ربما لا تشكل الهجرة العكسية للنجوم الأجانب من دورينا إلى دوريات العالم، ليتألقوا هناك، بعد خوضهم تجارب «متعثرة» في ملاعبنا «ظاهرة»، حيث يعتبرها البعض مجرد حالات فردية، تحدث في ملاعبنا كما تحدث في دوريات العالم، وقد لا يكون للقصور في الرؤية الفنية دور في إهدار فرصة الاحتفاظ بلاعب أجنبي موهوب، وربما يكون لنظرة «المحترف الأجنبي» لمستوى دورينا دور في عدم تقديمه أفضل ما لديه، ثم يرحل ليتألق من جديد في أجواء كروية أكثر ضغطاً من النواحي الفنية والجماهيرية والإعلامية، ومع الأخذ في الاعتبار صحة جميع المعطيات السابقة، إلا أن ما شهده دوري الخليج العربي في السنوات الماضية من هجرة المواهب الأجنبية يستحق التوقف. محمد حامد (دبي) الآراء التي حصلنا عليها من مدربين وخبراء «شهود عيان» للهجرة العكسية للاعبين الأجانب أكدت أن عوامل عدة تقف خلف ما حدث، على رأسها المدرجات «شبه الخالية» والتي تمنع اللاعب من الإبداع، وكذلك عوامل عدم التأقلم السريع مع أجواء دورينا، ومن ثم يشعر اللاعب بأنه يتعين عليه البحث عن مستقبله الكروي في مكان آخر، فضلاً عن القصور في الرؤية الفنية لبعض المدربين الذين لم يقدموا لبعض هؤلاء النجوم ما يكفي من الدعم النفسي، والتكتيكي، حيث يتوجب في بعض الحالات وضع التكتيك المناسب لخدمة اللاعب الهداف لكي يقدم أفضل ما لديه. لوكا هدافاً لوكا توني الذي خاض تجربة قصيرة لا يمكن وصفها بالناجحة مع النصر موسم 2011 - 2012، عاد إلى دوري الطليان ليصبح هدافاً للبطولة الأكثر صعوبة على أي لاعب مهاجم في العالم، فقد سجل منذ رحيله عن صفوف «العميد» 51 هدفاً مع فيورنتينا «8 أهداف»، و43 هدفاً بقميص فريق فيرونا، واللافت أنه حصل على لقب هداف الدوري الإيطالي الموسم الماضي برصيد 22 هدفاً متفوقاً على إيكاردي لاعب الإنتر، وتيفيز مهاجم اليوفي السابق، وهيجواين هداف نابولي. كما حل لوكا توني ثانياً في قائمة الهدافين بالدوري الإيطالي الموسم قبل الماضي بـ 20 هدفاً، وهو ما يجعله ظاهرة تستحق التوقف، خاصة أنه يبلغ 37 عاماً، واعتقد البعض أن تجربته مع النصر هي الأخيرة في مسيرته الكروية، ولكنه عاد لدوري الطليان أكثر توهجاً وتألقاً على المستوى التهديفي، وربما يكون للجانب النفسي تأثير في عدم نجاحه مع النصر، وقد يكون لعدم وجود صانع الألعاب والممول الموهوب دور في عثرة لوكا توني مع النصر. ... المزيد