×
محافظة المنطقة الشرقية

كوس مستمرة باستقبال وتسجيل المهاجرين السوريين

صورة الخبر

يرى بعض مدخني الشيشة أنها غير ضارة، وأن الإقلاع عن تدخين السجائر يعوّض بها، وهنا تكمن خطورة هذه المعلومة الخاطئة، حيث أكدت الدراسات أن تدخين دورة واحدة من الشيشة يطلق ما يعادل أربعة أضعاف المادة المسرطنة (pah)، وأربعة أضعاف "الألدهايد"، وثلاثين ضعف أول أكسيد الكربون المتسبب في انسداد الشرايين خاصةً في القلب والمخ والأطراف السفلى في الجسم. ويُعد تدخين الشيشة مشكلة صحية بين الشباب خاصةً المراهقين، حيث إن هناك إحصائيات للأمراض الناتجة عن تدخينها خاصةً مرض السدة الرئوي المزمن، وانسداد الشرايين والقلب، وأمراض اللثة واللسان والمريء والمثانة، وعدد من السرطانات كسرطان الرئة، كما أظهرت الدراسات أن تدخين ساعة كاملة من الشيشة يطلق في الجو المحيط من المواد المسرطنة والسامة ما تطلقه (10-20) سيجارة، أي أن التدخين السلبي الناتج عن تدخين الشيشة قد يفوق في آثاره وخطورته تدخين السجائر. تأثير خطير وقال محمد بن سليمان المعيوف -المدير التنفيذي لجمعية مكافحة التدخين (نقاء)-: إن علاج أضرار التدخين خلال (25) عاما الماضية زاد عن (10) مليارات ريال -ذكر من قبل بعض المؤسسات الصحية في المملكة-، مضيفاً أن تدخين رأس شيشة واحد يعادل "بكت" من السجائر، وهي تستهلك في نصف ساعة أو ساعة، وبالتالي من الطبيعي أن يكون التأثير الصحي أخطر وأضر من تدخين السجائر، مبيناً أنه وجد من خلال فحص بعض مدخني الشيشة صوت من "الأزيز" وضيق نفس، كذلك عند إجراء تصوير شعاعي لبعض مدخني الشيشة تبين أن لديهم سوائل غير طبيعية في الرئة، ذاكراً أن علاج سرطانات التدخين المختلفة يصل ما بين (80) إلى (250) ألف ريال للشخص الواحد، وأن جمعية نقاء غير مختصة في العلاجات السرطانية، بل ترشد المصابين للأماكن المختصة في العلاج، كذلك دورها يقتصر في مساعدة المقلعين عن التدخين بالبرامج العلاجية والسلوكية، مشيراً إلى أن هناك تصورا خاطئا ومعلومات وهمية غير حقيقية لدى مدخنين الشيشة تفيد بأنها غير ضارة، وأن الإقلاع عن التدخين يعوّض بالشيشة، حيث انها لا تؤثر على الصحة ولا تغير في لون الجلد، وهنا تكمن خطر هذه المعلومة الخاطئة. بريستيج وتقليد وأوضح المعيوف أن نسبة (20%) من مدخني السجائر يدخنون الشيشة يومياً لدى اجتماعهم في الاستراحات والمقاهي، وأن أكثر فئة عمرية تقع في تدخين الشيشة هي فئة ما بين (18) إلى (30) عاما، خاصةً النساء؛ لأنه أصبحت كنوع من "البريستيج" والتقليد بما يسمى "المعسل"، مضيفاً أن نسبة المدخنين للشيشة المقبلين على الإقلاع لدى عيادات نقاء ضعيفة، وذلك ظناً منهم أنها لا تضر ولا تشكل خطورة، وبعكس ذلك فإن التأثير الصحي للشيشة والتبغ على صحة المدخن يعود إلى العوامل التالية (المناعة، العمر، نوع التدخين، كمية التدخين)، وبالتالي تشكل نسبة المقبلين للإقلاع عن الشيشة في إحصائيات نقاء (10%) عن أصناف التدخين