«الاستدامة» هي الكلمة السرية لقطاع الأعمال في عالم اليوم، فلا معنى للنجاح المؤقت ولا قيمة لإنجاز لا يتكرر، ولذلك فإن أشهر المؤتمرات العالمية هي التي تقام في مواعيد محددة من كل عام ويفاخر منظموها بعدد النسخ التي تؤكد استدامتها، ولعل جميع المهتمين بعالم المؤتمرات الرياضية يعرفون «ليدرز» في «تشيلسي» وكذلك «سوكركس» المتنقل بين مدن العالم وقبلهما «مؤتمر دبي الرياضي» الذي افتخر بالمشاركة في نسخته «العاشرة المبهرة». «الاستدامة» تتطلب جهداً أكبر بكثير من المشروعات المؤقتة، ولعل غرس هذه المفردة في تعريف كثير من الأعمال الاقتصادية والإنسانية والثقافية وغيرها، يؤكد أن العالم اليوم أصبح يبحث ويدعم الأعمال التي تتمتع بخاصية «الاستدامة»، ولعل أبرز الأمثلة على ذلك الثورة التي تشهدها «المسؤولية الاجتماعية» (CSR) والتي تؤكد على وضع منهج متكامل لعمل مؤسساتي مستدام يضمن بقاء الأثر الإيجابي لبرامج المسؤولية الاجتماعية أيا كان مقدمها. ولعلنا لا نتجاوز الحقيقة حين نؤكد أن صعوبة تنظيم المؤتمرات تزداد مع تكرار النسخ وليس العكس، لأن الجهة المنظّمة مطالبة بالبحث عن موضوعات جديدة ومتحدثين مبدعين يضمنون استمرار جاذبية المؤتمر مع كل نسخة، ومن هنا كان النجاح الذي يتواصل عاماً بعد عام علامة فارقة تذكر فتشكر للقائمين على «مؤتمر دبي الرياضي» منذ نسخته الأولى، حيث يسجل «مجلس دبي الرياضي» منهج عمل أتمنى أن يتعلمه الجميع لأنه ناجح من وجهة نظر الجميع. «العاشرة مبهرة» كتبتها على وزن «الثالثة ثابتة»، لأن نسخة هذا العام تلامس واقع كرة القدم التي نعشقها، والجلسات تغطي حوكمة الرياضة والنماذج الناجحة من الاتحادات والأندية واللاعبين والمدربين والحكام، وأعجبتني نوعية الضيوف نماذج مشرفة في جميع المجالات، وشاهدنا تجربة الاتحاد الإيطالي وناديي برشلونة وميلان، وتوقفنا بفخر مع تجارب النجمين الكبيرين بيرلو ولامبارد والمدربين كابيلو وكونتي والحكام كولينا وعلي بوجسيم ورافشان، مع جلسة سياسية شملت اثنين من المرشحين لرئاسة «الفيفا»، فكان المؤتمر متكاملاً. ولأن «العاشرة مبهرة» فقد كان الحدث الأهم حضور، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، للجلسة الافتتاحية يصحبه النجم المبهر «ميسي» الذي توّج في حفل عشاء «جلوب سوكر» بجائزة أفضل لاعب بالعالم، وذلك يعطي انطباعاً قوياً بأنه سيفوز بها بعد أسبوعين في حفل «الفيفا» الذي سيقام في ظروف مختلفة بسبب عاصفة الفساد التي اجتاحت الاتحاد الدولي، ويحق لدبي أن تفتخر بأن مؤتمراتها وجوائزها أصبحت مبهرة، وعلى جسور الإبهار والفخر نلتقي.