كان مسلسل الفضائح في الرياضة الأسرع، ومستوى الفساد الأعلى، والشكوك حول القيم المفترضة الأقوى في العام 2015، فمن فساد «فيفا»، إلى المنشطات في روسيا، مروراً بابتزاز عبر شرائط فيديو مصورة، كانت هذه أبرز مسلسل القضايا المعروضة على المحاكم، والتي هزت عالم الرياضة، وهي مرشحة للاستمرار في العام المقبل. تغيرت مفردات الرياضة هذه السنة، فمن تذكرة المباراة وسوق الانتقالات والحكام، لتصبح «أمر قضائي»، «طلبات تسليم»، «مكتب التحقيقات الفيديرالي» و«قضاة التحقيق». ويقول الانكليزي باتريك نالي، أحد أقطاب التسويق الرياضي، إن «هناك ضغطاً هائلاً على الرياضة لتغير ممارساتها وتصبح اكثر شفافية». * فساد «فيفا» الميدالية الذهبية هذا العام، احرزها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من دون اي منازع، بعد معاناته من اخطر فضيحة فساد منذ تأسيسه قبل اكثر من مئة عام، وهو المنظمة الرياضية الاقوى في العالم بما يساوي قوة دولة باكملها، بما ان كرة القدم الرياضة الاكثر شعبية في العالم. منذ سنوات، تضخمت شبهات الفساد الى ان انفجرت في ايار (مايو) الماضي، وكان الانفجار مدمراً، إذ اعتقل ابرز مسؤولي اللعبة وخصوصاً من القارة الاميركية، وسحبوا من فندق فاخر في زيوريخ بطلبات من القضاء الأميركي. رئيس «فيفا» المنتخب لولاية خامسة، السويسري جوزيف بلاتر، يعلن استقالته بعد ايام من فوزه بالمنصب تحت الضغوط، ثم يوقف ويتم اتهامه من قبل السلطات السويسرية. خليفته المنتظر الفرنسي ميشال بلاتيني، سار على طريق الايقاف عينه لدفعة مشبوهة من الاول الى الثاني بقيمة 1.8 مليون يورو. في حين على عاتق الرئيس الجديد الذي قد ينتخب في 26 شباط (فبراير) المقبل، مهمة بالغة الصعوبة تتمثل باعادة الثقة في المنظمة التي اصابها الإهتراء. تؤكد الالمانية سيلفيا شنك المتخصصة الرياضية في منظمة مكافحة الفساد الدولية، أن «الناس اصيبوا بالاشمئزاز بسبب ذلك. البعض يعتقد بان التغيير لن يحصل، ويأمل آخرون بتغيير جذري بين ليلة وضحاها. اي من الافتراضين ليس جيداً، إذ سيستغرق الاتحاد الدولي وقتاً طويلاً ليتغير من العمق». كان منح شرف تنظيم مونديالي 2018 و2022 الى روسيا وقطر على التوالي الشرارة التي فجرت التحقيقات. حتى الان، تم شطب، ايقاف او الاشتباه بـ17 من الاعضاء الـ24 الذين صوتوا للملفين في العام 2010. واتهم حتى الآن 39 شخصاً من قبل القضاء الاميركي، والذي يعد ان مستوى الفساد في فيفا «لا يمكن تصوره»، وبحسبه فان 200 مليون دولار اميركي من العمولات جالت على شكل رشاوى في اروقة الاتحاد الدولي منذ العام 1991. وكان تنظيم مونديال ألمانيا 2006 لكرة القدم محط جدل واسع بسبب تهم فساد. ووصف القيصر فرانتس بكنباور المطارد بدوره بهذه التهم كيفية الحصول على الاستضافة: «لقد ذهبنا الى الحد الاقصى، لكن ما هي هذه الحدود؟». * المنشطات في روسيا أما في العاب القوى الروسية فالامر كان مختلفاً، إذ أظهر تقرير من 300 صفحة نشرته «الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات» في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، تنشيطاً حكومياً ممنهجاً في ألعاب القوى من قبل السلطات الروسية، الأمر الذي قد يبعدها عن الألعاب الأولمبية الصيفية المقبلة في ريو دي جانيرو. واتهم السنغالي لامين دياك، الرئيس السابق للاتحاد الدولي لالعاب القوى، من قبل القضاء الفرنسي بسبب تغطيته المتنشطين الروس. وهذه ليست سوى البداية، فالجزء الثاني من التقرير سينشر في مطلع العام 2016، وقد يتهم كينيا مثلاً ورياضات مختلفة. من جهته، اضطر الرئيس الجديد للاتحاد الدولي لالعاب القوى، البريطاني سيباستيان كو، الى التنازل عن عقده مع العملاق الاميركي «نايكي» بعد اتهامه بتضارب في المصالح حول منح مدينة يوجين الاميركية حقوق استضافة مونديال القوى للعام 2021، والمرتبطة بالعلامة الاميركية الشهيرة، وهنا ايضاً القضاء الفرنسي يحقق. * فضيحة فرنسية «الجنس والمال والإذلال والعدالة» تشكيلة فريدة من نوعها، لعب دور البطولة فيها المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة، لاتهامه بقضية ابتزاز زميله في المنتخب ماتيو فالبوينا بـ «شريط جنسي». لكن رد الفعل كان تقبله من الجماهير الفرنسي بالغ المرارة، إذ أبعد بنزيمة عن منتخب «الديوك»، وسيغيب مبدئياً عن كأس أوروبا 2016، والتي ستقام على الأراضي الفرنسية. في حين لم يمنع كل ذلك حقوق بيع البطولات من التضخم، والتي وصلت في الدوري الإنكليزي إلى 6.9 بليون و الدوري الإسباني بـ 2.65 بليون في السوق المحلي بين العامين 2016 و2019. وعلى رغم آفات العام 2015، لكن ثلاثي برشلونة الاسباني الهجوم المشهور بـ «أم أس أن» رطبوا الاجواء، فيما تعد كأس اوروبا وألعاب ريو دي جانيرو الاولمبية في 2016 باثارة تخفي ما يحصل من موبقات وراء الكواليس.