×
محافظة المنطقة الشرقية

هوساوي يقلق الأهلاويين قبل الاتحاد

صورة الخبر

حبّ الأذية طبع من طبائع الأشرار.. والشر هو المعادي للخير، والمناقض له، فلا يعرف الخير إلا في ميزان الشر، وهناك أناس ابتلاهم الله بقبح عظيم.. ليس القبح في مفهومه الشكلي فقبح الشكل يعوّضه أحياناً السلوك الرفيع والعمل الطيب، والخلق الكريم.. ولكن القبح هنا هو قبح معنوي، وهذا من أشد أنواع القبح، بل هو أشدها مقتاً وكرهاً، هذا القبح الذي أعنيه هو: حب الأذية، لأنه ليس صفة ملازمة محصورة في صاحبه فقط.. وإنما لكونه يتعداه إلى الآخرين. هناك أناس جبلوا على حب أذى الناس، والبحث عن المكائد، والترصد، وتصيد الزلات والأخطاء، فيلتقطونها ثم يظهرون موهبتهم الخارقة وتفننهم في تحويل ذلك كله إلى أذى. فينهشون، ويلدغون ويلسعون لسع العقارب. وحب الأذية مرض يلازم صغار النفوس، وضعاف الهمم، وقليلي الحظ من الخير والإيمان والخلق الكريم. ومن صفات هؤلاء المتعددة، أو من صفات قبحهم الذميم أنهم يحرفون الكلم عن مواضعه، ويفسرون الأشياء بغير تفسيرها الصحيح. ينسجون من أوهامهم المريضة وخيالاتهم السقيمة وحقدهم الضرير صوراً من التحريف البشع، والكذب الرخيص. ومن مذامهم أيضاً أنهم لا يأخذون بحسن النية مطلقاً وإنما بسوئها، فطباعهم السيئة تنجذب إلى السوء والبغضاء لا إلى المحبة والخير والإحسان. وهناك أناس بكل أسف سمّاعون لمثل هؤلاء لأن آذانهم تفتقد حاسة التمييز والفرز، فيأخذون ما يسمعون أخذ اليقين، وهذه بلية عظيمة. لأن المرء الحصيف الحكيم لا يندفع وراء ما يسمع بلا روية وأناة، وإنما عليه أن يتأكد ويتبين لكي لا يقع في حق بريء ولا يخطئ في حق مظلوم (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين). إن المجتمع مطالب بمحاربة هذه الطفيليات والجراثيم التي تأكل جسده، وتهز تماسكه، وتحاول هدم بنيانه. ليس الاجتماعي فحسب بل الفكري والسياسي.. هذه الطفيليات هي التي تكدر الأنفس، وتشعل نار الفتنة، وتمزق روح الإخاء والمحبة والرحمة. وكثير من الأبرياء والأنقياء والطيبين ذهبوا ضحايا، بل كثير من البيوت ذهبت ضحية لمثل هذه الدسائس والمكائد المبنية على سوء النية وفساد الطوية. بل كثير من الأوطان أصابها الضعف والوهن والتشتت والانقسام بسبب سموم أولئك السيئين.. والمجتمع مطالب بتنظيف ساحته من هذه العناصر العفنة المؤذية والتي تعشق الفساد والأذى، فأصحابها لا يتمتعون بأخلاق النبلاء وإنما بطباع العقارب وكما يقول أبو ماضي:"حب الأذية من طباع العقرب"..!