الأخرى، مبيناً أنه ساهمت عيادات نقاء في توجيه المعلومات الصحيحة عن الأمراض والأضرار التي تسببها الشيشة، وقد اكتشفت نسبة (60%) من أعراض ضيق النفس الشديد وعدم تبادل الأكسجين الطبيعي مع الدم بسبب وجود سوائل وسموم عالية في الرئة، وهذا بالتالي ينعكس سلباً على أداء كافة أعضاء الجسم، خاصةً الرئة والدماغ والقلب وحدوث الجلطات، مشيراً إلى أن المملكة تحتل المرتبة الرابعة من حيث عدد المدخنين بالنسبة إلى عدد سكانها، وذلك حسب ما ورد في الإحصائيات العالمية. سدة رئوية وأكد د. رضا بن صالح المحواشي -استشاري الأمراض الصدرية بمستشفى الملك سعود- على أن تدخين الشيشة على المدى البعيد يسبب مضار وأمراض التدخين بالسجائر نفسها، وأنه هناك إمكانية لزيادة احتمال الإصابة بمرض السدة الرئوية المزمن وأمراض الشرايين وتجلطات القلب، إضافةً إلى العديد من السرطانات في الرئة واللثة والمريء، كما ينتج عنها إدمان مزمن، مضيفاً أننا نلاحظ الانتشار الحديث والواسع لتدخين الشيشة لدى الشباب والفتيات، خاصةً المراهقين في المرحلة الثانوية والطلبة، وأن هناك دراسة قام بها باحثون في جامعة الملك فهد بالدمام على طلبة الكليات الصحية بينت أن حوالي (13%) من الطلاب يدخنون الشيشة وأن (74%) منهم بدأ التدخين لها في سن (17) عاما، في حين تبلغ نسبة مدخني الشيشة من الشباب والمراهقين في الشرق الأوسط بين (7%) إلى (34%)، مبيناً أن البعض يعتقد أن تدخين الشيشة أكثر أماناً وأقل مضرة من تدخين السجائر، وأن مرور الدخان على الماء يخلصه من السموم والقطران، إلاّ أنه لا يقل ضرراً عن تدخين السجائر، ذاكراً أن هناك دراسة بالجامعة الأميركية في بيروت ومقال منشور للدكتور أحمد باهمام أن تدخين دورة واحدة من الشيشة يطلق ما يعادل أربعة أضعاف المادة المسرطنة (pah)، وأربعة أضعاف "الألدهايد"، وثلاثين ضعف أول أكسيد الكربون المتسبب في انسداد الشرايين خاصةً في القلب والمخ والأطراف السفلى في الجسم، كما أظهرت الدراسة أن تدخين ساعة كاملة من الشيشة يطلق في الجو المحيط من المواد المسرطنة والسامة ما تطلقه (10-20) سيجارة، أي أن التدخين السلبي الناتج عن تدخين الشيشة قد يفوق في آثاره وخطورته تدخين السجائر. النساء أكثر وأشار د. المحواشي إلى أن هناك أبحاثا أخرى بيّنت أن النساء أكثر عرضة لآثار التدخين الضار مقارنة بالرجال، يتمثل ذلك في كثرة الإجهاض ونقص وزن الجنين، مضيفاً أنه أظهرت الأبحاث أن تدخين الشيشة زاد بنسبة مهمة احتمال الإصابة بسرطان الرئة، ومرض السدة الرئوية المزمن، ونقص وزن حديثي الولادة وأمراض اللثة والمريء، ويعتمد التأثير الصحي للشيشة على طول دورة التدخين والتي قد تتراوح بين (20-80)، وعدد مرات الشفط في الدورة الواحدة وعمق الشفط، مبيناً أن الأبحاث أظهرت أن كثيراً من مدخني الشيشة يدمنون على تدخين السجائر فيما بعد، كما أن البعض يدخن السجائر والشيشة معاً، مؤكداً على أن الشيشة تعتبر حالياً مشكلة صحية بين الشباب