بيروت: كارولين عاكوم أوحى خبر الإفراج عن 43 معتقلة في السجون السورية بوساطة من الأمن العام اللبناني بقرب الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين الشيعة التسعة الموجودين منذ أكثر من سنة في حلب لدى لواء «عاصفة الشمال»، كونه أحد الشروط التي رفعها خاطفو اللبنانيين، فيما اعتبر أهالي المخطوفين أنّ هذه الخطوة إشارة إيجابية على جدية تحريك الملف، ولا سيما الصفقة التي كان قد بدأ التفاوض بشأنها بين المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم من جهة والجانب التركي والمخطوفين من جهة أخرى، والتي تقضي بمقايضة مئات السجينات السوريات لدى النظام مقابل الإفراج عن المخطوفين التسعة. وفي حين قال وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، لـ«الشرق الأوسط» إنّ لبنان بانتظار جواب الجهة التركية التي يتم التفاوض معها بشأن هذه القضية، وعن الخطوة التي ستلي عملية الإفراج عن السجينات، وضع أدهم زغيب، نجل أحد المخطوفين الخطوة في سياق تنفيذ الاتفاق الذي جرى بين إبراهيم والجهة التركية، مشيرا في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ المعلومات الأخيرة التي لديهم تتعلق بالاقتراح الأخير الذي قدّمه الخاطفون والذي يقضي بالإفراج عن عدد من السجينات مقابل إطلاق سراح اثنين من المخطوفين، وهو الأمر الذي رفضه إبراهيم في بداية الأمر إلا أنّه عاد ووافق عليه قبل أيام من شهر رمضان المبارك مشترطا أن يتم الإفراج عن اربعة من المخطوفين ولا سيما العجزة والمرضى منهم. وأكّد زغيب أنه لا معلومات لديهم حول الأسماء والزمان، لافتا إلى أنّ لجنة أهالي المخطوفين بانتظار ما سيعلمها به اللواء إبراهيم. وكشف زغيب أنّ العوائق التي كانت تقف دون التوصل إلى نتيجة نهائية في هذه الصفقة، هي أنّ لائحة الأسماء التي قدمت لإبراهيم، تتألف من 500 اسم، استطاع الأخير التأكد من وجود 120 منهن، وعادوا بعدها وقدموا لائحة أخرى، مؤلفة من نحو 700 اسم، وهو الأمر الذي يتطلب جهودا لإثبات وجودهن ومن ثم التفاوض بشأنهن. بدوره، أبدى الشيخ عباس زغيب، المكلف من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بمتابعة ملف المخطوفين اللبنانيين، تفاؤله في خطوة النظام الإفراج عن السجينات المعتقلات آملا أن تكون بداية النهاية. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «تجاوب النظام مع مبادرة اللواء إبراهيم الذي سبق أن أطلقها في بداية رمضان، والتي تقضي بأن يفرج النظام عن عدد من السجينات مقابل أن يطلق سراح عدد من المخطوفين، وهذا ما نأمل التوصل إليه على أن يتم تنفيذ الصفقة بشكل كامل في أقرب وقت ممكن». وعما إذا كان قد تم التواصل مع الجهة الخاطفة عبر اللواء إبراهيم ومعرفة عما إذا كان سيتم التجاوب مع المبادرة في المدى المنظر، قال زغيب «لا داعي للتواصل، إذا كان لديهم النية بإنهاء هذه القضية فسينفذون ما وعدوا به، لا سيما أنّ تركيا تؤكد مرارا أنّها تريد إنهاء هذا الملف، كما يفترض أن تخاف على رعاياها ومصالحها في لبنان». واستبعد زغيب أن يعمد الأهالي إلى القيام بأي خطوات تصعيدية في هذا الإطار، لأنّهم لا يزالون يعولون على المساعي التي يقوم بها اللواء إبراهيم. وكان لواء عاصفة الشمال قد أصدر الأسبوع الماضي بيانا حذّر فيه من التباطؤ في تنفيذ الاتفاق الأخير من قبل ما سماه «حزب إيران في الوقت الذي يشتد فيه القصف على الريف الشمالي في حلب من قبل إيران وحزبها مما يعرض حياة المحتجزين اللبنانيين للخطر الشديد». وطالب البيان حينها أهالي المخطوفين بالضغط على الحزب للإسراع في عملية التبادل. وهو الأمر الذي رفضه الأهالي نافين أي علاقة لحزب الله بالقضية، وليس طرفا في المفاوضات محملين كذلك الدولة التركية أي أذى قد يتعرض له أبناؤهم.