سئل «أركاد» البابلي قبل خمسة آلاف سنة عن سبب ثرائه العظيم؟ والسؤال موجه من أصدقاء صباه الذين قالوا له ما الذي جعلك تتمتع بهذه الثروة العظيمة وأنت لا تختلف عن أي منا في شيء. رد أركاد قائلا إن عدم ثرائكم راجع لعدم تعلمكم قوانين الثراء أو أنكم تعلمتموها ولم تلتزموا بها، استرسل أركاد قائلا لقد علمنا معلمنا الحكيم بأن التعليم نوعان، النوع الأول هو الأشياء التي نتعلمها ونعرفها والنوع الآخر، هو الممارسة التي تعلمنا كيف نكتشف ما لا نعرف؟ يقول أركاد لقد قررت أن أجمع ثروة لذا توجهت بسؤالي إلى تاجر ثري اسمه «ألجاميش» فقلت له: أنت رجل ثري جدا أخبرني كيف أصبح غنيا مثلك؟ فأجاب لقد وجدت الطريق إلى الثراء عندما قررت أن أحتفظ بجزء من إيراداتي وتابع ألجاميش وإذا أردت أن تصبح ثريا فعليك أن توظف ما تدخره كي ينمو ويزداد مع مرور الأيام. إن مقدار ما تدخره يجب أن لا يقل عن العشر مهما كان دخلك متواضعا. يقول ألجاميش إن الثروة مثل الشجرة تنمو بشكل ضئيل ونسبة 10 في المائة التي تدخرها هي البذرة التي ستنمو من خلالها شجرة الثروة. وكلما بكر الإنسان في رحلة حياته في الادخار كان المردود أكبر ومقداره أعظم مع تعاقب الأيام. وحتى تنمو مدخراتك فيجب أن يكون لديك المعرفة في كيفية تشغيلها وإذا لم تكن لديك المعرفة فاستعن بأهل الاختصاص فمن غير المعقول أن تذهب إلى الخباز وتسأله عن أحوال النجوم بل يجب أن تذهب إلى عالم الفلك. أدرك أقران أركاد أن على كل شخص منهم أن يدخر جزءا من دخلة وأن يعيش بأقل مما يكسب وأن يستثمر ما يدخر. فهل اختلفت القوانين التي تؤدي إلى جمع الثروة؟ منذ العهد البابلي أم أنها هي هي؟ ودمتم.