رحّب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض وكبريات الفصائل السورية المقاتلة، بقرار السعودية قطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران، مشيرين الى أن دعم الأخيرة «الجماعات الشيعية المقاتلة يزعزع استقرار الشرق الأوسط ويثير التوتر الطائفي في سورية». وقال «الائتلاف» في بيان، إنه يعلن «دعمَه وتأييدَه لخطوة المملكة العربية السعودية بقطع العلاقات الديبلوماسية مع النظام الإيراني»، وأنه «يدعو الدول العربية والإسلامية كافة الى اتخاذ خطوة مماثلة، للرد على جرائم إيران في سورية والعراق واليمن، وتدخلاتها في شؤون السعودية ودول الخليج العربي». كما طالب بـ «قرار واضح من جامعة الدول العربية للردِّ على عدوان إيران، وطردها من منظمة التعاون الإسلامي لدعمها الإرهاب وعشرات الميليشيات الطائفية التي تحاصر السوريين وتقتل أطفالهم ونساءهم». وأضاف «الائتلاف» في البيان: «إن نظام طهران بما عُرف عنه من بطش وإجرام بحق الشعوب الإيرانية، وإعدامِه آلاف المعارضين، وتدخله في شؤون الدول الأخرى، وارتكابه جرائم ضد الإنسانية، وقيامه مع نظام الأسد والاحتلال الروسي بإبادة أكثر من ٤٠٠ ألف سوري، وتشريد أكثر من ١٣ مليوناً، ينبغي مواجهته بكل حزم وقوة، واتخاذ الإجراءات الرادعة، وهزيمة مشروعه الطائفي الذي يريد دمار المنطقة وتمزيق شعوبها، وفي مقدّم تلك الإجراءات توفير الدعم الكامل للشعب السوري وجيشه الحر، ليتم قطع رأس الأفعى وإنهاء تغوُّلها وإزاحة خطرها المستفحل في المنطقة والعالم، وتحرير سورية وباقي الدول من احتلال إيران البغيض وكل ما يمتُّ إليه بصلة». وكان «الائتلاف» إحدى القوى السياسية التي شاركت في المؤتمر الموسع للمعارضة في الرياض الشهر الماضي، إضافة الى ١٥ فصيلاً مقاتلاً بينها «جيش الإسلام» الذي اغتيل قائده زهران علوش، في غارة قرب دمشق، يعتقد أنها روسية. وقال «جيش الإسلام» أن قيادته «تعلن تأييدها قرار المملكة العربية السعودية»، وأن النظام الإيراني يقوم «بتهديد أمن المنطقة بتصديره ميليشيات مجرمة تنشر الدمار والقتل ومعبأة بالأحقاد الطائفية». وكانت دول عربية طلبت تصنيف ١٨ فصيلاً موالياً لإيران يقاتل عناصرها في سورية، ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية. كما أعلن أمس، ٢٦ فصيلاً سورياً في بيان مشترك، «دعمهم الكامل قرار السعودية في قطع علاقاتها الديبلوماسية مع إيران، وتأييدهم أي خطوات مستقبلية للحفاظ على أمنها واستقرارها»، داعية الدول العربية والإسلامية الى «اتخاذ خطوات جدية للتصدّي للإرهاب الذي تصدره إيران الى العالم». وأفاد البيان بأن «إيران مستمرة في تهديد أمن المنطقة واستقرارها، عبر دعمها الميليشيات الطائفية الإرهابية، كالحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان وفيلق بدر ولواء أبو الفضل العباس وحركة النجباء وميليشيا المهدي وغيرها». وأشار إلى أن إيران «تعمل على إثارة الفتنة في المملكة العربية السعودية، وتتدخل في شكل سافر في الشؤون العربية كلها، بخاصة سورية واليمن والعراق»، مؤكداً أن رد السعودية بقطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران «»رد طبيعي على ما سبق». الفصائل الموقعة على البيان هي: الفرقة الشمالية، الفرقة 13، لواء صقور جبل الزاوية، الفرقة 16 مشاة، فرقة السلطان مراد، الفرقة الأولى الساحلية، جبهة الأصالة والتنمية، الفرقة الوسطى، تجمع فاستقم كما أمرت، فرقة صلاح الدين، جيش النصر، الفرقة الثانية الساحلية، كتائب ثوار الشام، جيش التوحيد، كتائب الأربعين، جبهة الشام، كتائب الصفوة الإسلامية، كتائب أنصار الشام، حركة تحرير حمص، جيش اليرموك، الفرقة 312، اللواء العاشر في الساحل، الفرقة 24 مشاة، جيش الإسلام، فرقة المغاوير الأولى، وحركة نور الدين الزنكي. وأعلن «المجلس الإسلامي السوري» الذي يشكل مرجعية للفصائل المقاتلة تأييده قرار السعودية، مؤكداً أن «الثورة السورية كشفت عن الوجه الطائفي لنظام الملالي في طهران». وأضاف في بيان: «النظام الطائفي في إيران يقتل كل يوم من السوريين العشرات، ويساهم في قتل المسلمين جوعاً في المناطق التي يحاصرها في سورية، وفي الوقت نفسه يتحدث هذا النظام عن مبادئ الإسلام وحقوق الإنسان». كما أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات موقفاً مشابهاً. وقالت: «تستنكر الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من مؤتمر الرياض لما قام به نظام طهران الحاقد من جريمة تضاف إلى سجل جرائمه ومخالفته لكل الأعراف الدولية والديبلوماسية بالمساس بسيادة دولة لها المكانة والثقل عبر استهداف سفارتها، وتندد الهيئة بممارسات النظام الإيراني البشعة بحق الشعب الإيراني أولاً، ومخططات الهيمنة وتوسعة النفوذ على حساب الدول العربية والإسلامية ثانياً، من خلال دعم الأنظمة الفاسدة والميليشيات الطائفية في كل من العراق وسورية ولبنان واليمن، والتي أزهقت أرواح مئات الآلاف من الضحايا».