كشف مصدر في المجلس العسكري في محافظة تعز لـ«الشرق الأوسط» عن صدور أوامر رئاسية بتشكيل لواء عسكري جديد تكون مهمته تحرير محافظة تعز، ويضم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، كما كشف المصدر عن وصول الدفعة الأولى من المقاتلين في صفوف المقاومة الشعبية والجيش الوطني في محافظة تعز، إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، إلى قاعدة العند العسكرية الاستراتيجية في محافظة لحج الجنوبية، لتلقي تدريبات عسكرية مكثفة من قبل ضباط في المنطقة العسكرية الرابعة، وذلك في الاستعدادات والترتيبات النهائية لتحرير المحافظة وفك الحصار عنها، وبالتنسيق مع قوات التحالف. وقال المصدر إن الرئيس عبد ربه منصور هادي، كان قد وجه، أول من أمس، خلال بعد لقائه بعدد من قيادات المقاومة الشعبية والجيش الوطني في تعز ورئيس المجلس العسكري العميد الركن صادق سرعان، بتشكيل لواء عسكري لتحرير المحافظة وفك الحصار الذي تفرضه ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح على المدينة. وأكد المصدر ذاته، أن «الرئيس هادي وجه المنطقة العسكرية الرابعة بتجهيز القوة بالمعدات العسكرية اللازمة والتي تشمل أسلحة ثقيلة ومعدات عسكرية كالدبابات والمدرعات والمدافع المتنوعة، في حين التحق أكثر من 1000 شاب من أبناء تعز، من حملة الشهادات الجامعية، في صفوف المقاومة الشعبية وسيتم استيعابهم بصفوف المقاومة وبعدها سيتم تدريبهم ودمجهم بالجيش الوطني». في هذه الأثناء، يواصل الشيخ حمود المخلافي، قائد المقاومة الشعبية في محافظة تعز لقاءاته في عدن بقيادات في المقاومة الجنوبية، وذلك منذ بضعة أيام، بعد أن استدعاه الرئيس هادي وناقش معه في قصر الرئاسة جملة من القضايا المتعلقة بتحرير تعز، وتحتضن عدن عددا كبيرا من جرحى المقاومة الشعبية في تعز. إلى ذلك، تواصل ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح خرقها لقرار وقف النار الذي دخل أسبوعه الثاني، الذي مدده الرئيس عبد ربه منصور هادي، من خلال قصفها بصواريخ الكاتيوشا والمدفعية من أماكن تمركزها وبشكل عنيف وهستيري على الأحياء السكنية، وخصوصا التي تسيطر عليها المقاومة الشعبية مخلفة وراءها قتلى وجرحى من المدنيين. وميدانيا، قتل وجرح العشرات من صفوف ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح جراء المواجهات في جبهات القتال الشرقية والغربية، وجراء غارات التحالف التي تقودها السعودية على الميليشيات الانقلابية التي لم تلتزم بهدنة وقف إطلاق النار. وأفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» بأن طيران التحالف استهدفت بغاراتها مواقع الميليشيات وتجمعاتهم في هنجر تجاري في منطقة الحوبان بالقرب من النقاط الخاصة بالحوثيين، وبأن بين القتلى قيادي حوثي ميداني يدعى أبو عمار، في عملية نوعية للمقاومة الشعبية. وقال الناشط السياسي، توفيق السامعي لـ«الشرق الأوسط»، إن «الميليشيات الانقلابية لا تزال مستمرة في خرقها للهدنة وتقصف بشكل شديد على الأحياء السكنية، حيث وتركز قصفها على أحياء الثورة والشماسي وثعبات والأربعين والدحي والحصب ومنطقة صبر والمسراخ والأقروض والضباب، بالإضافة إلى قيامها بمحاولات هجومية على مواقع المقاومة والجيش في محاولة التوغل فيها مثل ثعبات، في المحور الشرقي، ووادي عيسى في الدحي، المحور الغربي، وجبل صحيح في الأقروض ووكريف القدسي بمديرية المسراخ، ومديرية حيفان». وأضاف: «لقد صار من المعلوم عن الميليشيات الحوثية عبر مسيرتها أنها لا تلتزم بهدنة ولا بأي اتفاقات أو عهود أو وعود وهي تستخدم التقية السياسية في كل خطواتها جريا على المعتقد الطائفي. فمنذ أن ظهرت الحركة على الأرض عام 2004 وحتى اليوم لم نجدها التزمت بأي اتفاقية وقعتها مع أي طرف من الأطراف سواء الدولة أو القبيلة أو القوى الأخرى». وتابع قائلا إن «هناك أكثر من 50 اتفاقا وقعتها مع الدولة والقبائل ولم تفِ بواحدة منها حتى اليوم، بل إن أشهر اتفاق وقعته هي وكانت هي من فرضته بقوة السلاح وبشروطها وهو اتفاق السلم والشراكة يوم 21 سبتمبر (أيلول) 2014 نقضته في نفس اللحظة ولم يجف حبر التوقيع بعد، وبالنسبة للانتهاكات فهذه الجماعة تجاوزت كل حد في انتهاكاتها المتعددة ضد المواطنين المدنيين في تعز وغيرها من المحافظات، فهي تقوم بالمجازر اليومية في تعز وتفرض حصارا خانقا على المدينة وتمنع وصول الماء والغذاء والدواء عن المواطنين وتفتش حتى على مستوى كسرة الخبز والتبول على مياه الشرب ومنعت حتى أنابيب الأكسجين عن المستشفيات». وأكد السامعي، أن «ما تقوم به ميليشيات الحوثي وصالح هو انتهاك حقوق الإنسان وكبتت الصحافة والكلمة وبعد تحطيم كل مؤسسات الدولة ومواردها استحدثت سوقا سوداء وصارت تبيع كل شيء بالسوق السوداء، كما انتهكت الطفولة وقامت بتجنيد الأطفال للقتال في صفوفها بالقوة وتفرض الإتاوات المختلفة، وهناك انتهاكات متعددة بحق طلبة المدارس والمنظمات الحقوقية والإنسانية وتقوم باعتقال السياسيين». وعلى الصعيد الإنساني، تواصل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح حصارها المطبق على الأهالي وتمنع عنهم دخول المواد الغذائية والدوائية والمواد الإغاثية وكافة مستلزمات العيش. وأفاد شهود محليين لـ«الشرق الأوسط» بأن الحياة أصبحت صعبة للغاية ومن يرد أن يخسر حياته فعليه المغامرة بها والذهاب إلى المناطق التي وصلت إليها المساعدات الإغاثية والتي تسيطر عليها الميليشيات، غير أنه لن يحصل على شيء سوى قنصها من قبل الميليشيات أو قصفها بالمدفعية من أماكن تمركزهم.