يتهمني البعض حقيقة لا زورا ولا بهتانا بأنني نصير للمرأة (عمال على بطال)، وهذا شرف أدعيه فعلا، وتهمة لا أدفعها إطلاقا. وكيف لمثلي، وأنا من رضع إكسير المحبة والغرام من أثداء بنات النجوم والسماء أن لا أكون عبدا رقيقا لحاضنات الحياة؟!، إلا إذا كنت (مخبولا) وأنا لا أدري (!!). وأحزن عندما أسمع من يذهبون مع كل شاردة وواردة إلى ترديد: المرأة خلقت من ضلع أعوج، يعني إحنا الرجال ما شاء الله خلقنا مستقيمين (بالمسطرة)؟!، بالله عليكم انظروا عشوائيا لنماذج الرجال في الشارع وسوف تجدون (صوير وعوير واللي ما فيه خير)، وأنا أولهم. وقبل عدة أيام، بعث لي أحدهم وكأنه (يكايدني) بأبيات الشعر الركيكة هذه (للشهرزادي) التي يقول فيها: لا تأمن إلى النساء / ولا تثق بعهودهن ................./................... يبدين ودا كاذبا / والغدر حشو ثيابهن بحديث يوسف فاعتبر/متحذرا من كيدهن أو ما ترى إبليس/أخرج آدم من أجهلن؟! بالنسبة لي لا يهمني سقط الكلام هذا، التي تهمني فقط هي المرأة المحترمة، فالمرأة ولا شيء غيرها، هي وحدها التي أخفض لها جناحي الواهي، سواء كانت جالسة متقرفصة تأكل (الكراث) وتقشر (الفصفص)، أو حتى كانت متسطحة على الرمال تحت أشعة الشمس على شواطئ (الكوت ديزورت). وإذا كنت لم آخذ حقي منها كما يجب في هذه الدنيا البخيلة الفانية، فإن لي عظيم الأمل فيما بعد ذلك، ومن حقي كرجل صالح أن أطمع بأن أكون من ضمن زمرة المتقين الذين وعدهم المولى ــ عز وجل ــ بجنة عرضها السماوات والأرض، وهو القائل في محكم كتابه الكريم: «إن للمتقين مفازا، حدائق وأعنابا، وكواعب أترابا» ــ سورة (النبأ)، الآيات (31 ــ 33) «إنا أنشأناهن إنشاء، فجعلناهن أبكارا، عربا أترابا» ــ سورة (الواقعة)، الآيات (35 ــ 37) «فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان، فبأي آلاء ربكما تكذبان، كأنهن الياقوت والمرجان» ــ سورة (الرحمن)، الآيات (56 ــ 58) «حور مقصورات في الخيام» ــ سورة (الرحمن)، الآية (71) «إن المتقين في مقام أمين في جنات وعيون، يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين، كذلك وزوجناهم بحور عين» ــ سورة (الدخان)، الآيات (51 ــ 54) «فهم في روضة يحبرون» سورة (الروم)، الآية (15) أبعد هذه الوعود الربانية كلام آخر؟! لا والله، ثم لا والله، ثم لا والله. لهذا، سوف أظل إلى آخر زفرة وشهقة أنفثها على هذا الكوكب الأرضي الممتلئ بالغبار والوعثاء والدجل، عبدا رقيقا لحاضنات الحياة، شاء من شاء وأبى من أبى.