يمثل جبل المليساء في حرة رهط (19 كلم ) جنوب شرقي المدينة المنورة ، آخر موقع معلم بركاني خامد في الجزيرة العربية وتعد حرة رهط ضمن 12 حقلا بركانيا تتوزع في المملكة ، وتضم الحرة وحدها سبعمائة مخروط بركاني، كما أنه تم تصنيف الحرة ضمن مشروع “حماية المعالم الجيولوجية” كأول متنزه جيولوجي مفتوح في السعودية من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. وتسعى هيئة السياحة بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية بالسعودية لطرحه أمام الاستثمار كأول متنزه جيولوجي في المملكة ، ضمن مشروع شمل أكثر من 380 موقعا جيولوجيا، ، وتم اختيار موقع الحرة لأسباب سياحية وجمالية، والتشكيلات الصخرية ذات الطابع الجمالي، والمعالم الجيولوجية ذات الإرث التاريخي ، ابرزها قرب المتنزه من النطاق العمراني للمدينة المنورة والتشكيلات البركانية النادرة الموجودة في الموقع، إضافة لسهولة الوصول إليه عن طريق البر. ويصف جيولوجيون حوض البحر الأحمر المنطقة بأنه الأغنى بالطفوح البركانية،و إن المملكة العربية السعودية وحدها تضم 12 حقلا من حقول الحمم البركانية تغطي ما يزيد على ثمانين ألف كيلومتر مربع من مساحتها، منها سبعمائة مخروط بركاني تنتشر على مساحة وحدود حرة رهط وحدها. ويصف مدير عام فرع هيئة السياحة والتراث الوطني صالح عباس أن هناك تعاونا وثيقاً بين هيئة السياحة و هيئة المساحة الجيولوجية السعودية وأمانة المنطقة للعمل بموجبه للمحافظة على وضعية الحرة المتميزة كموقع سياحي استثماري والتي تتميز عن باقي الأراضي المحيطة بها. وتشتهر هذه المنطقة بأنها المنطقة الوحيدة التي لم تمسها يد التغيير من الناحية الطبيعية ، ويشمل المشروع طرح جزء من حرة رهط للاستثمار بمساحة 92 كيلومترا يتوسطها جبل الملسا الوارد في الروايات التاريخية ويبلغ ارتفاعه 916 مترا عن سطح البحر كبركان خامد ذي فوهة كبيرة على قمته، أحد أجمل المناظر والفوهات البركانية، وشكلت الحمم التي تدفقت من هذا البركان منذ آخر نشاط له في عام 1265، (أي قبل 742 سنة) أشكالا من المناظر الطبيعية تشمل على الأنفاق والدعامات الخلابة، وتمنح المناظر فرصة الاستمتاع بالتشكيلات الطبيعية التي أحدثتها الحمم البركانية الناجمة عن النشاط البركاني.