في وجهة نظرنا، ليست هناك مهنة أصعب من مهنة التدريس، وليست هناك مسؤولية أعظم منها، فالتدريس مسؤولية لا تنحصر بين قاعات، وفصول دراسية، يتلقى فيها الطلبة دروسهم، بل تتعدى ذلك بكثير، إلى قيم ومبادئ، يتلقاها الطلاب في هذه الصفوف، وإلى نماذج يتأثرون بها في المدرسة، التي يقضون فيها جل أوقاتهم مع إداريين ومعلمين وطلاب. اتصل بنا عدد من المعلمين تعليقاً على مقال المعلم في برنامج خليفة، وقال أكثرهم إننا ندرك مسؤوليات أوكلت إلينا، ونقدر اهتمام صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، بأن خصنا بنقطة في البرنامج الوطني لدولة الإمارات بين عشر نقاط أخرى، لنحظى بمزيد من الاهتمام المادي والمعنوي أسوة بزملاء لنا في القطاع المحلي، لنكون أكثر طمأنينة، ولتتهيأ لنا ظروف معيشية أفضل، تساعدنا على تأدية أدوارنا باقتدار، لا سيما في ما يتعلق بالكادر والتأمين الصحي وما إلى ذلك، وهو ما نثق بأنه سيدخل حيز التنفيذ قريباً بإذن الله. في حديثنا مع المعلمين لاحظنا أن هماً آخر يؤرقهم أكثر من أي حوافز وعلاوات ومخصصات، وهو هم تعاون البيت والأسرة معهم في العملية التعليمية والتربوية، فحسب ما سمعنا وما ذكر لنا يبدو أن كثيراً من الأسر تخلت عن مسؤوليتها في التربية، وتركت جلّ المسؤولية على المدرسة، فأصبح المعلم يعاني من سلوك طالب، ومن ضعف تحصيله. ومن مشكلات نفسية واجتماعية، لا يستطيع وحده معالجتها ما لم تستشعرها الأسرة قبله، فتتعاون في حلها، والأكثر من ذلك أن بعض الأسر تتخذ موقفاً هجومياً ضد الإدارة والمعلمين، في حال تم استدعاؤها وتوجيه أبنائها أو معاقبتهم، لأنها تتصور أن ابنها أو ابنتها مستهدفون خلاف الحقيقة، وهي أنهم يعتنون بهم. لذا، فإننا نقول، إن البرامج، التي تعنى بتدريب المعلم وتأهيله وتطوير بيئته لا بد أن يوازيها برامج أخرى، تؤهل أولياء الأمور وتدربهم على أن يكونوا عوناً وعضداً للمدارس، لتخرج أجيالاً نعول عليها بالكثير في الحاضر والمستقبل، فالمعلم والإداري لا يمكنهم إعداد هذا الجيل من دون أسرة تربي وتتفهم وتتعاون، وتستوعب تحديات الحاضر، وأهداف المستقبل.