×
محافظة المنطقة الشرقية

«تربية جامعة الدمام» للطالبات تختتم 8 حملات صحيّة

صورة الخبر

أستمتع كثيرا بمشاهدة مقابلات السعوديين، خاصة التي تكون مع الجمهور، فعندما يسأل المذيع أي شخص حتى لو كان سؤالا بسيطا يتحول هذا الشخص بقدرة قادر إلى سيبويه، فتجده لا شعوريا يصيغ الفكرة في عقله، ثم يحولها من العامية إلى اللغة العربية الفصيحة، ثم يبحث عن المرادف المناسب لكل كلمة في عقله، وهذه الإجراءات يجب أن تكون في ثوان معدودة، ولذلك تظهر مشاكل التأتأة وال آآآآ بين كل كلمة وكلمة. في المقابل، عندما نشاهد مقابلات الأشقاء في مصر أو في لبنان مثلا، فغالبا هم يتحدثون بلهجتهم نفسها التي يستخدمونها في حياتهم اليومية، ولذلك تجدهم يتحدثون بطلاقة وأريحية أكثر. ولا أعرف من وضع هذا البروتوكول في أذهاننا حتى أصبحنا لا شعوريا ملزمون باتباعه. لكن الأجمل من هذا هو تكرارنا لكثير من الجمل لدرجة أصبحت وكأنها قانون متفق عليه في اللقاءات، فمثلا بداية أي جواب لا بد أن تكون مع كلمة: "واللهِ"! يا أخي مصدقينك من غير حلوف. أما الجملة الثانية، والتي غالبا تأتي بنصف الحوار بالذات إذا كان السؤال حساسا هي: "خل أكون صادق معك"! يعني "إنت" من بداية اللقاء و"إنت" "تنصب" علينا وفي "الحتة دي" صرت صادق معنا! المشكلة أن كثيرا من المثقفين والإعلاميين يستخدمونها، وأصبحت لزمة تتكرر في أكثر اللقاءات. وهناك كثير من الكلمات مثل: "في الحقيقة"، "في الواقع"، "بطبيعة الحال"، "مما لا شك فيه"... إلخ. ولكن الأجمل على الإطلاق عند اتصال أحدهم على برنامج "يقعد" المتصل 10 دقائق يسلم على المذيع ويثني على برنامجه، ثم يمسك الضيوف واحدا واحدا ويمسيهم بالخير ويسلم عليهم، وكأنه داخل زواج أو في "دورية" عيال عمه. "خل أكون صادق معكم" "في الحقيقة" لازم نغير أسلوبنا في المقابلات.