ناقش خبراء تربويون من الإمارات، و10 دول عربية، آليات إدماج قيم المواطنة والتسامح وحقوق الإنسان في مناهج التعليم وسبل تطبيقها، في ورشة عمل نظمها المركز الإقليمي للتخطيط التربوي في الشارقة، بالتعاون مع مؤسسة اليونيسكو، ومكتب التربية العربي، في مقر المركز بالمدينة الجامعية. تناولت الورشة طرق تعلّم وتعليم القيم، والتعزيز والتنسيق بين الممارسين التربويين في المنطقة العربية، بجانب إتاحة الفرصة أمام خبراء المناهج للتمكن من إدماج آليات القيم في المناهج الدراسية، فضلاً عن إمكانية خبراء التدريب من إتقان المهارات التعليمية الخاصة بإيصال القيم للشباب وغرسها في عقولهم. حضر فعاليات الورشة، مهرة هلال المطيوعي مديرة المركز الإقليمي للتخطيط التربوي في الشارقة، وعيسى صالح الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج، وعدد من المسؤولين والمختصين التربويين، وخبراء في التعليم من 10 دول عربية. وأكدت مهرة هلال المطيوعي في كلمة لها خلال الورشة أهمية هذا الحدث الذي يتناول إحدى القضايا التي تُشكل محوراً مفصلياً في تربية النشء، وهي مسألة القيم، مشيرة إلى أن مفهوم القيم شكل على مر العصور إطاراً مرجعياً يحكم سلوك الأفراد والجماعات ويوجه تصرفاتهم، وأحكاماً معيارية لتقويم سلوكهم ومحددات لاختياراتهم وتفضيلاتهم، وبما يحفظ للمجتمع تجانسه وتماسكه وترابطه. وأضافت أن العالم المعاصر أدرك أهمية القيم في عالم أصبحت تختلط فيه الألوان وأصبح التمييز بين الحق والباطل والحلال والحرام أمراً صعباً ما أدى إلى اضطراب السلوك واختلال المعايير، وصراع القيم المتمثل بين الركون إلى الأصالة أو الأخذ بالقيم والأفكار والمعايير الوافدة، الأمر الذي أصبح يؤثر في عملية الانتماء وقيم المواطنة، فضلاً عن المفارقة القيمية التي تبرز في التناقض وعدم الاتساق بين القول والعمل، واضطراب النسق القيمي وعدم قدرة الفرد على توجيه سلوكه حيث أصبح العنف وعدم تقبل الرأي والرأي الآخر مستحيلاً ولا مجال للحوار، وإعمال الفكر في الحكم على الأفكار والمواقف بصورة عقلانية وراشدة لحل النزاعات وإشاعة روح التسامح.