صنعاء (الاتحاد) ينقل المئات من أهالي تعز (جنوب غرب) يومياً، ومنذ نحو شهرين، الإمدادات الغذائية والطبية الضرورية سيراً على الأقدام الى المدينة الأكبر في اليمن، حيث عدد السكان ويفرض المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم حصاراً محكماً عليها منذ سبتمبر. ويسلك السكان، وبينهم أطفال ومسنون، طريقاً جبلية شديدة الوعورة تعد المنفذ الوحيد والمتاح إلى مدينة تعز التي تعاني منذ أبريل جراء نزاع دامي فجره المتمردون الحوثيون وقوات حليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وتتيح هذه الطريق الوعرة نقل إمدادات الغذاء والدواء من عدن (جنوب) إلى تعز، حيث تدور معارك شرسة بين المتمردين والمقاومة الشعبية في أكثر من 12 جبهة قتال داخلية. ويبلغ طول الطريق الجبلية التي يسلكها السكان سيراً على الأقدام أكثر من أربعة كيلومترات وتمر عبر بلدة «مشرعة وحدنان» وصولا إلى منطقة «الضباب» الخاضعة لسيطرة المقاومة في غرب مدينة تعز.وقال المسؤول في المقاومة الشعبية بتعز، أيمن المخلافي، لـ»الاتحاد» :»يعاني السكان كثيراً لإيصال المواد الغذائية والطبية الأساسية والمنعدمة بسبب استمرار الحصار على المدينة»، مضيفاً :»يقوم أربعة أشخاص بحمل أسطوانة أكسجين واحدة عبر الطريق الحبلية الوعرة». ويستعين بعض السكان بالحمير لنقل الإمدادات الضرورية، فيما يدفع بعضهم بأطفالهم للمشاركة في هذه العملية المرهقة جداً وتتسبب بزيادة أسعار المواد المنقولة أربعة أضعاف على الأقل. وطالبت المقاومة في تعز المجتمع الدولي والحكومة اليمنية الشرعية «توفير منفذ آمن لوصول الإمدادات الغذائية والطبية»، ودعم مقاتليها لطرد متمردي الحوثي وصالح وفك الحصار عن المدينة. وجاء في رسالة من سكان تعز إلى العالم نشرتها صحيفة «المقاومة في تعز» أمس الأحد، :»نحن مدينة محاصرة، مغلقة من جميع منافذها الرئيسية والفرعية، أفراننا مغلقة وبقالاتنا أيضا ..الخبز هو المستحيل الذي نناضل لأجله في الألفية الثالثة».