بيروت: «الشرق الأوسط» طغت المجازر التي تتهم المعارضة السورية النظام السوري بارتكابها، لا سيما تلك الناجمة عن إلقاء المروحيات النظامية للبراميل المتفجرة في حلب وريفها، على اجتماع الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض في إسطنبول، أمس، الذي كان مقررا لبحث المشاركة في مؤتمر «جنيف2» للسلام المزمع عقده في 22 يناير (كانون الثاني) المقبل. وبينما أجل الائتلاف بحث الموضوع إلى الاجتماع الذي ينوي عقده في السابع من الشهر المقبل، قالت مصادر مشاركة في اجتماع الهيئة السياسية أمس إن استمرار النظام السوري في ارتكاب المجازر الوحشية ضد المدنيين، من دون رادع أو حسيب، في ظل صمت المجتمع الدولي، من شأنه أن يساهم بالإطاحة بإمكانية عقد مؤتمر «جنيف2». وقال رئيس المجلس الوطني السابق عضو الهيئة السياسية في الائتلاف عبد الباسط سيدا، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «المجتمعين ناقشوا جدول الأعمال، وتحديدا ما يتعلق بمؤتمر جنيف2. باعتبار أننا شكلنا فريقا لمتابعة الملفات الخاصة بجنيف». ولفت إلى أن وفد الائتلاف الذي شارك في اجتماعات خلال الأيام الأخيرة في جنيف على هامش الاجتماع الثلاثي بين واشنطن وموسكو والأمم المتحدة، وضع المجتمعين في إسطنبول أمس في أجواء لقاءات جنيف. وأن الوفد «قدم تقريرا بما عقده من لقاءات وملخصا عن المعطيات والمواقف الدولية، بموازاة تقديم رئيس الائتلاف (أحمد الجربا) تقريرا عن زيارته إلى أربيل ولقائه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وجولته على مخيمات اللاجئين السوريين». وكان الأمين العام للائتلاف السوري بدر جاموس شارك على رأس وفد في اجتماعات قبل أيام مع كل من الجانبين الأميركي والروسي والأمم المتحدة في جنيف على هامش الاجتماع الثلاثي التحضيري. وجدد وفد الائتلاف تأكيد إصراره على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وتشكيل هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات. وأوضح سيدا أن «الهيئة السياسية ناقشت الخطوات التي لا بد من الاستعداد لها إذا كان الائتلاف سيتخذ في اجتماعه المقبل قرارا بالذهاب إلى جنيف»، لافتا إلى أن الأجواء الدولية «غير مشجعة». ونقل سيدا انتقاد المجتمعين لـ«عجز المجتمع الدولي الذي لا يتحرك بما فيه الكفاية»، مشيرا إلى «وقوف الائتلاف أمام ما تتعرض له حلب من قصف بالبراميل المتفجرة». وشدد سيدا على إجماع أعضاء الهيئة السياسية على أن «استمرار مثل هذه الوضعية واستمرار النظام بارتكاب المجازر لا يهيئ المقدمات الضرورية لانعقاد مؤتمرات في جنيف أو في سواها»، جازما بأن من شأن ذلك أن «يؤثر على قرار الائتلاف النهائي بشأن مشاركته في المؤتمر الدولي». ونقل سيدا، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أمس، إصرار الائتلاف على أن يستند مؤتمر «جنيف2» على مقررات «جنيف1»، لافتا في الوقت ذاته إلى تباينات كبيرة في تفسير توصيات «جنيف1» بين روسيا وباقي الدول المعنية بالأزمة السورية. وأكد رفض الائتلاف المطلق لأن يكون الرئيس السوري بشار الأسد جزءا من المرحلة المقبلة «لأن تشكيل هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات تعني أنه لا دور للأسد». وانطلاقا من هنا، شدد سيدا أنه إذا تلقينا ضمانات لعقد مؤتمر «جنيف2» انطلاقا من هذا الأساس أي رحيل الأسد، فسنشارك في المؤتمر، أما ترك الأمور هلامية وضبابية بهذا الشكل، فهذا يعني أن المجتمع الدولي لا يزال يتعامل بذهنية إدارة الأزمة السورية ولا يبحث عن سبل حلها. ولا تزال مسألة مشاركة إيران في مؤتمر «جنيف2» غير محسومة بسبب اعتراض أميركي. وشدد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان أمس على أنه «لا يمكن إنكار دور إيران البناء والمهم في المنطقة»، مؤكدا في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا)، أن من يطرح شرطا مسبقا لـ«جنيف2» لم يدرك حقيقة الأوضاع الجارية في سوريا». ولم ينكر سيدا أن «إيران قوة إقليمية هامة»، ولفت إلى أن «دولا تضغط من أجل مشاركة إيران»، معتبرا في الوقت ذاته أن «إيران ستكون حاضرة من خلال تأثيرها في الوفد النظامي وتواجدها الفيزيائي في أروقة المؤتمر». لكنه قال في الوقت ذاته إنه «لا بد من أن تتحول إيران إلى قوة فاعلة إيجابيا وتقوم بمسؤولياتها تجاه أمن المنطقة وتحترم تطلعات الشعوب، عوضا من مساندتها للنظام وجرائمه منذ أكثر من عامين ونصف».