×
محافظة المنطقة الشرقية

الولايات المتحدة في صلب مخاوف مجموعة العشرين خلال اجتماعات واشنطن

صورة الخبر

«فروسية» كلمة عربية شاملة تحمل معاني المعرفة بالخيل وشهامة الفارس وآداب الفروسية، وبعد ثلاثة أيام لا تصدق من المنافسة في برشلونة، أصبحت الفروسية ذات معنى جديد يعبر عن كل شيء ممتع وجيد في عالم قفز الحواجز، هذا ما عبر به أحد أهم المتابعين والمختصين في هذه الرياضة. فما قدمته المملكة العربية السعودية ممثلا في صندوق الفروسية السعودي من دعم لبطولة كأس الأمم والذي يقام منذ مائة عام ويقتصر على ثماني دول، أصبح اليوم بفضل من الله ثم بتبني هذه المنافسة بإطارها ونظامها الجديد ومن أول موسم تقام به البطولة بمشاركة تسعة وثلاثين فريقا تعتمد تصفياتها في واحد وعشرين دولة يتأهل إلى البطولة النهائية ثمانية عشر فريقا يمثلون نخبة فرسان العالم وخيولها. إن ما تحقق ليس وليد اليوم فالقصة بدأت منذ 1990م حين انتمت المملكة العربية السعودية إلى الاتحاد الدولي للفروسية وتم انتخابها في نفس الجلسة لترأس المجموعة السابعة كأكبر مجموعة من مجاميع الاتحاد الدولي الثماني آنذاك، فبعد الانتخاب هنأت الوفد رئيسة الاتحاد الدولي في تلك الفترة الأميرة الإنجليزية (آن) قائلة: «إننا نرحب بالمملكة العربية السعودية كعضو ينتمي إلى عالم ألعاب الفروسية، فأنتم أهل الخيول العربية ولا يعلم الكثيرون أن مؤسس دولتكم الملك «عبدالعزيز» كان آخر فارس يوحد دولة على ظهور الخيل». وذلك كان التحدي لنثبت للعالم منذ أول يوم أننا أهل الفروسية بالمكانة والمكان. فالمولى عز وجل أقسم بالخيل {‏وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا، فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا‏} وديننا الحنيف كرم هذا المخلوق النبيل، وحضارتنا وثقافتنا وتاريخنا، قام وأُسس وبُني على هذا الموروث الإنساني العظيم. فكان هدفنا ربط الرياضة بالثقافة كرسالة تعكس مفهوم وقدرات أمة كرُمَّتْ وكرَّمت الفرس والفارس، فبدأ الاستثمار المخطط في بناء الإنسان الفروسي باختيار المواهب وتدريبها وتأهيلها ودعمها بالجياد القادرة على تحقيق النتائج، وكان طريقا طويلا وشاقا، ولكن بتوفيق الله وقدرات الفارس السعودي النبيل ودعم القيادة الكريمة، اختصرنا المسافات وحققنا النتائج متأهلين بعد ست سنوات إلى أولمبياد (أتلانتا 96) ثم تحقيق برونزية أولمبياد (سيدني 2000)، إلى أن تحققت القفزة الحقيقية بإعلان صندوق الفروسية السعودي محققا الإنجاز تلو الإنجاز فمن ذهب العرب وآسيا إلى فضية ألعاب الفروسية العالمية في (كنتاكي 2010) ثم برونزية أولمبياد (لندن 2012)، وهذا هو الإنجاز الرياضي الذي حققته الفروسية السعودية باسم الوطن. أما الشق الثقافي فكان عنوانه «فروسية» وهو ما تحقق بعد سنوات من البحث والتعاون مع متاحف العالم مثل (الإيرميتاج) و(اللوفر) و(المتحف البريطاني) و(المتروبوليتان) لإصدار كتاب «فروسية» وقد بدأ التفكير ثم العمل به منذ عام 1992م وصدر في عام 2000م ليكون المرجع لمفهوم كبير، دُشَّن في مكتبة الملك عبدالعزيز بالمركز التاريخي بالرياض، ثم رافقه نجاحات في كنتاكي 2010، بمعرض «هبة من الصحراء» وبعد ذلك في 2012 في لندن بمعرض «الخيل من شبه الجزيرة العربية إلى مسابقات رويال آسكوت»، هكذا كانت رسالة الفروسية رياضيا وثقافيا يحملها الإنسان ويعززها المكان، لقد شرفتنا بنجاحاتنا عالميا وأكسبتنا ثقة واحترام شعوب العالم بنتاجها ونتائجها، فكانت القمة بمسمى «فروسية» على كل لسان وفي كل مكان من هذه المعمورة في بطولة «فروسية إف. إي. آي» لكأس الأمم التي دشنت في 27 سبتمبر 2013 في مدينة برشلونة بإسبانيا. إن هذه البطولة القمة والتي تأتي بعد الأولمبياد وألعاب الفروسية العالمية كمسمى، وكون البطولتين تحتويان على أكثر من لعبة فروسية، إلا أن كأس الأمم يقتصر على قفز الحواجز فقط، وقد بدأ التغيير بعد مائة عام منذ أول بطولة وكما ذكر الكثير من المختصين بأنه أعطى حياة جديدة بتنظيم متطور وآمال مستقبلية كبيرة، إذا وفق الله فسيكون في السنوات القادمة هو جوهرة الاتحاد الدولي للفروسية يحليها عقد فروسي سعودي أنيق. إن خدمة الوطن بصدق وإيمان وشرف والعمل على الارتقاء بمكانته إلى ما يستحقه هي مسيرة حياة وليست وظيفة أو مهمة فقط، فالمجموعة التي قامت بعملها الجبار لتوصيل رسالة «فروسية» من خلال هذه البطولة تستحق أن تدعم من الجهات الرسمية والخاصة ومن كل مواطن، فهي تعكس رسالة فارسنا الأول عبدالله بن عبدالعزيز لرفعة راية الوطن بأسلوب حضاري ثقافي رياضي أساسه الحوار الإيجابي مع العالم بتوصيل مفاهيم سامية وراقية تجمع ولا تفرق، تبني ولا تهدم، تحت مظلة روح رياضية وفكر ثقافي عالميين. نعم نعتز ونتباهى كمواطنين ساهموا بكتابة قصة نجاح بطلها هذا المخلوق الفريد الذي يشهد التاريخ على انتمائه إلى حضارتنا برسوم حفرت على صخورنا لأكثر من ثلاثة عشر قرنا، وفي جميع أنحاء مملكتنا تحكي عن ارتباطنا به وارتباطه بنا. نعم نسعد ونفتخر عندما يتحدث العالم الفروسي بأن «فروسية» غيرت بطولات قفز الحواجز، ويعلق المختصون بأن ما قدمته المملكة العربية السعودية ممثلا بصندوق الفروسية السعودي أضاف مفهوما حديثا ومتطورا سيكون صناعة جديدة تخدم الفرس والفارس قبل كل شيء، وتتيح قاعدة أكبر للمنافسة بين الدول لا فرق بين كبيرها وصغيرها. وزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء صندوق الفروسية