تقشعر أبداننا كلما طالعتنا الأخبار الدامية.. بأن طفلاً من فلذات أكبادنا راح ضحية جريمة ارتكبتها خادمة وافدة !! ومع ذلك، يصعب أن نقول بأن الخادمات أصبحن وحشاً ضارياً يتربص بأبنائنا، فما يقع من جرائم في هذا الصدد أمر نادر، ولا يتعدى أصابع اليد الواحدة قياساً بأعداد الخادمات اللاتي ظللن يعملن في منازلنا طوال السنوات. محور حديثي هنا عن أسباب وقوع تلك السلوكيات، والتي تتنوع من عنف في التعامل، وخصوصاً المعاناة المتكررة بالهروب من منزل الكفيل. عند تحليل تلك المشكلات لا نستطيع تجاوز عوامل الثقافة والفقر والبيئة المحيطة التي قدمت منها الخادمات، وكلها مؤثرات تترك بصماتها دون شك على الفكر والاستقرار النفسي لهن. ومن المهم التوقف عند أنماط تعامل ربات البيوت مع الخادمات، فهناك فئة غاب عنها الرحمة والمنطق والنظام فنحن نستقدم هؤلاء الخادمات من أجل أعمال محددة تنحصر بتنظيف وترتيب المنزل ولكنهن يتحولن مع الأيام ليعملن كل شيء، فتجدها تحولت إلى طباخة وعاملة غسيل الملابس وكيّها ومربية أطفال تقوم بتنظيف مخلفاتهم وترتيب الفوضى التي يحدثها الطفل في كل مكان وعلى مدار الساعة. أستطيع القول إن تلك الفئة لا تحترم أنظمة العمل خصوصاً ان النظام حدد عمل الخادمة ب 8 ساعات، ولكن الحقيقة تقول إن الخادمة تعمل 18 ساعة يومياً بلا إجازة أسبوعية وحتى لو منحت إجازة فهي محرومة من التصرف بها كشخص بالغ كامل الأهلية حتى ان بعضهن يمنعن من امتلاك جهاز الجوال الشخصي...ناهيك عن أن بعضهم لم يوفر لها غرفة السكن والتي قد تكون غرفة مستودع ملحقة بالمطبخ. الخادمة بشر لها حقوق وتقوم بدور مهم وعظيم، بل هي شريك في استقرار الأسرة لو تعلمون... امنحوا خادماتكم التقدير والاحترام.. لتنعموا بالأمان وهن يعشن بين جدرانكم وأفراد أسرتكم.