×
محافظة المنطقة الشرقية

رواندا: أول خدمة طائرات دون طيار لنقل الدم

صورة الخبر

لا يزال فوز الدانمارك بكأس الأمم الأوروبية 1992 يمثل واحدة من بين أكبر المفاجآت في تاريخ كرة القدم العالمية؛ إذ نجح الفريق، بعد استدعائه للمشاركة، في الظهور على منصة التتويج ورفع الكأس. لعب بريان لاودروب، أحد الأخوين لاودروب الشهيرين، دوراً مهماً في صفوف كتيبة ريتشارد مولر نيلسين، كما ساهم في فوز الدانمارك بكأس القارات سنة 1995 وشارك في أفضل ظهور لمنتخب بلاده في كأس العالم FIFA في نهائيات فرنسا 1998.  تحدّث أسطورة وسط الهجوم الذي يعمل الآن كمحلل في قناة Kanal 5 مع موقع FIFA.com حيث تطرق للعصر الذهبي لكرة القدم الدانماركية خلال تسعينات القرن الماضي حين لعب هو دور البطولة. FIFA.com: بالعودة إلى تاريخ كرة القدم الحديث للدانمارك، هل تشعر بأن التتويج القاري في 1992 منحكم حضورًا على الساحة العالمية خلال الخمسة والعشرين عامًا الماضية؟بريان لاودروب: بكل تأكيد. كان نهائيات كأس الأمم الأوروبية 1984 بمثابة نقطة تحول في تاريخ كرة القدم الدانماركية. لن أقول أن منتخبنا كان بمثابة أضحوكة قبلها، كان لدينا الكثير من اللاعبين الموهوبين، إلا أنهم عندما كانوا يعودون للوطن كان الأمر أقرب إلى الاحتفال عنه إلى لعب كرة القدم بجدية. كانت ذهنية الدول الصغيرة تهمين علينا، في بعض الأحيان كنا نفوز على منتخبات كبيرة، وفي أحيان أخرى نخسر أمام فرق متواضعة، إلا أن المدرب الألماني سيب بيونتك نجح في غرس عقلية مختلفة في اللاعبين كما كان يملك مجموعة ممتازة نجحوا في وضع الدانمارك على الخريطة، إنه الفريق الرائع الذي لعب في نهائيات 1984 وظهر بشكل رائع في كأس العالم 1986. بالفعل، استطاعوا تغيير نظرة الناس للدانمارك وكرة القدم الدانماركية. ومن ثم غرس انتصار 1992 عقلية الفوز في الجيل التالي؟بالفعل، كنا نبذل أقصى جهدنا لنحاكي هذا الفريق، وعلى الرغم من ذلك، أدهشنا الجميع، بما فيهم أنفسنا حتى سنة 1992. كما حافظنا على ذلك في 1998 حين ظهرنا بصورة ممتازة في كأس العالم في فرنسا وبعدها بدأ عصرٌ جديد بمجموعة جديدة من اللاعبين. ما سبب مفاجأة التتويج برأيك؟   لم يشارك أخي مايكل في انتصار 1992، أعتقد أن بعض الناس ينسون ذلك. بعد أن حققنا الفوز، قال لنا الكثير من الناس" كنتم محظوظين وأنه فريقنا لم يملك مقومات الفوز"، إلا أن السر وراء النجاح يكمن في أننا كنا نعرف بعضنا البعض كلاعبين وعلى المستوى الإنساني فقد قضينا فترة طويلة معاً. كان عدد من اللاعبين في فريق بروندبي لعدة أعوام، وبعد ذلك لعبنا في الألعاب الأوليمبية كما شارك الكثير من اللاعبين في صفوف منتخب تحت 21 سنة أيضًا، ومن ثم كنا نعرف بعضنا البعض جيدًا وكان هذا هو سبب نجاحنا.  انظر إلى المنتخبات التي تغلبنا عليها خلال مشوارنا. تضم كأس الأمم الأوروبية 24 فريق حاليًا لكن حينها كانت البطولة تضم مجموعتين من أربعة منتخبات، ومن ثم فإن خسارة مباراة واحدة قد تحرمك من الوصول لنصف النهائي. كان الأمر يقتصر على خوض خمس مباريات فقط، لكنه كان يجب أن تؤديها بشكل جيد، لكن حقيقة أن البطولة صغيرة كان أمراً جيداً فلم نكن مستعدين لها ولم تكن لياقتنا البدنية جيدة. [استدعي منتخب الدانمارك للمشاركة بعد استبعاد يوغوسلافيا]، وإذا حدث ذلك في الوقت الحالي فلن نتمكن من الفوز. فينما كان المنافسين أفضل إلا أن عدد المباريات كان أقل. ثم أعقبتم هذا الانتصار بتتويج آخر في كأس القارات FIFA سنة 1995؟