تشهد البوفيهات الصغيرة حصاد موسم الاختبارات والذي يعد من أهم ركائز عملها، كما أنها تعد من أهم اقتصادات الاختبارات بجانب المكاتب ومحال خدمات الطالب، إذ تشهد تلك البوفيهات المنتشرة في المدن السعودية منذ يوم الأحد الماضي، حركة لا تهدأ منذ ساعات الصباح الأولى حتى منتصف الظهر. وتحولت البوفيهات المجاورة لمدارس منطقة تبوك إلى مراكز شبابية، حيث تشهد في أيام الاختبارات الجارية إقبالا كبيرا من المرتادين عليها من طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية الذين يؤدون اختباراتهم النهائية هذه الأيام، وسط ترحيب كبير من قبل العاملين بالبوفيهات الذين وفروا جلسات خاصة للاستقبال بالإضافة للطلبات المحببة لهم. ورغم التحضيرات التي يطلقها مختصون في التغذية من خطورة انتشار الوجبات السريعة، يحرص الطلاب على التوافد لتلك البوفيهات بعد أداء الامتحان بعد عزوف الطلاب عن الوجبات المقدمة من المقاصف المدرسية، وخروجهم من منازلهم دون وجبة الإفطار وخروجهم مبكرا بعد نهاية اختباراتهم. وسط تحذيرات من تربويين لأولياء الأمور من خطورة عدم مراقبة أبنائهم أثناء خروجهم من قاعات الامتحان، حيث يكونون فريسة لأصحاب السلوكيات المنحرفة ومروجي المخدرات في مثل هذه المواسم إلا أن ذلك لم يمنع الطلاب من التوافد للبوفيهات على شكل مجموعات يتناولون خلالها وجبة إفطارهم ويتناقشون عن سير اختباراتهم. يقول محمد العطوي (طالب ثانوي) إنه يحرص على الإفطار مع زملائه في البوفيه القريبة من مدرسته، بعد نهاية الامتحان، مشيرا إلى أن ذلك يخفف من وطأة الاختبار، «أحرص على الذهاب إلى المنزل بعد الإفطار مباشرة، للاستعداد للاختبار القادم». أما أحمد السبيعي (طالب ثانوي) فيرى أن المدارس تقدم وجبات تقليدية غير محببة لكثير من الطلاب خصوصا طلاب المرحلة الثانوية، مؤكدا أن الإفطار برفقة الأصحاب يصاحبه نقاش عن الاختبارات ومدى صعوبتها وسهولتها. البوفيهات في مثل هذا الوقت تنتعش وتستعد جيدا، ويحسب لها أن أسعارها ثابتة طوال العام، ويقول عاملون إن فترة الاختبارات ترفع نسب المبيعات بشكل كبير، فيما يرى محمد مصطفى الذي يعمل في بوفيه صغيرة في شمال البلاد، أن الأعداد تزداد من الطلاب على محله، مشيرا إلى أنهم يحرصون على تناول الكبدة والفول إضافة إلى الشاي والزنجبيل بشكل كبير، خصوصا في ظل الأجواء الباردة التي تشهدها المناطق الشمالية.