وصف ميكولا أزاروف رئيس وزراء أوكرانيا أمس الاتفاق على مساعدات بقيمة 15 مليار دولار من روسيا بأنه اتفاق تاريخي سيمكن أوكرانيا وهي من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق من العودة إلى تحقيق نمو اقتصادي، في الوقت الذي يبدي فيه محتجون في كييف غضبهم من "التسليم" لموسكو، بحسب "رويترز". وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش خطة الإنقاذ لكييف بعد محادثات في موسكو، ويشمل الاتفاق خفض سعر الغاز الروسي الذي يورد لأوكرانيا بنحو الثلث. واعتبر أزاروف أن الاتفاق سمح بإنقاذ الاقتصاد الأوكراني من "الإفلاس" الذي كان يهدده في حال توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي، وأن الرئيس بوتين تفاوض على سعر مبرر اقتصاديا للغاز اعتبارا من كانون الثاني (يناير) حتى نهاية فترة العقد، مشيرا إلى عقد غاز مدته عشر سنوات يحل أجله في بداية عام 2019. وأضاف أن ذلك يفتح فرصا أمام قطاع الصناعة والطاقة في أوكرانيا وقطاع الإسكان للعودة إلى النمو الاقتصادي ولتوجيه الموارد المتحصلة للتحديث، معتبراً هذا يعد تطوراً تاريخياً. وسيقترح أزاروف كذلك، خفض ضرائب الشركات في عام 2014 بنقطة مئوية واحدة عن المستوى الراهن البالغ 19 في المائة إضافة إلى الاستمرار في زيادة الإنفاق الاجتماعي. ويهدف الاتفاق الذي تم التوصل إليه في محادثات بين قادة البلدين في موسكو إلى مساعدة أوكرانيا على تجنب أزمة اقتصادية، وتأمل روسيا في أن يبقى كييف داخل نطاق نفوذها السياسي والاقتصادي. وأشار أزاروف إلى أنه لو وقعت أوكرانيا اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي لكان تعين عليها الموافقة على شروط صندوق النقد الدولي ومنها زيادة أسعار الغاز على المستهلكين وتخفيض سعر العملة الوطنية وتجميد الرواتب مع شراء الغاز الروسي بأسعار عالية، أما الآن فليس هناك ما يهدد الاستقرار الاقتصادي والمالي في أوكرانيا. وقد يؤجج الاتفاق أيضا احتجاجات في كييف ضد الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، تطالبه بالاستقالة بعدما تخلى عن اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي وتحول إلى موسكو طلبا للمساعدة.