×
محافظة المنطقة الشرقية

بلاتر: سأعود من الباب الكبير وسألجأ إلى المحاكم السويسرية

صورة الخبر

أقيمت مساء أمس الأول في منطقة الكهيف في الشارقة ثالثة ليالي عروض مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، وعرضت خلالها المسرحية الموريتانية نسمات من الصحراء من تأليف وإخراج التقي سعيد، قدمت المسرحية مشهدية تستحضر جانباً من ليالي السمر التقليدية في صحراء موريتانيا، ودارت حكايتها حول رجال يتنافسون على الفوز بقلب ابنة شيخ القبيلة، ولم تكن منافستهم بالعضلات أو المبارزة بالسيوف، بل كانت بالفن، فن الشعر والرقص ومعرفة مقامات الألحان، حيث يعلن الراوي عن قرب قدوم ابنة شيخ القبيلة، ويبعث رسولاً في المنازل ليخبر الرجال بذلك، فيتسابق إلى المجلس الرجال الراغبون في رؤيتها والتنافس عليها، ثم يبعث الرسول ليأتي بالفتاة، فتأتي فتاة جميلة وضاحة الجبين بيضاء تتهادى تتبعها وصيفتها السمراء، ويستقبلها الرجال بالترحاب والرقص، وعندما تأخذ مكانها من المجلس تبدأ المنافسة. يقدم كل من الرجال نفسه على أنه فتى الفتيان ابن الحسب والنسب، الفارس الذي لا يشق له غبار، والشاعر الفحل الذي بزّ جميع الشعراء، والثري الذي يستطيع أن يغرقها في النعيم، ويؤدي كل منهم رقصات على أنغام موسيقية تقليدية، وحين ينتهون تجيبهم الفتاة بمقطوعات من الغزل النسائي التقليدي، لكنها لا تعين أياً منهم، وتعلن لهم أنها ستذهب للتشاور مع وصيفتها فيمن تختار، وعندما تعود يبدأ الرجال دورة جديدة من التنافس، هذه المرة بالشعر الحساني (الشعر الشعبي الموريتاني)، ويبرعون في التغزل بها، والتفنن في أوصافها على أنغام الموسيقى التقليدية، ثم ينتقلون إلى الفصيح، فيفعلون مثل ما فعلوا مع الشعبي، وحين لا يبقى إلا أن تعلن لهم عن اسم الفتى الذي تختاره، يفاجئهم الراوي بأن الفتاة البيضاء التي يتنافسون عليها ليست هي ابنة شيخ القبيلة، وإنما ابنته الفتاة السمراء التي تصاحبها، فيخجلون، وقد أدركوا أنهم وقعوا في ورطة، لا يعرفون كيف يخرجون منها. يستحضر العرض جلسة السمر الطربية التقليدية، حيث يتحلق الرجال حول المطرب الذي يقدم ألحانه متنقلاً من مقام إلى آخر حسب تسلسل المقامات في الموسيقا الموريتانية، ومع كل مقام يرتجل الحاضرون أبيات الشعر الحساني بالوزن والقافية المناسبين لذلك المقام، ويتبارون في أيهم يقول البيت الأجمل الذي يسكت به منافسيه، وحين ينتقل الفنان إلى مقام آخر ينتقلون معه إلى الوزن والقافية المناسبين لذلك المقام، وهكذا حتى يصل إلى نهاية السلسلة الموسيقية، فتنتهي الجلسة، وقد كان استحضار المخرج لأجواء تلك الجلسة موفقاً لأنه أعطاه مجالاً لإدماج فنون اللحن والغناء والشعر والرقص ضمن عرضه من دون شذوذ عن الأفق العام.