بالنسبة للكثير منا، كان خوض كأس الأمم الأوروبية هو أول مشاركة في بطولة دولية، وكانت بطولة ناجحة للغاية بكل تأكيد، ومن ثم فإن مواجهة منتخبات كبرى مثل الأرجنتين والمكسيك جعل منها بطولة مثيرة بالنسبة لنا. أخبرنا نيلسن أن الأمر سيكون أكثر صعوبة من كأس الأمم الأوروبية 1992 وذلك لأن المنتخبات المشاركة كانت مختلفة تمامًا، ومن ثم كرّس الكثير من الطاقة لهذه البطولة. أراد أن يبرهن أن التتويج القاري في عام 1992 لم يكن مجرد صدفة. أتذكر أنني لعبت في العام السابق مع باتيستوتا وكان هو يشارك في هذه البطولة مع منتخب الأرجنتين المتميز. استطعنا التغلب عليهم بنتيجة (2-0) لنفوز باللقب. كان الناس يحتفلون في بلادنا، لقد كان الأمر أشبه بالفوز ببطولة مُصغرة لكأس العالم وكانت لحظة فخر بالنسبة لنا، بالرغم من أننا نعلم أنها ليست ككأس العالم. وفي هذه الفترة، صنع ريتشارد نيسلن تاريخًا أعظم من المدربين الذين جاءوا قبله أو بعده، فالفضل كله يعود إليه. ينسى البعض غالبا غياب منتخب الدانمارك عن نسختي كأس العالم قبل وبعد نهائيات الأمم الأوروبية 1992، وهو الأمر الذي حدث في المباراة الأخيرة في التصفيات.كانت تجربتان قاسيتان، لكن ما حدث في كأس الأمم الأوروبية كان لا يصدق. نظرًا لأنك دانماركي فلا يمكنك أن تتوقع تحقيق أي لقب، إلا أننا نجحنا وكان أمراً خيالياً. ولكن كلاعب، فأنت تتطلع دائماً للمشاركة في كأس العالم. أتذكر أن شقيقي أخبرني عن نهائيات 1986، فهي تجارب يتمنى أي لاعب كرة قدم في العالم أن يحظى بها. قلت لنفسي بأنني إذا استطعت أن ألعب في كأس العالم لمرة واحدة سأكون قد نلت ما أريد، ومن ثم عندما أتى العام 1998، خضنا بطولة مذهلة في فرنسا، حيث كانت تجربة لا تُنسى بالنسبة لي. هل تعد مباراة الدور الستة عشر التي فزتم بها على نيجيريا بنتيجة 4-1 واحدة من أفضل ذكرياتك الدولية؟بكل تأكيد. كان لدينا فريق رائع. عاد مايكل لأدائه الجيد بعد أن كان يعاني قليلًا في المباريات الأولى. كانت الصحف قد بدأت تطالب بجلوسه على مقعد البدلاء – إلى جانب الكثير من الأقاويل المجنونة. كان الفوز على نيجيريا بمثابة إنجاز كبير حيث كانوا هم المرشحين للفوز. بدون أدنى شك، فإن لاعبي نيجيريا مثل جاي جاي أوكوشا، وبابانجيدا وكانو، لو كانوا في مستواهم في هذا اليوم لفازوا علينا بكل سهولة. لكن في غياب الضغوط، فإن الدانمارك، الدولة الصغيرة، تظهر ما لديها. صدمْنا منتخب نيجيريا ورغم أنه حاول بشتى السبل ليفوز علينا إلا أن الأمر كان مستحيلًا. لعبنا بشكل رائع في المباراة ومنحنا ذلك القناعة بأننا نستطيع تحقيق أشياء أفضل وكانت ثقتنا بأنفسنا في أوجها. بعد أن وصلتم إلى ربع النهائي، كان اللعب أمام البرازيل بمثابة منطقة محفوفة بالمخاطر للدانمارك. هل كان شعاركم "ليس هناك ما نخسره"؟لم نظهر بشكل رائع في المباريات الثلاث في مرحلة المجموعات وشعرنا بأنه يجب علينا فعل المزيد، كما فعلنا أمام نيجيريا، وأن نصنع بعض المعجزات مبكرًا إذا كنا نسعى للحصول على أي فرصة. سجلنا هدفًا في أول دقيقتين، الأمر الذي كان لا يُصدق حقًا، لقد صُعق البرازيليون. وبعد ذلك تداركوا الموقف قبل أن نتعادل مجدداً وفي هذه المرحلة، بدا الغضب على لاعبي البرازيليين وحدثت بينهم جدالات كثيرة، كانوا يعانون إلى حد ما. كانوا مُنهكين وشعرتُ أننا نستطيع الفوز، وكانت ستكون بمثابة المفاجأة الكبرى في التاريخ، ولكن لسوء الحظ كان لديهم أحد أفضل اللاعبين في هذا الوقت وهو ريفالدو. صورة احتفالك [الموجودة بالأعلى]، بإحراز هدف التعادل مع البرازيل هي إحدى أبرز صور منتخب الدانمارك في كأس العالم. كيف جاءت هذه الفكرة؟قال لي ابني قبل هذه المباراة: "إذا سجلت هدفًا، هل يمكنك أن تفعل شيئاً استثنائياً لأنك دائماً تعود إلى مرماك بعد أن تسجل الأهداف. افعل شيئاً مميزاً." أتذكر أنني ركلت الكرة في سقف الشبكة وكان ينبغي أن أفعل شيئاً ومن ثم احتفلت بهذه الطريقة. لا أعلم من أين أتت الفكرة إلا أنه كان سعيدًا بذلك للغاية! تسجيل هدف التعادل أمام أحد أفضل منتخبات العالم والاقتراب من المشاركة في الدور نصف النهائي لكأس العالم، كنا قريبين للغاية! ربما هو أمر لا أفكر فيه في حياتي اليومية، ولكن خلال المقابلات فإنك تستدعيها مجددًا وهذا ما تجنيه من مهنتك، لن تنسى هذه اللحظات أبدًا، وهذا أفضل ما في كرة القدم.