×
محافظة المنطقة الشرقية

أمانة مكة تطلق “إنترنت مجاني” بالحدائق العامة

صورة الخبر

هذا الاسم المنحوت من اسمي علم أحدهما (الجزء الأول) هو المقطع الأول من مدينة شيكاغو، المدينة الثالثة حجماً، في الولايات المتحدة الأمريكية، والآخر (الجزء الثاني) يمثل النطق الأمريكي للعراق؛ البلد الذي رسخت صورته في المخيلة الأمريكية بوصفه بقعة مخيفة للجنود الأمريكيين، الذين عانى بعضهم من إصابات أثناء الحرب هناك، وبعضهم الآخر عانى من مشكلات نفسية أثناء وجودهم في تلك البلاد، أو بعد عودتهم إلى أمريكا. وتعود تسمية هذه المدينة بهذا الاسم المنحوت من اسمها الحقيقي مضافاً إليه اسم العراق، لما تشير إليه الإحصائيات، من أنه يحدث فيه من القتل أكثر مما حدث في حربي أفغانستان والعراق معاً خلال الفترة الزمنية نفسها. وقد تبنى المخرج الفذ Spike Lee حديثاً فيلماً يحمل هذا الاسم، وحاول فيه مخرجه أن ينقل من خلاله رسالة قوية لمقاومة العنف، الذي يسيطر على بعض شوارع تلك المدينة المخيفة. وقد اشترك المخرج في كتابة الفيلم مع كيفن ويلموت، ليصبح هذا الفيلم ساخراً يتناول عنف العصابات المنتشر في ضواحي المدينة الجنوبية، وعلى وجه الخصوص منطقة انجلوود. وهو أساساً مبني على المسرحية الكوميدية اليونانية الكلاسيكية ليسيستراتا، حيث يُصاب عدد من النساء بعدوى فيزيائية من أزواجهن عقاباً على اشتراكهم في الحرب. وعندما قرأت آراء بعض النقاد أو الجماهير المعنية في الولايات المتحدة الأمريكية، وجدت تبايناً غريباً في المواقف؛ إذ أصر كثير من المنتمين إلى هذه المدينة أن هذا الفيلم الساخر، ولا المسرحية اليونانية، التي تجسدت من خلاله، غير معبرة عن وضع مدينة شيكاغو، ولا أهلها الطيبين، رغم وجود حالات عنف تصاحب حياة المدن الكبرى. بالطبع هناك من يؤمن بالقيم التي يدعو إليها الفيلم والمسرحية الكلاسيكية من قبل بنبذ العنف، خاصة في أوساط السود، والضواحي التي تعاني من سيطرة تلك العصابات. قد نختلف مع مخرج الفيلم أو نتفق معه كلياً أو جزئياً؛ لكن القضية الرئيسة في رسالة هذا النوع من الفن الهادف؛ تتمثل في كون الرأسمالية الغربية قد أوغلت في الإعلاء من شأن الأدوات على حساب المبادئ. فما وصلت إليه الحال في بعض المدن الأمريكية الكبيرة من سيطرة أفراد تلك العصابات، الذين يعتمدون على السلاح الذي يسهل الحصول عليه من متاجر مرخصة، بفضل قوة لوبي السلاح في الساحة السياسية؛ وهي قوة مردها إلى سلطة المال القوية التي تتمتع بها، وتدعم من خلالها الحزبين السياسيين، وكذلك حملات المرشحين من المشرعين الأمريكيين، مما يجعلهم ضعافاً ضد سلطتها بعد وصولهم إلى مواقعهم. فهل يُرجى من أولئك السياسيين الذين يحركهم المال السياسي، ويجعلون مصالحهم الذاتية أو الحزبية الضيقة فوق مصالح البلاد، وسلامة البشر وأمن المدن، مثلما هي الحال في قضية حمل السلاح، التي تعد من القضايا الساخنة في أميركا في السنوات الأخيرة. الشيء نفسه يتكرر في قضية محاربة صناعة التبغ، رغم ثبوت ضرره الأكيد على صحة الإنسان، واستهلاكه لكثير من موارد البشر في المصاريف اللازمة لعلاج أضراره الواسعة. لكن لوبي التبغ أيضاً له من القوة ما يوازي قوة لوبي السلاح؛ بل إن شركات التبغ كانت قد عرضت – في بادرة قليلة الحياء – على الكونجرس أن تتبرع بمبالغ كبيرة تصل إلى مئات المليارات لمرضى السرطان على أن يقر الكونجرس قانوناً بعدم الملاحقة بأي شكل كان لهذه الشركات ومنتجاتها. على أن أفضل ما سمعته من مخرج هذا الفيلم في حواره أن أسوأ ما في الرأسمالية أنها وضعت المال فوق قيمة حياة البشر!