الله قائماً، وأكدت أن تجربتها لم تزدها إلا تعلقاً بدينها ووطنها ومع امتلاكها للجواز الأزرق إلا أنها تحس أنها مواطنة من الدرجة الثانية. بعد ذلك كانت الجلسة مع الدكتورة أمل السيف بعنوان (التوازن بين التميز الأكاديمي والاجتماعي مواقف وتحديات) عرضت فيها تجربتها وهي منتقبة في رحلة الدكتوراه لمدة ست سنوات وأن أول إيميل حوى موضوعها لرسالتها وأنها منتقبة فهل ستقابل أية مشاكل؟، بعدها تم قبول رسالتها وبدأت فيها وفي أثنائها شاركت في مسابقة لقوقل وتمت مهاتفتها مباشرة من مسؤولة في قوقل لتبلغها أن إجاباتها متميزة وسيعطونها منحة الدراسة سنة في جامعة عندهم وسيكون لها استثناء ثلاث سنوات وإن احتاجت المزيدَ فلا بأس، ولكنها رفضت بعد الدراسة والاستخارة والمشورة. ثم كانت تجربة الأستاذة نورة العوهلي بعنوان (هل أعاقني حجابي) ذكرت الأستاذة نورة أن أبرز الأسباب التي أعانتها بعد الله هي ثلاثة جوانب الجانب الإيماني: استعيني بالله ولا تعجزي، احفظي الله يحفظك، حجابك دعوة، من يتق الله يجعل له مخرجاً بالإضافة للجانبين النفسي والاجتماعي. وعُرض فِلم قصير لحفظ ميزانية المبتعثة وكيفية إدارتها، وشكرت الدكتورة نوال العيد الرعاة والمساهمين في هذا الملتقى والمنظمين، والحمد لله رب العالمين.