أكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين أن تشكيل مجلس تعاون استراتيجي سعودي تركي جاء في توقيت هام، وسيساهم في تقوية الشراكة بين الرياض وأنقرة، وسيعطي دفعة قوية للاستقرار والسلام في المنطقة. وأوضح الدكتور زهير الحارثي الكاتب السياسي أنه في ظل الواقع الإقليمي الجديد فإن هناك الكثير ما يجمع السعودية وتركيا سواء في الجوانب السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين تجاوزت تبادل المصالح إلى ما يحقق مفهوم الشراكة في ظل معطيات تقتضي قراءة جديدة للمسرح السياسي للمنطقة. وأضاف الحارثي «أن تعدد زيارات القيادتين إشارة لعمق التفاهمات بينهما، ما يدفع باتجاه استقرار المنطقة ويحجم نفوذ قوى إقليمية مناوئة»، مشيرا إلى أن تشكيل مجلس تعاون استراتيجي سيكون له انعكاس إيجابي ليس فقط لدعم الشراكة الثنائية، بل لدعم القضايا العربية. وتابع قائلا: «إن منهجية السياسات بين البلدين، فموقفهما مما يحدث في سوريا متطابق بدليل إصرارهما على أن لا مستقبل للأسد في المرحلة الانتقالية، ناهيك عن توجسهما من نفوذ إيران المتنامي في المنطقة ورفضهما الصريح لتدخلها في شؤون الدول». ويرى اللواء الركن الدكتور على هلهول الرويلي (من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية) أن التعاون بين دولتين كبيرتين مثل تركيا والسعودية سيساهم في إرساء الأمن في منطقة الشرق الأوسط الذي يعاني من الصراعات والتوترات والحروب والإرهاب. من جهته، قال الدكتور محمد أحمد فياض أستاذ الإعلام الدولي في كلية الإمارات للتكنولوجيا: إن منطلقات السعودية دائما ما تأخذ بعين الاعتبار مصالح دول منظومة مجلس التعاون الخليجي فضلا عن المصالح العربية والإسلامية المشتركة، لذلك جاء تشكيل مجلس استراتيجي سعودي تركي ليعزز الخطوة السعودية الأخيرة في تشكيل التحالف الإسلامي ولا يبتعد عنها كثيرا، مثلما سيكون هذا المجلس بآفاق استراتيجية واضحة لدول المنطقة في قراءة المشهد السياسي والعسكري والتحديات المشتركة التي تهم دولهم.