وصف العضو السابق في مجلس الشورى علي عبدالرضا العصفور، جامع عالي الكبير بأنه «رمانة الميزان» على مستوى الطائفتين الكريمتين في البحرين، مستدلاً في ذلك بـ «احتضان الجامع الصلاة الموحدة بين الطائفتين الشيعية والسنية». تصريحات العصفور جاءت تعليقاً على ما أظهرته التحقيقات الرسمية التي أجريت في قضية 24 متهماً بالانضمام إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، من أن المتهمين كانوا يخططون للقيام بعملية إرهابية تستهدف جامع عالي الكبير. العصفور الذي يُعدُ أحد المواظبين على تأدية صلاة الجمعة في جامع عالي الكبير، قال لـ «الوسط»: «هذا الجامع يمثل خط الاعتدال النقي الذي لا تشوبه شائبة التصنع، وإن صح أن هناك استهدافا لجامع عالي الكبير، فهو من أجل ضرب ما تبقى من خط الاعتدال داخل البحرين، في محاولة للإجهاز على هذا الخط. والحمد لله على جهود الأجهزة الأمنية وسرعة الكشف عن هذه المحاولات، ولابد من توجيه الشكر للأجهزة الأمنية لدورها». ووسط شكاوى تلقتها «الوسط» من مصلين بجامع عالي الكبير لما أسموه بـ «التراخي» في ضبط الوضع الأمني في محيط الجامع يوم الجمعة، قال العصفور: «أتمنى من الأجهزة الأمنية ألا تضعف وتتراجع في موضوع الرقابة على سلامة المصلين، لابد من المزيد من الحذر ليس في جامع عالي فقط، ولكن باقي المساجد أيضاً، ويتوجب أن يعمم ذلك على باقي أيام الأسبوع، وإذا كانت هناك فرق من المتطوعين، إلا أن وجودها يتوجب أن يكون لدعم الدور الرئيسي لأجهزة الأمن». وعُرف عن الشيخ ناصر العصفور الذي يؤم المصلين بجامع عالي بأنه يمثل «خط الاعتدال»، ودائماً ما تركز خطبه على «الدعوة للوحدة ورص الصف ورفض التطرف». وكان جامع عالي الكبير على موعد مع صلاة موحدة ضمت الطائفتين السنية والشيعية ظهر يوم الجمعة (3 يوليو/ تموز 2015)، وقد جاءت الصلاة المشتركة على خلفية دعوة أطلقتها المؤسسة البحرينية للمصالحة والحوار المدني، وشهدت مشاركة شخصيات رسمية وعامة من بينهم وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة، وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل حميدان، ومحافظ الشمالية علي العصفور. وعبر منبر الجمعة، اعتبر الشيخ ناصر العصفور ان الفكر التكفيري والارهاب يمثلان الخطر الحقيقي، وشدد على ضرورة الانتباه لذلك، مخاطباً المصلين «انتبهوا والتفتوا لبلدانكم من داء التكفير والإرهاب، وان كنتم حريصين على أوطانكم فعليكم بمعالجة هذا الداء الذي يهدد الأوطان، فهذا هو الخطر الحقيقي الذي يستهدف امن المجتمعات واستقرارها»، مضيفاً «هذا الواقع المرير الذي نعيشه والذي نعاني من نتائجه، ما هو الا نتاج هذا الفكر المدمر وثمرة هذا التحريض الذي استمر لسنوات وسنوات، فهنالك مروجوه ومغذوه وممولوه»، وتساءل «لماذا سكتم عنه ومازلتم تسكتون عنه؟».