شدد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية على أن تقييم أعمالنا عالميا يكون نظير ما نفعله في الأيام الخمسة التي تمثل أيام الحج، فالمملكة تؤمن كل الخدمات لأكثر من ثلاثة ملايين حاج بكامل عتادهم ينتقلون ست مرات في خمسة أيام، وما نفعله في نظرنا ليس كاف فلدينا القدرة على التطوير، مضيفا أن "الأمور على الورق شيء وعلى الواقع شيء آخر، فما يحدث على أرض الواقع لا يخضع للورق، فأي حادثة تحتاج لمباشرة فورية وحل سريع وقرار مناسب في الوقت المناسب، وعلى الجميع التنفيذ تحت مظلة واحدة". جاء ذلك خلال إطلاق ورش عمل الحج بمشاركة 40 جهة ذات علاقة بخدمة ضيوف الرحمن في جدة يوم أمس. وبدأ الأمير خالد الفيصل كلمته بتهنئة القيادة بمناسبة صدور ميزانية الدولة "أرفع التهنئة لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- على صدور ميزانية الدولة، ويكفينا في الوقت الراهن ما ننعم به من أمن وأمان، أسأل الله أن يديمه علينا، وأن يعيننا على الاستمرار في التقدم والتطوير، وأن يكون الإنسان السعودي قدوة وأنموذجا لغيره". وذكر أمير منطقة مكة المكرمة أن هذه البلاد التي شرفها الله بأن تضم أقدس البقاع، وشرف أهلها بخدمة ضيوف الرحمن والحرمين الشريفين، تكريم إلهي لابد أن يُشكر بالعمل قبل القول. وأضاف الأمير خالد الفيصل "إن هذه البلاد التي قامت على الكتاب والسنة، تتشرف بأن تتحمل مسؤولية خدمة الحرمين الشريفين، وخير دليل على ذلك استبدال ملوكها مسمى صاحب الجلالة، بخادم الحرمين الشريفين، ما يدل على أهمية الحج والعمرة، وأن الدولة أعطتها أفضلية على ما سواها". وذكر أمير منطقة مكة المكرمة أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يردد في كل مناسبة ويؤكد على أن أهم ما عليه خدمه الإسلام والمسلمين، وأن ما تبذله المملكة في هذا الشأن ليس بكثير، وفي هذا الشأن تطورت المواصلات والنقل في المشاعر وأصبحنا الآن نتحدث عن مكة الذكية، وعن مشروعات تطوير المشاعر المقدسة، وهذا ليس تفاخرا بل واقع، والدولة قامت بالشيء الكثير في هذا المجال فالحمد لله الذي منحنا القدرة على أن نفعل ذلك". ولفت أمير منطقة مكة المكرمة إلى أن الدولة أنشأت وزارة للحج ولجنة عليا للحج، وأخرى مركزية، وأعطت خدمات الحج الأولوية في كل الوزارات، واستطرد سموه "ظهر ذلك جليا منذ أن تأسست هذه الدولة من خلال كلمات الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمه الله- وهو يتحدث عن مسؤولية الإنسان اتجاه خدمة الحرمين والحجاج والمعتمرين، كما أن أول مؤتمر دولي دعي له المغفور له بإذن الله كان لمناقشة خدمات الحج والعمرة، وحمل لواء الخدمة من بعده أبناؤه البررة يرحمهم الله حتى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز". واستدرك أمير منطقة مكة المكرمة بالقول "لكن المملكة قيادة وحكومة وإنسانا لا تعرف التوقف عن تحمل المسؤولية وليست هناك إجازة من البناء، وبإمكاننا أن نعمل الكثير، ولا تزال لدينا الإرادة والإمكانات لنطور فالعالم أجمع ينظر إلى هذه البلاد من خلال خدمات الحج والعمرة" . ونوه الأمير خالد الفيصل إلى أن كل وزارت الدولة تقدم الخدمات لضيوف الرحمن وكل وزارة منوط بها دور تتولاه في أيام الحج، وتساءل سموه "لماذا تحدث أخطاء؟". مضيفا: "المشكلة تكمن في مباشرة الخطأ والاستعداد لتصحيحه عند حدوثه، خصوصا في المشاعر كونها تكتظ بملايين البشر، كذلك فإن الإدارة الوقتية للحج وعمل كل إدارة لوحدها سبب في حدوث تلك الأخطاء". وأكد سموه أن لجنة الحج العليا ولجنة الحج المركزية ووزارة الحج لم تقصر في أداء مهامها ، وخصّ بالذكر رجال الأمن فقال "أشهد بالله أن الأمن العام لم يقصر وأنه يحمل العبء الأكبر". وفي ختام حديثه أوصى الأمير خالد الفيصل بأن تركز ورش العمل أعمالها للخروج بتوصيات توحد جهود العمل الميداني تحت مظلة واحدة ليسهل قياس العمل والأداء، كذلك وضع أطر لمشروع تطوير المشاعر المقدسة، قائلا لابد من البدء في مشروع تطوير المشاعر بشكل فوري مهما بلغت تكاليفه إذ يمكن للقطاع الخاص المشاركة فيه ومن ثم يعود للدولة بالكامل".