خيم التوتر على عدد من المدن الجنوبية في اليمن بعد ساعات من انطلاق موعد ما سمى بالهبة الشعبية لقبائل محافظة حضرموت. وقال سكان محليون ان مدينة المكلا بحضرموت شهدت مسيرات وتظاهرات واعمال شغب وعنف في المكلا وعدن. وقالت مصادر محلية ان قتيلاً سقط اثناء مهاجمة متظاهرين جنوبيين واحراقهم محلات تابعة لتجار شماليين في المكلأ. واسفرت الاشتباكات واحراق بعض المحلات التجارية عن سقوط ثلاثة جرحى. وهاجم مسلحون مجهولون مدرعة تابعة للجيش في منطقة «الديس» بالمكلا ما أدى إلى انقلاب المدرعة قبل أن يضرموا النار فيها ما أدى إلى اشتعالها بالكامل. وفي عدن شهدت مدينة المنصور مصادمات بين متظاهرين من انصار الحراك الجنوبي والشرطة ما اسفر عن سقوط جريحين. وقالت مصادر محلية إن الآلاف ممن ينتمون إلى تيارات مختلفة تظاهروا في مدن المكلا والشحر وغيل باوزير وتريم رافعين شعارات مختلفة معظمها تدعو إلى تسليم المهام الأمنية في المحافظة إلى أبناء حضرموت وتدين مقتل الشيخ سعد بن حمد بن حبريش احد ابرز زعماء قبائل حضرموت اوائل ديسمبر الماضي على ايدي قوات الجيش، فيما رفع أنصار الحراك الجنوبي في المكلا والشحر أعلام دولة الجنوب السابقة. وقال ناشطون جنوبيون ان عدداً من اقسام الشرطة وبعض النقاط العسكرية المؤدية الى بعض الحقول النفطية في حضرموت وشبوة جرى تسليمها الى رجال القبائل، الا ان مصدرا مسؤولا في السلطة المحلية بمحافظة حضرموت وشبوة نفيا في بيانات رسمية صحة ذلك. وفي عتق عاصمة شبوه، قالت مصادر مطلعة انه جرى الاتفاق بين اللجان الشعبية والسلطة المحلية على تسليم مهام الأمن في المنطقة الى رجال امن جنوبيين. وشهدت بعض مناطق الجنوب انقطاع الاتصالات عبر شبكات الهاتف النقال والانترنت لعدة ساعات لكنها عادت عصر الجمعة. واتهم ناشطون السلطات بقطع هذه الخدمات للتغطية عن فعاليات الهبة الشعبية. لكن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات اعلنت ان الشبكة الوطنية للاتصالات تعرضت لاعتداءات تخريبية هي الأكبر من نوعها في ثلاثة مواقع رئيسية تتواجد في محافظات (شبوة عمران مأرب ) في وقت متأخر من مساء الخميس وفجر أمس الجمعة مما تسبب في خروج الشبكة الوطنية للاتصالات عن الخدمة (هاتف - انترنت) في محافظات (مأرب، الجوف، حضرموت، شبوة، أبين، عدن) وعدد من المناطق والمديريات في المحافظات الأخرى.وكان حلف قبائل حضرموت قد دعا الى هبة شعبية وهي سلسلة احتجاجات شعبية في احد الميادين في حضرموت ومناطق اخرى بعدها يتم تسليم رسائل للأجهزة الامنية بضرورة الانضمام الى ما يسمى بالهبة الشعبية والتي تعني السيطرة الشعبية على المحافظة رداً على مقتل شيخ قبيلة الحموم سعد بن حبريش العليي في الثاني من ديسمبر الجاري برصاص قوات الجيش عند مدخل مدينة سيئون. وكانت السلطات اعلنت ان القتلى هم من عناصر القاعدة ثم تراجعت واعتذرت من مقتل بن حبريش. وفشلت جهود اللجنة الرئاسية في ايقاف الهبة الشعبية رغم وعود السلطات بحل قضية مقتل بن حبريش والاستجابة للمطالب التي طرحها تحالف قبائل حضرموت. لكن بيان صادر عن تحالف قبائل حضرموت اعلن رفضه لما طرحته اللجنة الرئاسية المكلفة بحل القضية، وقال انه لم يلمح جدية في تناول السلطات مع القضية ولم تتخذ أي خطوات لتنفيذ مطالبها في إحلال قوات أمن من أبناء حضرموت في النقاط الأمنية وإخراج قوات الجيش من المدن. واثار اعلان حلف قبائل حضرموت للهبة الشعبية للسيطرة على محافظة حضرموت حالة من القلق والتوتر في الجنوب واليمن بشكل عام خشية اندلاع اعمال عنف كبيرة خاصة بعد اطلاق البعض تحذيرات للمواطنين الشماليين بمغادرة محافظة شبوة، وكذا قيام بعض المتطرفين من انصار الحراك الجنوبي بحرق بسطات ومحلات بعض المواطنين الشماليين في مدينة سيئون بحضرموت.