صبّ الدكتور محمد سعد من كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببلجرشي، جام غضبه على المستشرقين واعتبرهم ناقلين لأسوأ ما عند العرب والمسلمين باهتماماتهم السلبية، التي طفحت على اهتماماتهم الإيجابية فيما نقلوه عن الأدب العربي وحرّفوه.. وبيّن في الأمسية التي أقامها نادي الباحة الأدبي أمس الأول بالشراكة مع جامعة الباحة واحتفاء باللغة العربية في يومها العالمي، أن الأدباء العرب ساهموا في ذلك باستساغتهم لبعض الكلمات، التي تصل من المستشرقين، الذين دارت معظم اهتماماتهم حول الكشف عن المثالب والسوءات، التي تهدم الثوابت بدوافع سياسية لا أدبية، مستشهدًا ببعض أقوال المستشرقين، التي تثبت صحة ما يقول. أما الدكتور أحمد الجمل فاستهل الأمسية ببعض الكلمات التي وردت في القرآن الكريم باعتبارها من الإعجاز اللغوي في القرآن، ومنها كلمات تنتهي بالألف والنون ككلمة الحياة ومقابلها كلمة الحيوان في قوله تعالى «وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون.. الآية».. وأردف أنه لو قال الحياة هنا لأصبحت كالحياة الدنيا وفرق بين هذه الكلمة واسم الحيوان، معتبرًا بأن الحيوان يعيش حياته الحقيقية في الدنيا فيما كلمة الحيوان للآخرة هي حياة البشر الحقيقية، مستشهدًا بعدد من الكلمات بنفس الطريقة.. ثم انتقل إلى الأسماء واختار الباحة مثالا فقال: يوجد العديد من الأسماء في الباحة تنتهي بألف ونون كغدران وحشران كدلالة على أصل الصفة وحقيقتها. بعده ألقى الدكتور أحمد جاد الرب ورقة عن الترجمة وربطها ببعض العبارات، التي دلّلت على صعوبة الترجمة من العربية وإليها حتى يصبح المعنى واضحًا لدى القارئ. واستطرد شارحًا العلاقة بين الترجمة والثقافة والفوارق بين العناصر اللغوية، مستشهدًا بإلقاء التحية على الفرد أو المجتمع ومرادفاتها، وطالب بأن يكون هناك مراكز متخصصة للترجمة، مشيدًا بجائزة الملك عبدالله للترجمة.. ثم جاءت ورقة الدكتورة مها آل طريس لتفضح وتستدل ما ورد في كتاب الجنيدي خليفة حول اللغة العربية وحروفها وجملها وإعرابها ورسم الإملاء فيها وموادها وبخاصة مادة النحو من شبهات أوردها الجنيدي في كتابه، كما بيّنت آل طريس ردها على تلك الشبهات بالأدلة الدامغة. بعد ذلك أتاح الدكتور عبدالله العمري مدير الأمسية الفرصة للمداخلات في القاعتين، ليختتم رئيس النادي حسن الزهراني بكلمة، مشيدًا بما قدم حول اللغة العربية وقدم الشكر لطلاب الجامعة، الذين أثبتوا صداقتهم للنادي بالحضور والاستفادة ثم قدم دروعا تذكارية للمشاركين، فيما قدمت عضوة النادي أريج حنش درعا للدكتورة مها في قاعة الخنساء. من جانب آخر، ينظم النادي الأدبي بالباحة بالتعاون مع جامعة الباحة اليوم ورشة عمل بعنوان «كتابة القصة» تستهدف طلاب وطالبات التعليم العام والجامعي وذلك في مقر كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة.