الزائر لمحافظة حفرالباطن وتحديدا السوق الداخلي للمحافظة او ما يعرف بسوق حفرالباطن القديم لا بد وأن يمر على محل ابوعبدالله للصرافة، المحل الذي يكتظ بالزبائن منذ الصباح الباكر، ورغم ان هذا المحل يعتبر صغيرا كمساحة الا انه غني بالتاريخ والاثار القديمة اضافة الى وجود صاحبه الذي اصبح بينه وبين اهالي حفرالباطن ود ومحبة لأكثر من 4 عقود. «كان اهالي حفرالباطن قليلي العدد، وكنت أؤمن احتياجاتهم من المستلزمات». هكذا بدأ العم عليان سرد قصته، مشيرا الى أن الطريق أمامه لم يكن ممهدا الا ان اصراره وصبره جعله يعمل وهو في سن 15 عاما، حيث عمل كاتبا في مركز سامودا لمراقبة اصحاب المركبات التي تمر بهذا الطريق القديم وتحديدا في عام 1380هـ وبعدها بفترة انتقلت الى حفرالباطن تلك المدينة الصغيرة التي كانت تتمركز في هذه المنطقة يقصد منطقة السوق القديم اذ كانت مقر الامارة والسوق وعدد بسيط من المنازل، وكان الاهالي يتعارفون نظرا لقلة العدد في السابق ويلتقون ببعضهم بشكل يومي. ويضيف العم عليان أنه في عام 1384هـ تقريبا قام بفتح محل صغير لتأمين بعض المستلزمات التي يحتاجها الناس وكذلك محل لصرافة النقود (تحويل العملة) فقد كنت اؤمن كافة ما يحتاجون من ضروريات الحياة في تلك الفترة اذ ان محلي يعتبر اول محل اقيم بحفرالباطن، وكان اغلب زبائني في السابق يقومون بالتحويل من الريال الى الدينار العراقي والآن من الريال الى الدينار الكويتي والعكس، واخذت بالتوسع التدريجي بهذا المحل واصبح لي زبائن يأتون بين فترة وفترة وانا اقابلهم بالود. ويقول: كان في السابق اكثر من يقومون بالشراء مني هم العسكر وخاصة خفر السواحل (حرس الحدود حاليا) من الدمام حتى الحدود الشمالية، اضافة لكون محلي كان قريبا من سوق الاغنام القديم كان اكثر من يقوم بتحويل النقود هم العراقيون فيقومون بالتحويل من الريال الى الدينار، اما الفترة الحالية فاغلب التحويل هو التحويل من الريال الى الدينار الكويتي والعكس فاغلب المواطنين يقومون بالتحويل الى الدينار الكويتي وذلك لزيارتهم المستمرة الى دولة الكويت الشقيقة والعكس الاخوة الكويتيون يقومون بالتحويل الى الريال السعودي اثناء زيارتهم حفرالباطن. واضاف ابو عبدالله ان محلي يحوي عددا كبيرا من القطع الاثرية التي احتفظ بها منذ سنوات طويلة ومن ابرزها الدلال والنجر الذي يطحن به القهوة والهيل والجرس القديم وهو عبارة عن قطعة معدنية دائرية الشكل ولها مطرقة خاصة وتصدر ثلاثة اصوات مختلفة القوة كانت تستخدم في المدارس والشرطة اضافة الى وجود الرحى التي كانت اداة لطحن الحبوب والقمح في السابق وهي عبارة عن قطعتين دائريتي الشكل ومصنوعة من الصخر ويوجد بإحداها ثقب يتم ادخال عصا لتحريكه فوق القطعة الثابتة اضافة الى العديد من القطع الاثرية الاخرى. وعدنا الى موضوع الصرافة وعن سبب توافد الزبائن عليها في ظل وجود البنوك قال العم عليان ان الزبائن (العملاء) مرتبطون معي بعلاقة ود ومحبة وتعاملي معهم اخوي واقوم بتقديم الخدمة لهم بشكل سريع وعلى نفس النظام القديم فانا أوفر لهم ما يرغبونه من عملات وبشكل سريع.. وعن الاجهزة الموجودة لديه قال: انا امتلك جهازا بسيطا لعد النقود والكشف عن العملات المزورة والعمل ولله الحمد يسير بشكل متزايد. وعن ابرز الذكريات التي يحتفظ بها ابوعبدالله قال: مازلت اتذكر اهالي حفر الباطن من يوم كانت مدينة صغيرة وكنا نتقابل بشكل مستمر والان اصبحت محافظة كبيرة مترامية الاطراف وفي طريقها الى الازدهار، وقال: لقد قطعت على نفسي أن اعمل وأتحلى بالصبر وان أعتمد على نفسي بعد الله منذ ان كنت في سن الخامسة عشرة من عمري ولله الحمد كافحت بهذه الحياة حتى اصبحت في هذا الوضع.