عرض الفريق البحثي من جامعة «جونز هوبكنز» نتائج دراسته عن قفزات صرصور الحقل، خلال الاجتماع السنوي الـ 68 لقسم ديناميكا الموائع بالجمعية الفيزيائية الأميركية الذي عقد في الآونة الأخيرة في بوسطن. وقال أستاذ الهندسة الميكانيكية في الجامعة راجات ميتال، إنه يرى أن «صرصور الحقل أو الجندب ليس مجرد آفة ضارة، بل إن المبادئ الأساسية لتصميم جسمه يمكن أن تسهم في ابتكار روبوتات صغيرة رشيقة، ذات قدرة على التحرك وسط التضاريس الوعرة وأنقاض الزلازل». وتشير المعلومات إلى أن بمقدور الجندب أن يقفز إلى ارتفاعات تعادل طول جسمه نحو 60 مرة، لذا كان السؤال الذي يراود ميتال هو «كيف يتسنى لها القفز الى هذه الارتفاعات والمسافات الطويلة، وكيف يمكن لهذه الحشرات التحكم في وضعها حتى تتمكن من الهبوط على أرجلها سالمة؟». وظل ميتال ومساعدته بقسم الهندسة الميكانيكية ايملي بالمر يدرسان مدى تعقيد قفزات الجندب طيلة ثمانية أشهر، باستخدام كاميرات سريعة اللقطات للوقوف على تفاصيل الحركة في غاية الدقة. وقال ميتال «التقطت مقاطع فيديو دقيقة وتفصيلية تتراوح بين 300 و400 لقطة في الثانية الواحدة، حتى يتسنى لنا بالفعل تحليل قفزاته بدقة متناهية والبدء في رصد كل الحركات والسكنات منذ انطلاقه وحتى لحظة هبوطه». وأوضحت بالمر أن عملية التصوير وحدها لم تكن تمثل التحدي الوحيد بل هي محاولة الحصول على «القفزة النموذجية»، وكان نخس الجنادب وهي في الحاويات الزجاجية يستحثها على القفز، لكن التفاصيل الخاصة بالمسافة والمسار لم تكن متسقة. وكان يجري عرض لقطات الكاميرات الثلاثة بالتصوير البطيء وببرمجيات معينة لتسجيل انطلاق الجندب وهبوطه. وقال ميتال إنه دُهش عندما وجد أن قفزات الحشرة تشبه راقص الباليه، لكن المهم هو أنها كانت تنجح في الهبوط على أرجلها. وتم ابتكار نماذج مجسمة بالبرمجيات لتوضيح حركة كل جزء من أجزاء جسم الحشرة خلال عمليتي القفز والهبوط، وأشار ميتال إلى أن هذا النوع من القفز والحركة سيكون فعالاً خلال محاولة السير وسط تضاريس وعرة مثل أنقاض الزلازل، مضيفاً أنه بعد بحوث ستستمر بضعة أشهر وفهم كامل لحركة الجندب، سيعمل فريقه البحثي لابتكار روبوتات ترتكز على أساس مبادئ تلك الحركة.