خاصةً المراهقين والواجب مقاومتها، ذاكراً أن هناك إحصائيات للأمراض الناتجة عن تدخين السجائر والشيشة، خاصةً مرض السدة الرئوي المزمن الذي يصيب حوالي (4.3%) من السعوديين و(35%) من المدخنين، إضافةً إلى العديد من الأمراض الأخرى خاصةً انسداد الشرايين والقلب وأمراض اللثة واللسان والمريء والمثانة، وعدد من السرطانات كسرطان الرئة الذي تصل نسبته ما بين (80%) إلى (90%) بسبب التدخين. وأضاف أنه من خلال التقرير الصادر من منظمة الصحة العالمية فان مرض السدة الرئوية المزمن بسبب الشيشة سيكون أكبر أسباب الوفاة في العالم بحلول عام 2030م، وأن المملكة حالياً تحتل المركز الثامن بين قائمة أكثر الدول العربية تعاطياً للشيشة. دخل كبير وقال أبو حلمي -مقيم عربي يعمل محاسب في إحدى المقاهي-: إن نسبة (30%) من مرتادي المقهى هي فئة كبار السن من فوق الأربعين عاماً، والبقية هي متوسط الأعمار، مضيفاً أن متوسط دخل المقهى بحدود (23) ألف ريال في اليوم، أي بمعدل (690) ألف ريال في الشهر، وهي أرقام كبيرة، مبيناً أن المقهى يعمل بها أكثر من (12) حارسا يطلع على هويات الزبائن ولا يسمح لمن تقل أعمارهم عن (18) عاما بالدخول. وأوضح مرتضى أبو نجيب -مقيم عربي يعمل مسؤول في إحدى المقاهي الكبيرة- أن دخل المقهى الذي يعمل به يصل إلى قرابة (750) ألفا بالشهر، مضيفاً أنه تتنوع الخدمات في المقهى من شيشة ومأكولات وقنوات تلفزيونية، إضافةً إلى وجود كشك لبيع بعض المستلزمات من خواتم ومسابح وغيرها. مضيعة للوقت وكشفت نوف والبالغة من العمر (27) عاماً عن علاقتها بتدخين الشيشة والتي امتدت لعشر سنوات، مضيفةً: "تدخيني للشيشة كان بدافع التجربة لشيء جديد بدون تدخل من أحد، إلاّ أنها للأسف ليس لها فوائد ومضارها أكثر، إلاّ أنها تعتبر وسيلة من وسائل التسلية"، معبرةً عن عدم تأييدها لمن هم أقل من (20) عاماً الإقدام على تدخين الشيشة، داعيةً إلى الاعتدال في تدخين الشيشة!. وأكد إبراهيم عبدالعال فتوح -مقيم عربي- على أن استخدامه للشيشة يكون في فترات متفاوتة، وأنه كان بدافع التجربة، مضيفاً أن الشيشة غير مكلفة مادياً لكن ضررها الصحي أكبر بكثير من تكلفتها، مبيناً أنه بحكم عمله في مجال السياحة سابقاً لاحظ توافد الخليجيين على مقاهي الشيشة، حيث يرون أنها نوع من أنواع الوجاهة الاجتماعية!. واشتكت رنيم من تدخين زوجها للشيشة متفقة مع غيرها بأن تدخينها لا فوائد له بتاتاً بل هو مضيعة للوقت والمال والصحة، وأنها من أكبر المعارضين لاستخدامها، مبينةً أن النساء يقدمن عليها من باب الوجاهة وإظهار التفتح، أمّا الرجال فمن باب التسلية والهروب من ضغوط الحياة. وعلّق علي القحطاني -أقلع عن تدخين الشيشة بفترة تتجاوز العامين- قائلاً: استمرت علاقتي بتدخين الشيشة عشرة أعوام، وكان ذلك بدافع التنفيس من ضغوط الحياة، مضيفاً أنه كان يعتقد أن الشيشة من ناحية التكاليف ومقارنةً بالتدخين غير مكلفة ومضارها أقل؛ لأن استخدامها بالحد المعقول!.