اعلنت القوات العراقية اليوم الاثنين تحرير الرمادي من تنظيم الدولة الاسلامية الذي كان يسيطر عليها منذ ايار/مايو الماضي والبدء بازالة العبوات الناسفة والمتفجرات من شوارع وابنية كبرى مدن محافظة الانبار غرب بغداد. ولاتزال توجد جيوب للجهاديين في انحاء متفرقة في المدينة لكن الجيش العراقي يؤكد انه لا يواجه اي مقاومة منذ فرار المقاتلين من المجمع الحكومي الواقع في وسط المدينة والذي كان يمثل اخر معاقلهم امس الاحد. وكان المجمع الحكومي في الرمادي المعقل الرئيسي للمعارك لكن القوات الحكومية تريثت في الدخول اليه بعد انسحاب التنظيم بسبب تفخيخ مبانيه. وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول في بيان بثته قناة "العراقية" الحكومية "نعم تحررت مدينة الرمادي ورفعت القوات المسلحة من رجال جهاز مكافحة الارهاب الابطال العلم العراقي فوق المجمع الحكومي بالانبار". وذكرت مصادر محلية ان عناصر تنظيم الدولة الاسلامية الفارين استخدموا المدنيين دروعا بشرية اثناء هروبهم باتجاه الاطراف الشرقية من مدينة الرمادي خصوصا بعد ان ادركوا ان انهيار قواتهم مؤكد امام القوات الامنية . وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش العراقي لوكالة فرانس برس ان قواته تواصل اجتياح ضواحي المدينة لاحتمال وجود جيوب من الجهاديين فيها. وقدر مسؤولون عراقيون قبل اسبوع عدد عناصر التنظيم في الرمادي ب440 مقاتلا. ولم يتضح بعد عدد الذين قتلوا او انسحبوا الى مواقع اخرى خارج المدينة خلال جولة المعارك الاخيرة. لم تعلن السلطات العراقية عن الخسائر في صفوف القوى العسكرية والامنية. لكن مصادر طبية افادت ان نحو مئة جندي اصيبوا بجروح وتم نقلهم الى مستشفيات في بغداد خلال امس الاحد. ورجحت مصادر طبية ان يكون هناك "شهداء" من قوات الامن مشيرة الى انهم قد يكونوا نقلوا الى مستشفى عسكري خاص قرب مطار بغداد. واثنى الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على الانجاز الذي حققته القوات العراقية باستعادة الرمادي. ولعب الائتلاف دورا كبيرا في العملية من خلال تدريب وتسليح المقاتلين المحليين وتقديم اسناد جوي نفذ خلاله حوالى 600 ضربة منذ تموز/يوليو في المنطقة. وهنأ رئيس مجلس النواب سليم الجبوري العراقيين بالانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات العراقية بالتعاون مع ابناء الحشد العشائري والتي "تكللت بتحرير مدينة الرمادي من دنس الإرهاب"، حسبما نقل بيان رسمي. وقال البيان ان "العراقيين تلقوا اليوم بشرى عظيمة بتحرير مدينة الرمادي"، مؤكدا انه "انتصار كبير يمثل انكسارا لشوكة داعش الارهابي ونقطة انطلاق لتحرير نينوى". ومحافظة نينوى وكبرى مدنها الموصل ثاني مدن البلاد، هي اهم معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق الذي اعلن زعيمه ابو بكر البغدادي "دولة خلافة" في مناطق سيطرة التنظيم التي تمتد في مناطق في العراق وسوريا. واحتفل عراقيون مساء الاحد في شوارع مدن عديدة فيما هنأ المسؤولون القوات الامنية على نصرهم الكبير ضد التنظيم الذي استولى على مساحات شاسعة في البلاد منذ حزيران/يونيو العام الماضي. ويشكل النازحون من محافظة الانبار ثلث العدد الاجمالي للنازحين في العراق والبالغ 3,2 مليونا. وقد تم تهجيرهم على اثر هجوم الجهاديين في منتصف العام الماضي على مناطقهم. ويقيم العديد من هؤلاء في اقليم كردستان العراق الشمالي. وقد احتفل كثيرون منهم بسيطرة القوات الامنية على الرمادي التي بدت آثار الدمار والمعارك واضحة على ابنيتها وشوارعها.